أكد السياسي الليبي سعيد رشوان أن هناك العديد من نقاط الضعف التي شابت ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس منها أن القاعدة الجماهيرية للشعب الليبي لم تكن ممثلة في الحوار كما لم يكن هناك توازنا في مشاركة مختلف التوجهات السياسية في الملتقى مستبعدا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن يتمكن المشاركون في الملتقى من الوصول بسهولة لتوافقات بشأن النقاط الخلافية.

إلى نص الحوار: 

برأيك ما أبرز نقاط الضعف في ملتقى الحوار السياسي بتونس؟

نقاط الضعف في الحوار السياسي بتونس عديدة منها أن القاعدة الجماهيرية للشعب الليبي لم تكن ممثلة في الحوار كما لم يكن هناك أي توازن في حضور مختلف الاتجاهات السياسية كما أن تركيبة الحاضرين مصلحية أكثر منها وطنية فلم تتضمن مختلف الشرائح المجتمعية من تكنوقراط أو قضاه أو كبار المهنيين فهذه الشرائح عادة ما تكون بعيدة عن المحاصصة والأمور المصلحية وكان نتيجة هذه التركيبة ظهور المال الفاسد الذي عبرت عنه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وبعض المشاركين في جلسات الحوار.

هل ترى أن حوار تونس فشل؟

بالفعل الحوار فشل تقريبا بسبب النقاط التي ذكرت سالفا والتي أفشلت الحوار أو كانت جزء من أسباب فشله 

إلى أي مدى ساهمت التدخلات الخارجية في إفشال الحوار؟ 

التدخلات الخارجية أثرت سلبا على الحوار فكل دولة منخرطة في الشأن الليبي تريد أن توجه الحوار في اتجاه معين حتى يفوز مرشحين على علاقة مباشرة بها وهذا التأثير واضح ومعروف فالإسلاميين مثلا مدعومين من قطر وتركيا التي تحاول إفشال الحوار بأي شكل ولا تريد تحقيق التوافق في ليبيا لأنه سيحجم مصالحها ويعيق تحقيق أهدافها وهذا ما لاحظناه في الحديث عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال فترة الحوار بهدف التشويش على المسار الأمني ممثلا في اجتماعات اللجنة العسكرية 5+5 باعتباره المسار الأهم وإذا نجح فسوف تنجح ليبيا لأن مشكلة ليبيا أمنية وليست سياسية  

كيف تنظر إلى العلاقة بين المسارين السياسي والأمني لحل الأزمة الليبية؟

اعتقد أن المسار الأمن هو الأساس لأنه يتحدث عن طرد المرتزقة من البلاد الذين هم أحد أهم أسباب المشكلات في ليبيا كما يتحدث عن نزع السلاح من المليشيات وهي مشكلة وقفت ليبيا خلال 10 سنوات عاجزة عن حلها ثم يأتي بعد ذلك توحيد المؤسسات الأمنية الليبية والتي يمكن تنفيذها بالقانون.

برأيك ما فرص نجاح الانتخابات المقررة في ديسمبر 2021؟

تحديد 24 ديسمبر 2021 موعدا لإجراء الانتخابات هو اختيار مقصود لتتزامن الانتخابات مع ذكرى استقلال ليبيا هو اختيار استفزازي أكثر منه محاولة لحل الأزمة الليبية خاصة وأن السلطة في ليبيا لم تتكون بعد كما أن اللجنة الأمنية لم تنجز عملها بعد وبالتالي فإن السلطة التي سوف تأتي ستجد نفسها مباشرة أمام الانتخابات دون أن يكون لديها فرصة الإعداد لها ولكن أعتقد أن التصرف الصحيح يكمن في اختيار سلطة متفق عليها تعمل لفترة لا تزيد عن عامين لتقوم بالإعداد للانتخابات وتعمل على تقديم الخدمات الضرورية للمواطن ليكون في حالة تسمح له بإقرار دستور وتحديد خياراته.

ما أبرز المشكلات التي تعيق إجراء انتخابات ناجحة؟

هناك العديد من المشكلات منها ضيق الفترة الزمنية المتاحة أمام السلطة التي ستجهز للانتخابات إضافة إلى أن المواطنين لديهم مشكلات اقتصادية جمة كما يعانون مشكلات الانقسام الحاد بالإضافة إلى أن العملية الأمنية غير مكتملة ناهيك عن ملف المهجرين فهناك مناطق ومدن كاملة لازالت مهجرة وكذلك ملف المصالحة الذي يجب الانتهاء منه أولا حتى يشارك الليبيين في اتخاذ قرارهم وتقرير مصيرهم واختيار النظام السياسي الذي يناسبهم كما يجب أن تكون كل المدن قادرة على المساهمة في هذا العمل.

ما السيناريوهات السياسية القادمة في ليبيا برأيك؟

لا أعتقد أنه سجري بسهولة التوافق بين الأطراف الليبية على تشكيل الحكومة بعيدا عن المحاصصة الجهوية أو السياسية فهذه من المشكلات الأساسية التي تعيق بناء الدولة ويمكن الاسترشاد بالمثال اللبناني حيث تأسست الدولة على أساس عقائدي وطائفي وبالتالي اختفت ملامح الدولة منذ سبعينات القرن الماضي بسبب أن السلطة مبنية على المحاصصات والمسميات السياسية التي يقف ورائها السلاح. 

عموما أتمنى أن ينجح الحوار ويخرج الليبيين من محنتهم لكن أعتقد أن الأمر لازال صعبا فحتى الأسماء المطروحة ليس لها تاريخ سياسي أو إداري أو مهني ولا تملك ثقة الناس وبالتالي إذا وصلت للسلطة أعتقد أنها لن تقدم العمل الجيد اللازم في هذه المرحلة.