دعا المحلل السياسي سعيد رشوان المتصدرين للمشهد في ليبيا لاتخاذ قرار بعدم خوض الانتخابات وأن يتركوا الشعب ليختار بكامل حريته من يراه مناسبا لقيادة المرحلة القادمة بكل حريه ونزاهة.

وقال رشوان في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان وجهة نظر "إذا أردنا إنجاز انتخابات حرة ونزيهة تؤدي الي إنتاج سلطة موحدة   قوية ومتفق عليها من مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية المؤثرة في ليبيا علينا أن ندعم كل من يحمل هموم وطنه من القيادات السياسية الوطنية القادرة علي إحداث تغيير حقيقي يسهم في الاستقرار" وأضاف "هذه القيادات عادة ما تبرز وقت الأزمات التي تعصف بالوطن، تلك الظروف تجعل منهم الملاذ الذين ينشده الجميع لإنقاذ الوطن.  من خلال تبني مشروع وطني يمكن  من خلاله اجتياز هذه المرحلة وصولا للاستقرار المنشود ".

وأردف رشوان "وللأسف وبحسب مايدور اليوم في المشهد السياسي في ليبيا يبدو أنه  لن تكون هناك انتخابات قريبا ..وحتى وإن تمت ستبقي مخاطر عدم الاعتراف بنتائجها  واردة من كل الاطراف التي لها قوة سياسية أوعسكرية  على الارض " وأضاف أن "الأسواء من ذلك ستكون  نتائجها عبارة عن إعادة تدوير للأجسام والأشخاص الذين خرجوا علينا من الانتخابات السابقة ومانتج عنها من مؤتمر وبرلمان وحكومات مؤقتة ".

وشدد رشوان على أن "نجاح الانتخابات وفشلها هي مسؤولية من هم في المشهد  اليوم ( المجلس الرئاسي  ورئيس البرلمان..  وقيادةً الجيش .. رئيس المجلس الاعلي .. ورئيس حكومة  الوحده الوطنية) حيث أن "كل هولاء عليهم واجب وطني يتطلب منهم  الجلوس على طاولة واحدة.. يتفقون خلالها على تفعيل بناء مؤسسات الدولة بدلا من  التفكير لكيفية  الوصول إلى السلطة".

ولفت رشوان إلى أهمية "اتخاذ خطوة شجاعة  يقرر فيها  جميعهم   عدم الدخول في الانتخابات القادمة ويتركون فيها للشعب أن يقرر بكامل حريته اختيار من يرونه مناسبا لقيادة المرحلة القادمة   بكل حريه ونزاهة وبما يسهم في بناء دولتهم" وأضاف "الأهم الان أن تتوحد كافة الجهود لتوحيد المؤسسة العسكرية والامنية ونزع سلاح المليشيات كما يجب دعم جهود لجنة 5+5 لانجاح مهمتها الأساسية في نزع السلاح من المليشيات وتوحيد القوات المسلحة الليبية ودعم المجلس الأعلى للقضاء حتى يكون القضاء حرا ونزيها وقادرا على تحقيق العدالة" مؤكدا أنه في هذه الحالة "سنصل إلى تشكيل وبناء الأجسام الوطنية القادرة على تنفيذ الاستحقاقات التي تعكس  طموحات الشعب الليبي  في الوصول إلى الاستقرار وخروج سلطة قوية تستطيع أن توحد الوطن وتحقيق الاستقرار و التنمية والإعمار وإذا أقدم هؤلاء على هذه الخطوة  سيكون لهم دور تاريخي  سيحسب لهم ولاولادهم واحفادهم إلى الأبد وسيخلدهم التاريخ لأنهم  تنازلوا عن السلطة في سبيل بناء بلادهم واستقرارها وصيانة وحدتها الوطنية وإنهاء الصراع الدائر اليوم ...الذي ربما سيمتد لعقود من الزمن لو لم يتم الاقتناع والرضا بهذه التنازلات المؤلمة لصالح استقرار الوطن".

وتابع رشوان "إاذا وصلوا إلى هذه القناعة حتماً سيتحولون إلى مرجعية وطنية..  سيخلدهم التاريخ ..كما خلد الاباء المؤسسين في نهاية أربعينات القرن الماضي ..  أفضل لهم مليون مرة من الدخول في منافسة ربما قد تكون خاسرة للجميع".

وأضاف رشوان "التاريخ لا يكتب عن من وصل للجلوس على الكرسي .. بل يكتب عن من قدم  الموقف الوطني والتاريخي بدلا من البحث عن السلطة.. يكتب عن من ضحى بالمكاسب والمناصب   من أجل الوطن " وأردف "الرجال العظماء الذين أسسوا الدولة الليبية الحديثة بعد الحرب العالميه الثانية.. هم المجاهدين والمناضلين الذين أسهموا في حركة التحرر الوطني ..  لم يكونوا من المتعلمين في الجامعات والكليات العسكرية بل كانوا أساتذة في قيادة معارك التحرير من الاستعمار الإيطالي ..   لم يخرج علينا منهم من كان يرغب في أن يكون حاكما أو رئيسا للدولة أو الحكومة ولا طلب أحد منهم منصبا وزاريا ... ولأول مرة وبفضلهم خرجت الدولة الليبية الحديثة.. وذكرهم  التاريخ في أروع صفحاته ووصفهم بأنهم  الآباء المؤسسين لهذه الدولة الوليدة الناشئة".

وتابع رشوان "عمر المختار لم يكن يوماً رئيساً ولا صاحب دواوين ولا أموال ولا مكاتب فاخرة ولا قصور ولا حتى (براكة زينقو ) لكن بالتضحية في سبيل الوطن  والعفة والترفع عن ملذات الدنيا أصبح رمزاً وطنياً وعالمياً في التضحية والجهاد حتى أصبح اسماً مقدساً لدى الليبيين بكل تنوعاتهم " وأضاف الآف الحكام وطلاب الكراسي والمناصب مروا في هذا  العالم وانتهى بهم الزمن ولم نسمع عنهم شئياً"

وختمرشوان بالقول ليعلم "من هم  بالمشهد اليوم مقولة واضحة وهي أن التاريخ يكتب  بالتضحية من أجل بناء الوطن وليس بالوصول إلى سلطة هزيلة ومنقسمة لاقيمة لها".