يحتفل العالم في الخامس عشر من سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للديمقراطية، وهو اليوم الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة في 8 سبتمبر عام 2007م، ودعت الدول الأعضاء وسائر المنظمات الإقليمية والدولية الحكومية وغير الحكومية إلى الاحتفال بهذا اليوم كمناسبة وطنية وعالمية من أجل الوقوف على تطور الممارسة الديمقراطية بشكل عام، وجهود كل دولة من أجل تعزيز مكتسبات الديمقراطية فيها.
أن اليوم الدولي للديمقراطية، هو فرصة للتذكير بأن الديمقراطية مرتبطة بالشعب ، وهي تُبنى على الشمول، والمعاملة والمشاركة على قدم المساواة، فبالتالي هي لبنة أساسية للسلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان والسماح للمجتمع المدني بالنمو، إذ لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء النهج القائم في ليبيا حول تقليص الحرية المدنية. فالشعب (الديمقراطي) حقيق به أن يحيا كريماً.
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن "إرادة الشعب يجب أن تكون هي أساس سلطة الحكومة" (المادة 21.3). وكان هذا التعريف ترسيخ لقيم الديمقراطية ، وكذلك مصدر إلهام لنيل الحقوق وفي مقدمتها الحق في تقرير مصيره عبر عملية سياسية ديمقراطية.  
و تشكل الديمقراطية الطريق الوحيد لبناء ليبيا الجديده،وكل يوم تبرز هذه الحقيقة بشكل واضح لكل الليبيين، حيث أصبحت أدوات العنف والقوة تعيق أي تطور أو تقدم يحلم به الليبيون جميعاً، ذلك لأن الديمقراطية قيمة إنسانية متفردة, وتكمن فرادتها في كونها أتت كحل لصراعات البشرية حول الحكم والسلطة، فخلقت ما أصبح يعرف بالتداول السلمي للسلطة, عبر إتباع آليات تحافظ على سلمية الصراع الديمقراطي مثل الانتخابات, كما أن الديمقراطية لا تكتفي بتلك الآليات الإجرائية, بل تعتمد على ترسيخ قيم الحرية والشفافية والحكم الرشيد.
أننا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، نؤمن بأهمية الديمقراطية كإحدى أهم شروط النجاح للدولة الوطنية الحديثة،و نجدد الدعوة إلى الاستفتاء على مسودة مشروع الدستور وإقامة الانتخابات الرئاسية والتشريعية بدون أي تأخير.
 
إن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، وهي تحتفي باليوم العالمي للديمقراطية تؤكد على أهمية "التوعية بالديمقراطية" وبشكل منهجي في أوساط الناس, وخصوصا الشباب والنساء والأطفال،كون هذه التوعية هي الكفيلة بفهم الناس للتوازن الايجابي بين حقوقهم وواجباتهم, مما يخلق مجتمع يعي دوره المدني ويحمي إرادته السياسية ويضمن ثقافة ديمقراطية مستدامة .
وكما أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا،علي أهمية دور وسائل الاعلام و مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها شريك رئيسي في نجاح العملية الانتخابية و توعية الناخبين بأهمية المشاركة في الانتخابات، حيث ان عملية توعية الناخبين هي الضامن للمشاركة الايجابية والفعالة للمواطنين في صنع القرار و الفهم الصحيح لحقوقهم و واجباتهم تجاه وطنهم، ما يجعل كل مواطن مدرك لدوره ويمارس حقه ويحمي إرادته ويحقق ثقافة الديمقراطية، ويعزز الاستقرار و الرخاء علي كل ربوع ليبيا.