أكد الاكاديمي الليبي عقيلة دلهوم، أن إعلان جماعة الاخوان بمدينة الزاوية حل حزبهم وتقديم استقالاتهم الجماعية، يأتي في سياق سلوك الاخوان المعتاد والمعروف بالتقية ضمن منهاجهم منذ تأسس التنظيم على يد حسن البنا. 

 وقال دلهوم في إدراج نشره على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان: "بين التوبة والتقية عند البناوين من أبناء الزاوية"، "سمعنا عن اعتزال فئة من أبناء مدينة الزاوية كانت قد ضلت طريقها طويلا من خلال انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين المناصرين لفكر الضلال عند حسن البنا. وبالمناسبة، ولأن الشئ بالشئ يذكر : عندما ادعى زيفا الإخواني "خالد المشري"، ليظل باقيا في منصبه كرئيس للمجلس الأعلى بطرابلس، بأنه قرر اعتزال فكر جماعته المتأسلمة، كتبت حينها منشورا عنوانه: هل هي التوبة الصادقة، أم أنها التقية الإخوانية المتقلبة؟. واليوم أكرر القول نفسه، مع إعلان بعض من أبناء مدينة الزاوية عودتهم إلي رشدهم، ومع سعادتنا بهذا القرار المفاجئ ، لكن السؤال يظل يطرح نفسه من جديد:《هل هي التوبة من أجل إحداث تغيير في وجود هؤلاء المعتزلين لجماعة التقية البناوية المعهودة، والتي طالما استخدمت تقيتها مبررا للتلمق والنفاق في مسائل وطنية و سياسية كثيرة، أم أنها تكرار جماعي لمحاولة "مشرية"، غايتها الإلتفاف والتلون الباهت أمام عزلة جماعة الإخوان المتأسلمين في ليبيا》. 

وتطرق دلهوم إلى بعض الاحداث التاريخية التي مارس فيها عناصر الاخوان أسلوب التقية للتلاعب والمرور من بعض المواقف، قائلا: أستشهد بهذة القصة التاريخية المعروفة، والتي تبرهن على مساحة النفاق والخداع عند الإخوان المتأسلمين منذ زمن بعيد: فالقصة تُظهر عقيدة "التقية" لدى جماعة الإخوان المنافقين، والتي كانت قد بدأت بعبارة شهيرة قالها إمام ضلالتهم ( حسن البنا)، وهى: «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»،  ولهذه العبارة قصة مرتبطة باغتيالات وتخريب وحرق وقتل، فعندما كان الإخوان قد قتلوا أحد المستشارين من رؤساء محاكم الجنايات اسمه المستشار "الخازندار"، لأنه أصدر حكماً بسجن أحد الإخوان، ومن بعده قتل الإخوان " محمود النقراشى" رئيس وزراء مصر، ثم تم القبض على خلية إخوانية وهم فى سيارة «جيب» يحملون مفرقعات وخططاً لحرق القاهرة، وبعدما بدأت النيابة العامة فى التحقيق فى هذه القضية التى عُرفت بقضية [السيارة الجيب]، ولأن القضية كانت بمثابة مسمار فى نعش الجماعة فى هذا العهد لذلك حاولت الجماعة التخلص من أدلتها، فتحرك الإخوان في محاولة سرية تستهدف تفجير المحكمة التى يوجد بها ملف القضية، وانكشف الأمر أمام جهات التحقيق والرأى العام. 

وأمام هذه المشكلة الكبيرة قام "حسن البنا" بإصدار [بيان]، يتبرأ فيه ممن قاموا بهذا الفعل وقال فى بيانه عنهم: « إنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، وعندما وصل خبر هذا البيان إلى الإخوانى القاتل ، المدعو " عبدالمجيد أحمد"، ما كان منه إلا أن بادر إلى الاعتراف الكامل بجريمته وبالمحرضين والمساهمين والمشتركين معه، وعن هذا البيان الإخواني، وعن نفسية القاتل "عبدالمجيد أحمد"، يقول محمود الصباغ، والذي هو أحد كبار رجال النظام الخاص عند الإخوان المسلمين: «وقد هللت أجهزة الحكومة مدعية أن الغرض كان نسف المحكمة، وبالغت أبواق الاتهام تهيئ الجو للقضاء التام على الإخوان المسلمين، مما اضطر المرشد العام إلى إصدار بيانه الذي تقرره التقية الإخوانية: (ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين)، ليساعد على تخفيف حدة الضغط على الإخوان. 

 وعاب «الصباغ» على رفيقه الإخواني "عبدالمجيد" ، بأنه لم يفهم التقية وغابت عنه فاعترف ! هذا هو الرأى الذى وضعه محمود الصباغ تبريراً لبيان حسن البنا «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، كلماته واضحة بأن حسن البنا استخدم التقية، أو الخداع والكذب، ثم يقول إن التقية هنا جائزة لأنها «أمر جائز فى الحرب». 

وأضاف دلهوم، هؤلاء هم جماعة الإخوان المتأسلمين المنافقين، لا يؤتمن جانبهم، وليس لهم توبة، أو بينهم اعتزال لتقيتهم، أو مراجعات فقهية حقيقية تراعي المصلحة العامة، ويضع لها الإخوان أي اعتبار، فهي مجرد مراوغات، وتكتيكات انسحاب الهزيمة، والتي هي أشبه بتكتيكات " الانسحاب"، في الحرب التي يفرط معها المنسحب في مساحة كبيرة من جغرافية معركته، وهي تكتيكات قد ترفضها خطط الحرب المعهودة، والتي تنصح بالثبات والتمركز لتحقيق النصر في حرب مباغتة، غير أن تكتيك التقية عند الإخوان المنافقين مسموح بها في عقيدتهم "البناوية"، التي يعتنقها أتباع مذهب نفاق حسن البنا، والتي تعيد تدوير مشروعهم عند الضرورة!. 

واختتم دلهوم إدراجه بأن حسن الظن يظل باقيا في نفوسنا، ويبقى ايماننا راسخا بقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.