أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة فرض رسوم جمركية على المنتجات الزراعية الأوروبية، بما في ذلك زيت الزيتون، زلزالًا في سوق زيت الزيتون العالمي، حيث تغيرت موازين القوى بشكل جذري.
فبينما تواجه الدول الأوروبية الكبرى المنتجة للزيت، مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان، تراجعًا حادًا في قدرتها التنافسية في السوق الأمريكية، تلوح في الأفق فرص جديدة لبعض الدول الأفريقية، مثل المغرب وجنوب أفريقيا.
ومع ذلك، فإن تونس، التي تعد ثاني أكبر مصدر لزيت الزيتون في العالم، تجد نفسها في موقف صعب، حيث تواجه رسومًا جمركية مرتفعة بشكل غير متوقع.
أوروبا المتضررة، وأفريقيا المتفاوتة التأثير
تسببت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، التي تصل إلى 20% على زيت الزيتون الأوروبي، في ضربة قاسية للمنتجين الأوروبيين، وخاصة إسبانيا، التي قد تفقد ما يصل إلى 40% من حصتها في السوق الأمريكية.
في المقابل، تستفيد بعض الدول الأخرى من هذه الرسوم، ولكن بدرجات متفاوتة:
- 10% للمغرب وتركيا وأستراليا والأرجنتين وتشيلي.
- 28% لتونس، التي تعتبر الخاسر الأكبر.
- 30% للجزائر.
- 41% لسوريا.
وتجد تونس نفسها في موقف لا تحسد عليه، حيث تواجه رسومًا جمركية أعلى من تلك المفروضة على المنتجين الأوروبيين، مما يهدد مكانتها في السوق الأمريكية.
في المقابل، يسعى المغرب، الذي يتمتع برسوم تفضيلية بنسبة 10%، إلى تعزيز قيمة زيوت الزيتون الخاصة به، وخاصة تلك المنتجة من مناطق محددة مثل مكناس وتاونات وفاس.
سوق أمريكية متغيرة ومعتمدة بشكل كبير على الواردات
تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على واردات زيت الزيتون، حيث تنتج 20 ألف طن فقط من حاجتها السنوية التي تبلغ 360 ألف طن.
وستؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى ارتفاع أسعار زيت الزيتون في السوق الأمريكية، مما يفتح الباب أمام موردين جدد يتمتعون بقدرة تنافسية أكبر.
ومع ذلك، فإن السوق الأمريكية تتطلب التزامًا بمعايير صحية صارمة، وتتبعًا دقيقًا للمنتجات، وشهادات عضوية، مما يشكل تحديًا للعديد من المنتجين الأفارقة.
فائزون بشروط
يواجه المنتجون الأفارقة منافسة شرسة من دول أخرى مثل تركيا والأرجنتين وتشيلي، التي تتمتع أيضًا برسوم تفضيلية بنسبة 10%.
كما أن عدم استقرار القرارات التجارية الأمريكية، وخاصة في عهد ترامب، يجعل هذه الفرصة مؤقتة.
وقد بدأ بعض المنتجين الإسبان بالفعل في إنشاء مصانع تعبئة في الولايات المتحدة لتجاوز الرسوم الجمركية، وهو ما قد يلجأ إليه آخرون.
الخلاصة:
قرار ترامب بإعادة فرض الرسوم الجمركية على زيت الزيتون الأوروبي يمثل فرصة لبعض الدول الأفريقية، ولكنها فرصة مشروطة بقدرتها على تلبية متطلبات السوق الأمريكية، ومواجهة المنافسة الشرسة، والتكيف مع التغيرات المحتملة في السياسة التجارية الأمريكية.