أكد الكاتب والصحفي المصري المختص في الشأن الليبي عبد الستار حتيتة أن الجيش الوطني أعاد ترتيب صفوفه مضيفا في لقاء مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن الجيش أصبح يخيف التشكيلات المسلحة الموجودة بخط سرت الجفرة وأن مرور الوقت دون حرب سيزيد من احتقان التشكيلات المسلحة والمرتزقة المدعومين من تركيا.

كيف تتابعون التطورات العسكرية في المنطقة الغربية بشكل عام؟

بالنسبة لشمال غرب ليبيا، فإن هذه المنطقة تحت حكم ميليشيات لا مرجعية دستورية ولا قانونية لها، وهي مدعومة من تركيا وتعيث في الأرض فسادا، أما بالنسبة لخط المواجهة سرت الجفرة، فإن الجيش الوطني يبدو أنه في حال أفضل مما كان عليه في السابق. فقد أعاد ترتيب صفوفه، ويبدو أنه أصبح يخيف القوى المليشياوية الموجودة في غرب سرت ، والمدعومة من تركيا، أكثر من السابق، ومرور الوقت بدون حرب يزيد من الاحتقان في أوساط الميليشيات والمرتزقة الأتراك وهذا يجعل موقف الجيش الوطني أقوى وأكثر استعدادا لأي معركة مقبلة.    

الفترة الماضية سمعنا بتحشيدات ضخمة على خط سرت الجفرة لكن إلى الآن لم تبدأ المعركة فلماذا برأيك؟

أعتقد أن السبب يعود إلى ضغوط أمريكية كبيرة تمارس على كل من مصر وتركيا، معروف أن مصر تخشى من التمدد التركي في ليبيا، وتركيا من جانبها تخشى من الدخول في مواجهة خاسرة مع كل من الجيش الوطني الليبي ومع مصر التي وجهت إنذارا صريحا بأنها لن تسمح بتجاوز المرتزقة والميليشيات في شمال غرب ليبيا للخط الأحمر سرت الجفرة، اليوم نرى محاولات أمريكية حثيثة لمنع وقوع مواجهة على خط سرت الجفرة، لكن هذه المحاولات الأمريكية يبدو أن فيها محاباة للحلف التركي في ليبيا.

تركيا تواصل إرسال المرتزقة لليبيا.. برأيك ما السيناريوهات المتوقعة في هذا الشأن هل سيتم تصفيتهم أم سيخوضون معركة حاسمة ضد الجيش أم توزيعهم على دول أخرى في وقت لاحق؟

استمرار تركيا في إرسال المرتزقة إلى ليبيا مشكلة كبيرة خاصة الإرهابيين منهم، وأعتقد أن عبء التخلص من هؤلاء الغزاة والإرهابيين الأجانب يقع بالأساس على عاتق الليبيين، بعضهم قتل بالفعل في معارك الجيش في طرابلس في الشهور الماضية، والبعض الآخر قتل في محاولات الزج بأرتال مسلحة إلى سرت والجفرة في الأسابيع الماضية، هؤلاء المرتزقة ينتمون لشرائح مختلفة، أي أن البعض منهم يسعى لكسب العيش من خلال القتال، ثم العودة إلى بلاده، والبعض الآخر يبحث عن فرصة للهرجة إلى أوروبا، وأعتقد أن الشريحة الخطيرة منهم تتمثل في الجماعات الإرهابية الآسيوية والأفريقية، خاصة السوريين والتونسيين والمصريين والصوماليين، وربما يصل عددهم إلى نحو خمسة آلاف. ومن غير المتوقع بالنسبة لهؤلاء العودة مرة أخرى إلى تركيا،فلا أحد يأمن جانبهم. ومثل هؤلاء يمكن أن يتسببوا في عدم استقرار في ليبيا وفي دول الجوار أيضا، بما في ذلك منطقة البحر المتوسط وأوروبا.       

مؤخرا عادت الاشتباكات بين التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية بعد توقفها لأشهر برأيك ما السبب؟ وهل هناك من يغذي هذه الاشتباكات؟

هناك مقولة تشير إلى أنه كلما ابتعد الجيش الوطني الليبي عن منطقة ما، اشتعلت الحرب بين الميليشيات، حدث هذا في بنغازي وفي درنة، خلال السنوات الخمس الماضية، إلى أن تمكن الجيش من القضاء عليها من المنطقة الشرقية بالكامل، ومثل هذا الصراع بين الميليشيات يحدث الآن في شمال غرب ليبيا حيث أن استمرار وجود الميليشيات يزيد من الصراع بينها على أسس جهوية وغير جهوية، فلقد أدى إغلاق موانئ تصدير النفط، على سبيل المثال، إلى شح في الأموال أيضا. وهذا من الأسباب الرئيسية للصراع بين تلك الميليشيات.

خلال الفترة الأخيرة تعالت التحذيرات من عودة داعش لليبيا ومدينة صبراته بشكل خاص.. برأيك لماذا في هذه المرحلة تحديدا؟

يبدو أن بعض الدول تراقب عن كثب ما يجري في صبراتة، لقد أصبحت هذه المدينة ملاذا آمنا للدواعش بعد أن تمكنت ميليشيات المجلس الرئاسي المدعومة من تركيا، من اقتحام السجون في صرمان وصبراتة وغيرهما وإخراج المتطرفين الذين كانت تحتجزهم المباحث الجنائية في هاتين المدينتين تحديدا، إضافة إلى لجوء دواعش آخرين من طرابلس ومصراتة إلى صبراتة خاصة أنه لدى داعش خبرة في التواجد في صبراتة، وأمراء الميليشيات في غرب طرابلس لديهم سوابق في احتضان الدواعش  والتعامل معهم، وتوفير مقرات لهم. 

في الفترة الأخيرة برزت خلافات داخل حكومة الوفاق واتهامات للسراج بالتفرد بالرأي... في أي سياق تقرأ هذا التطور؟

أعتقد أن السبب في مثل هذه الخلافات التنافس على الأموال وعلى المناصب ففي المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أصبح البعض يشعر بأن سفينة السراج شارفت على الغرق لهذا نرى بين حين وآخر محاولات للقفز من هذه السفينة.

كيف تؤثر الأوضاع الأمنية في ليبيا على دول الجوار؟

ضعف الأمن في ليبيا، خاصة بعد استباحة النظام التركي لجانب من أراضيها، يقلق دول الجوار الليبي بشكل كبير حيث يوجد بين الإرهابيين الذين يأتون من تركيا جنسيات من دول الجوار بالإضافة إلى الجنسيات الأجنبية من الإرهابيين الذين لا يضعون أي اعتبار لحدود الدول وأعتقد أن هذا سببا كافيا لبحث معظم الدول المجاورة لليبيا عن حل يعيد الأمن والاستقرار لهذا البلد الغني بالنفط، ويحول دون انتقال الإرهابيين عبر الحدود.