عقب بعثة تشاورية قادها المدير التنفيذي للبنك الأفريقي للتنمية لمصر وجيبوتي، الدكتور خالد شريف، جددت جيبوتي والبنك التزامهما بتعزيز شراكتهما الإنمائية. ناقشت البعثة، التي استمرت أسبوعًا، مع مسؤولين حكوميين جيبوتيين سبل تسريع التنمية، والأولويات الاقتصادية، وتعميق التعاون.

وخلال لقاء مع رئيس الوزراء عبد القادر كامل محمد، بحث وفد البنك مبادرة شبكة الطرق الوطنية، والحاجة إلى تطوير قطاع الصحة عبر بناء المزيد من المستشفيات، وتوفير مياه الشرب، وتحسين التعليم في المناطق الداخلية. وأكد رئيس الوزراء أن تطوير البنية التحتية يمثل جوهر استراتيجية "رؤية 2035" التي تهدف إلى تحقيق نمو سنوي بنسبة 10% في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، مع التركيز على النمو الشامل والمتوازن الذي يستفيد منه جميع المواطنين. كما أوضح جهود البلاد للحد من الهجرة الداخلية عبر دفع التنمية في كافة المناطق.

من جانبه، أشاد الدكتور شريف برؤية جيبوتي الإستراتيجية، مؤكدًا توافق أولوياتها مع مهمة البنك والتزامهم باستكشاف فرص جديدة لتعزيز التعاون وتحقيق الأهداف الإنمائية المشتركة.

كما عقد وفد البنك اجتماعات مع وزير الاقتصاد والمالية ومحافظ البنك المركزي، إلياس موسى دواله، لمناقشة الأولويات الإستراتيجية في قطاعات النقل والكهرباء والبنية التحتية الحضرية، خاصة في المناطق الداخلية. وشدد محافظ البنك المركزي على أن هذه البنى التحتية ليست فقط محركات للنمو الاقتصادي، بل أيضًا أدوات للتكامل الإقليمي وتقليل التفاوتات بين المناطق.

وأثنى الدكتور شريف على التقدم الذي أحرزته جيبوتي في مشاريع مهمة مثل ميناء دوراليه والمناطق التجارية الحرة، وأكد على أهمية الشفافية في الحوكمة وتعزيز مراقبة المشاريع لتحسين الإدارة المالية. واستكشف الوفد خلال الزيارة سبل التعاون المستقبلي وأعرب عن دعمه لمبادرات تطوير التعليم.

بالإضافة إلى ذلك، التقى وفد البنك بممثلين عن جامعة جيبوتي، ووكالة جيبوتي للتنمية الاجتماعية، ورئيس بنك البحر الأحمر للتجارة، وجهات معنية أخرى لتعزيز التنسيق في تقديم المساعدات.

تأتي هذه الزيارة قبيل الاجتماعات السنوية الستين للبنك الأفريقي للتنمية في أبيدجان في مايو 2025، والتي تمثل حدثًا هامًا لجيبوتي لتوجيه سياسات التنمية في أفريقيا، خاصة في ظل الدور الحاسم للشراكات الدولية في تأمين التمويل.