أعلنت وزارة الدفاع الوطني, اليوم الإثنين 16 مارس 2020, أن طائرة عسكرية حطت مساء أمس تونس قرطاج قادمة من مطار روما وعلى متنها 70 تونسيا, من بينهم رضيع كانوا عالقين بالمطار المذكور.
وأضافت الوزارة, في بلاغ, أن الطاقم الطبي العسكري قام بالفحوصات الضرورية للمسافرين قبل امتطاء الطائرة, وأنه حال وصولهم تم إخضاعهم إلى الحجر الصحي لمدة 14 يوما وفق ما تقتضيه إجراءات التوقي من انتشار فيروس كورونا المستجد.
كما أقلعت مساء أمس طائرة عسكرية ثانية وعلى متنها طاقم طبي عسكري في اتجاه مطار روما وعادت حوالي منتصف الليل وعلى متنها ثلاثة أفراد وجثمانين اثنين لتونسيين.
من جانبه, أعلن وزير النقل واللوجستيك أنور معروف, في تصريح إعلامي, أن الدولة التونسية أحصت 3000 تونسيا علقوا في الخارج, مبينا أن الدولة تقوم بإجلائهم تباعا وإجبارهم على الإلتزام بالحجر الصحي حال وصولهم, مؤكدا أن عمليات الإجلاء ستنتهي غدا الثلاثاء.
كما أفاد معروف بأن بقية الدول راسلت تونس لإعلامها بوجود 4000 أجنبيا عالقا في تونس, وسيتم إعادتهم إلى بلدانهم أيضا.
وأضاف وزير النقل أن كل الرحلات المبرمجة اليوم وغدا وهي قادمة من مختلف مطارات فرنسا تتعلق فقط برحلات إجلاء لا غير.
كما أشار معروف إلى أن كل الرحلات البحرية توقفت ولم يتم الإبقاء سوى على رحلات نقل البضائع.
وفي سياق متصل, أكد أنور معروف وزير النقل واللوجستيك إنعقاد 3 مجالس وزارية اليوم الإثنين, ليليها مجلس وزاري مضيق ستنبثق عنه عدة قرارات جديدة.
كما أكد أن كل القرارات ممكنة مهما بلغت صرامتها, موضحا أن المجلس الوزاري المضيق سيعلن مساء اليوم قرارات جديدة.
وشدد على أنه لا وجود لمحظورات في القرارات التي من الممكن إتخاذها للتوقي من فيروس كورونا المستجد, مبينا أن تونس اليوم أمام مسألة خطيرة وإستثنائية وجب التعامل بصرامة معها.
إلى ذلك, ارتفعت الأصوات في تونس, من بينها شريحة واسعة من السياسيين والنواب والإعلاميين والناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي للمطالبة بغلق كلي للحدود الجوية والبرية وإلزام كل الوافدين على البلاد والمشتبه بإصابتهم بكورونا بالإنضباط القسري للحجر الصحي وإن تطلب الأمر تدخل الأمن والجيش, وذلك بعد تسجيل حالات إستهتار ولامبالاة بهذا الإجراء خاصة من التونسيين العائدين من الخارج, ولاسيما من البلدان الموبوءة, وعلى رأسها إيطاليا وفرنسا.
وعلى مستوى رسمي, دعت لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان التونسي, اليوم الإثنين, الحكومة إلى الإغلاق الفوري للحدود الجوية والبحرية والبرية ومنع الدخول والخروج من تونس.
من جهته, نبه رئيس البرلمان راشد الغنوشي, في تصريح إعلامي اليوم من خطر كورونا "الداهم", مطلقا في هذا الصدد صفارة الإنذار.
ودعا الغنوشي التونسيين إلى الوعي بهذا الخطر الذي "من الممكن أن يصل إلى مرحة الإنفلات وتجاوز التحكم", وفق تعبيره.
وتأتي هذه الدعوات على وقع تسجيل تونس 20 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد, أغلبها بالعاصمة وبمحافظة أريانة, من بينها 11 حالة مستوردة, وذلك وفق اخر بيانات خلية الأزمة بوزارة الصحة أمس السبت.
في الأثناء, صدر بتاريخ 13 مارس الجاري أمر حكومي جديد تحت عدد 152 لسنة 2020 يتعلق بتصنيف فيروس كورونا المستجد ضمن الأمراض السارية المدرجة بالمرفق الملحق بالقانون عدد 71 لسنة 1992.
ويتكون الأمر من 5 فصول تنص على أن كل مخالفة للتحجيرات وتدابير الوقاية والمراقبة التي تتخذها أو تأذن بها السلطة الصحية تعرض مرتكبها للعقوبات المنصوص عليها بالتشريع الجاري به العمل, ويبقى الأمر ساري المفعول لمدة 3 أشهر بداية من تاريخ دخوله حيز النفاذ.
وبتاريخ الجمعة الفارط, أعلنت تونس غلق الحدود البحرية بصفة كلية وغلق الحدود الجوية بصفة كلية مع إيطاليا, مقابل الإبقاء على رحلة واحدة جوية يوميا إلى فرنسا ورحلة واحدة أسبوعيا إلى كل من مصر وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا.
كما أعلنت تونس إغلاق المقاهي والمطاعم والمقاهي إبتداء من الساعة الرابعة بعد الظهر وتعليق صلاة الجماعة, بما في ذلك صلاة الجمعة وإغلاق رياض ومحاضن الأطفال والمدارس الخاصة والأجنبية إلى يوم 28 مارس مع إمكانية التمديد بعد العطلة, إلى جانب غلق الفضاءات العمومية وإلغاء كل التظاهرات الثقافية والفنية حتى إشعار اخر.
كما شرعت تونس بإجلاء رعاياها العالقين في مطارات أجنبية بسبب تفشي فيروس كورونا, وفي المقابل إجلاء السياح الأجانب من البلاد.
وأفاد مدير عام الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة شكري حمودة اليوم الإثنين بأن تونس تتبع الآن إجراءات المرحلة الوبائية الثالثة لمكافحة انتشار فيروس كورونا وتستبق إجراءات المرحلة الرابعة المتقدمة رغم وجودها في خانة المرحلة الثانية لمحاربة هذا الفيروس على أرض الواقع.
في المقابل, أعلنت وزارة الصحة, اليوم الإثنين, تأجيل المؤتمر الصحفي اليومي الذي دأبت على عقده اللجنة القارة لمتابعة ملف فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره في البلاد إلى يوم غد الثلاثاء, دون توضيح الأسباب.