أوصى تقرير أوروبي، بلدان المجموعة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي عامة والفرنسية خاصة ،بدعم بلدان المغرب العربي   ماليا واقتصاديا لتجاوز  انعكاسات الأزمة الصحية،  معتبرا انها مساعدات منصفة من الناحية الاجتماعية و ضرورية من الناحية الأخلاقية و مفيدة من الناحية السياسية.

ويشير تقرير معهد التفكير الاستراتيجي الفرنسي مونتاني،  الصادر في مايو الحالي حول الحالة الاقتصادية والمالية لبلدان المغرب العربي و خاصة المغرب والجزائر وتونس،  إلى أن الهيمنة التقليدية لفرنسا  في هذه البلدان تميل للتراجع ، لصالح الصين على وجه الخصوص.

ويعتبر التقرير، أن  المغرب يوجد في خضم الصراع حول المصالح الإقليمية والدولية بسبب   دوره كمنصة تجارية ومالية هامة، واقتصاد منفتح على التجارة، ومرتبط بأهم التدفقات الاقتصادية والمالية الرئيسية والمغرب بلد يسمح بالتبادل مع كل من أوروبا وأفريقيا.

يوضح التقرير، أن مبادلات المغرب التجارية والاستثمارية مهمة جدا مع شركائه التقليديين في أوروبا، لكنها تشهد بعض التغييرات، وتذهب الصادرات المغربية بشكل رئيسي إلى إسبانيا (24٪ من إجمالي الصادرات في عام 2019)، وفرنسا (21٪ من الصادرات في عام 2019)، وإلى إيطاليا بدرجة أقل (5٪ في عام 2019) وتظل الصادرات إلى الولايات المتحدة ضعيفة ومستقرة نسبيا مع مرور الوقت (4٪ في عام 2019، مقارنة مع 3٪ من الإجمالي في عام 2009). أما الصادرات إلى البلدان الكبرى الأخرى (روسيا والصين و..) فهي أقل حجما ولا تتجاوز 2٪ من إجمالي الصادرات.

وبحسب التقرير، فإن الاتجاه الاستثماري في المغرب يبدو واعدا ، إذ تشكل  العاصمة الاقتصادية ،الدار البيضاء ،محطة جوية مفتوح جدا على بلدان غرب أفريقيا، فضلا عن كونها مركزا ماليا وبنكيا إقليميا نشطا أيضا في جنوب الساحل وغرب أفريقيا، والجالية الصينية كبيرة نسبيا في مدن الساحل المغربي، وتهتم الصين خصوصا، بالمحطات اللوجستية، وخاصة في طنجة ذات البنية التحتية الهامة بفضل ميناء طنجة المتوسطي. وبشكل عام، تصدر الصين الكثير من السلع والتجهيزات المصنعة إلى المغرب ويتجلى حضورها أساسا في أسواق السلع الاستهلاكية، وليس من خلال الاستثمارات الإنتاجية.

كما استخدمت الصين "دبلوماسية التلقيح " مع المغرب حيث أجريت التجارب السريرية على منتوجاتها كما تمت إقامة تعاون صينى مغربى لتصنيع جرعات اللقاح ( المصنع الصينى فى شمال المغرب ) .

كما يلاحظ تنامي وحضور متزايد وديناميكي للنشاط الصيني بشأن عقود إنجاز البنيات التحتية والمناقصات المغربية ، في ظل   الاحتياجات الاستثمارية الحالية والمستقبلية في المغرب . وبالإضافة إلى البنية التحتية، فإن مجالات الصحة والتعليم وتحول سوق الطاقة كلها موضوع مناقصات دولية تحاول الصين أن تتموقع من خلالها.