تتجه المعارك الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي بين قوات الجيش الوطني الليبي والقوات الموالية لحكومة الوفاق نحو تطورات هامة في قادم الأيام في ظل تسارع الأحداث على الأرض والتي تشي بتفوق ملحوظ للجيش الليبي من خلال سيطرته على عدة مناطق جديدة وسط تأكيدات على استعداده لحسم المعارك لصالحه خلال الفترة القادمة.
وفي تطور جديد،أعلن الجيش الليبي الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، السيطرة على معسكر اليرموك بالكامل بخلة الفرجان، جنوب العاصمة طرابلس.وهو ما يعتبر خسارة كبيرة للقوات الموالية لحكومة الوفاق كون معسكر اليرموك يعد أكبر المعسكرات جنوب طرابلس،  وهو من أهم المواقع العسكرية في المنطقة.
وكانت قوات الجيش الوطني الليبي قد سيطرت على هذا المعسكر عدت مرات في السابق إلا أنها انسحبت منه مراراً، بسبب ظروف المعارك الرامية للسيطرة على طرابلس.ومؤخراً أصبح معسكر اليرموك في مرمى نيران الطرفين (الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق)، وبات شبه خالٍ من الداخل، وذلك لسهولة استهدافه..
وكانت قوات الوفاق تسيطر حتى اليوم على البوابة الرئيسية لمعسكر اليرموك.وبحسب تقارير اعلامية فان أهمية السيطرة على هذا المعسكر تعتبر معنوية أكثر من استراتيجية، حيث يعتبر أكبر معسكرات العاصمة، كما أن المنطقة التي تقع خلفه هي منطقة صلاح الدين، أول المناطق في وسط طرابلس.
وفي وقت سابق،تمكنت قوات الجيش الليبى من السيطرة على عدد من المناطق الجديدة بعد انهيارات دفاعات القوات الموالية لحكومة الوفاق، وتقدم الوحدات العسكرية فى عدد من المحاور المختلفة وتمشيطها وتأمينها بشكل كامل، وذلك قبيل التقدم نحو مناطق جديدة فى العاصمة.وأعلنت شعبة الاعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية عن نجاح قوة الاقتحام 35 التابعة إلى اللواء 73 مشاة في السيطرة على الجيب الأخير في منطقة الأحياء البرية.
وأكدت شعبة الإعلام الحربي فى بيان صحفى، أمس الجمعة، تأمين قوة الاقتحام 35 لمنطقتى الأحياء البرية، والكزيرما بالكامل في ظل نجاح الوحدات العسكرية لقوات الجيش الليبى فى إضعاف دفاعات المليشيات المسلحة.وأشارت الشعبة إلى استمرار الاشتباكات فى معسكر النقلية وطريق لاصفاح، متهمة المليشيات المسلحة بالرماية العشوائية بمدفع هاوز بالقرب من كوبرى الفروسية.
ونشرت شعبة الإعلام الحربى مشاهد مُصوّرة لبعض المواقع التي قامت الوحدات العسكرية بالقوات المُسلحة الليبية بإحكام سيطرتها عليها وتأمينها في كلاً من منطقة الأحياء البرية والكازيرما بعد اشتباكات عنيفة خاضتها وحدات الجيش الليبى خلال الساعات الماضية.وتحفظت شعبة الإعلام على نشر المواقع الأخرى التي تمت السيطرة عليها ، موضحة أن ذلك فى إطار سرية سير العمليات العسكرية ؛ حفاظاً على سلامة جنود الجيش الوطنى الليبى.
وكان عضو شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني المنذر الخرطوش،أكد وصول قوة الاقتحام 35 التابعة للواء 73 مشاة إلى محاور القتال في طرابلس، لدعم قوات الجيش الوطني المرابطة هناك.وأوضح الخرطوش أن القوة دُعِمت بالآليات والأسلحة المتوسطة والثقيلة من قبل آمر اللواء 73 مشاة اللواء علي القطعاني، كما أشار إلى أنها تضم أفضل المقاتلين بوحدات اللواء 73 مشاة.
وقال عضو شعبة الإعلام الحربي أن عددا من عناصر قوة الاقتحام 35 قد تلقوا تدريبات على أيدي مدرسة الصاعقة والمظلات في وقت سابق، مؤكداً أنها ستُؤدي دوراً فارقاً داخل ميدان القتال الساعات القادمة بعد وضع الخطة الكاملة تحت مسمى عملية شهداء ال73.يأتي ذلك فيما عزز اللواء 73 مشاة صفوفه بسرايا قتالية منها مدفعية الهاوزر والدبابات والمشاة وذلك على 3 مراحل بالساعات الـ72 الماضية.
ويشير دفع قوات الجيش الوطنى الليبى بوحدات خاصة للاقتحام تأكيدا على قرب حسم المعركة ودخول الوحدات العسكرية لقوات الجيش الليبى إلى وسط طرابلس وذلك بعد أن مهد سلاح الجو الليبى لذلك حيث كان له دور بارز فى تدمير واستنزاف قدرات المليشيات المسلحة فى ضواحي طرابلس، وتمكن الطيران الليبى التابع للجيش الليبى من تدمير عدد من مخازن الأسلحة والذخائر التابعة للمليشيات فى عدد من مدن المنطقة الغربية وخاصة فى طرابلس ومصراتة.
وأكد مسؤول عسكري بارز في الجيش الوطني،أنه "وبعد تدمير معظم مخازن الذخيرة وغرف العمليات التركية، التابعة للميليشيات المسلحة خلال الأسبوعين الماضيين، تستعد قوات الجيش خلال الأيام القليلة المقبلة لتنفيذ عملية كبيرة لاقتحام العاصمة طرابلس، وتحريرها من قبضة الميلشيات الموالية لحكومة السراج".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته،قوله "قواتنا تقترب جداً من تحقيق هدفها النهائي"، متوقعاً "تصاعد المعارك خلال اليومين المقبلين" بعد نحو سبعة أشهر من القتال المتواصل منذ إطلاق المشير حفتر عمليته العسكرية لتحرير العاصمة في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي.
وبالتزامن مع هذا التقدم الميداني تتزايد الخسائر في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق حيث تحدثت تقارير اعلامية عن سقوط عدد من قيادات قوات "الدعم المركزي" المعروفة بـ"ميليشيا غنيوة" التي يقودها عبدالغني الككلي، أحد أبرز أمراء الحرب في ليبيا،في محاور القتال الدائرة بضواحي العاصمة طرابلس.
ونقل موقع "إرم نيوز" الاخباري عن مصدر أمني تأكيده: إن أهم 3 قيادات في "ميليشيا غنيوة" قتلت بالمعارك الأخيرة في محيط  طرابلس، وهم "علي شلاك وصالح البورني ونوري المسبع"، لافتًا إلى أن "مقتل هذه القيادات أدى لفوضى داخل الميليشيا، وتركت مجموعة كبيرة منها مراكزها بالمحاور".وأشار المصدر إلى أن قيادات ميليشاوية من مصراتة طالبت بالتحقيق مع الككلي ومعرفة أسباب ترك عناصره تمركزاتهم، في إطار المواجهات الدائرة مع قوات الجيش الليبي بضواحي العاصمة.
وأضاف المصدر أن الككلي لجأ إلى أسماء أخرى لتعويض عناصره المؤثرة التي قتلت، من بينهم محمد الخوجة الذي كان سجينًا سابقًا بعدة تهم جنائية، وحصل على صفقة أسلحة من حكومة الوفاق عن طريق عبدالغني الككلي، حيث بات يدير ما يشبه غرفة عمليات في نهاية محور الخلاطات وبعض النقاط في طريق المطار، وهي من المحاور الهامة في حرب العاصمة.
ووفق المصدر نفسه، فإن من ضمن الشخصيات الحافل سجلهم بالإجرام الذين عوضوا مقتل قيادات "ميليشيا غنيوة" يأتي حميد المضغوط الذي يعد من أكبر مهربي البشر والمتاجرين في الهجرة غير الشرعية، وقد سلمه الككلي قيادة محور الخلاطات وطريق المطار ويتلقى أوامره مباشرة من محمد الخوجة.
وتأتي هذه التطورات لتؤكد كلام القيادات العسكرية التي تحدثت في وقت سابق عن قرب حسم المعارك في طرابلس،حيث قال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات الجيش الليبي في مؤتمر صحفي سابق،"سندخل العاصمة طرابلس خلال أيام".فيما أكد مسؤول بارز في الجيش الوطني،لصحيفة "الشرق الأوسط" إن "قوات الجيش اقتربت جدا من اجتياح العاصمة طرابلس، وفقا للخطة الموضوعة من القائد العام للجيش المشير حفتر". لكنه لم يكشف مزيدا من التفاصيل.
وفي ظل انتصاراته السابقة في عدة مدن ليبية وسيطرته على مناطق واسعةٍ في البلاد،بعد تحريرها من التنظيمات الارهابية والعصابات الاجرامية،يؤكد مراقبون بأن الجيش الليبي قادر على حسم المعارك في العاصمة الليبية بالرغم من الدعم الكبير الذي تحضى به المليشيات المسلحة من قبل المحور التركي-القطري الداعم الأبرز لتيار الاسلام السياسي في البلاد.ويأمل الليبيون في انهاء الصراع المتجدد وبناء دولة قادرة على الوقوف في وجه التدخلات الخارجية التي تهدف لنهب ثروات البلاد.