تستعد ألمانيا مطلع العام  المقبل لاستقبال مؤتمر في العاصمة برلين؛ لمناقشة الحلول الممكنة للنزاع القائم في ليبيا بين الميليشيات الدّاعمة لحكومة الوفاق، والجيش الوطني الليبي.

ويتواتر التساؤل في الأوساط السياسية و الأكاديمية حول قدرة تقديم مؤتمر برلين المقرر عقده بالعاصمة الألمانية مطلع العام المقبل حلاً للأزمة الليبية المحتمدة والصراع المستمر الذي يشهده البلد العربي الغني بالنفط منذ عام 2011.

وتسعى ألمانيا إلى التوصل إلى نقط محددة في مؤتمر برلين أبرزها وقف إطلاق النار غير المشروط في طرابلس، وتوحيد المواقف الإقليمية والدولية تجاه نقاط الخلاف في الأزمة الليبية وحسمها لتحقيق الاستقرار في إفريقيا وضفتي البحر الأبيض المتوسط.


في السياق ذاته،أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الخميس، ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في ليبيا، والعمل على إنهاء الأزمة من خلال حل شامل. 

وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن "السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شهد استعراض عدد من الملفات الإقليمية خصوصاً الوضع في ليبيا". وأضاف في بيان، أن "ميركل أكدت حرصها على تبادل وجهات النظر والرؤى مع السيسي في ما يخص التطورات الأخيرة على الساحة الليبية، وذلك في ضوء دور مصر الفاعل في المنطقة وكذلك رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي".

وأشار إلى أن "السيسي أكد موقف مصر الساعي إلى وحدة واستقرار وأمن ليبيا، ودعمها لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة التي تمثل تهديداً ليس فقط على ليبيا، بل أيضاً لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط بأسرها".

ولفت إلى أن "السيسي طالب بوضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي، وهي الجهود التي تهدف لتلبية طموحات الشعب الليبي".


من جانبها؛ أكدت ميركل سعي بلادها للحل السياسي في ليبيا، حيث تم التوافق على ضرورة تكثيف الجهود للعمل على إنهاء الأزمة الليبية من خلال مقترب شامل يتضمن جميع جوانب القضية.


بدوره دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى وقف الأعمال العسكرية في ليبيا والتوصل الى حل يسمح بتوزيع صلاحيات الحكم بين الأطراف الليبية. وقال بوتين ان روسيا على اتصال مع جميع الفرقاء الليبين بما في ذلك رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر" مشيراً الى مشاورات تجريها موسكو مع تركيا ودول أوروبية اخرى بهذا الإطار.

وبحث وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الأربعاء، مع نظيره الألماني، هايكو ماس، خلال اتصال هاتفي، خطط برلين لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن "الاتصال تناول سبل تسوية الأزمة الليبية مع التركيز على دفع عملية التسوية السياسية بواسطة إطلاق حوار وطني شامل تشارك فيه جميع أطراف النزاع".

وكانت روسيا دعت في وقت سابق، جميع الأطراف الليبية إلى التهدئة، مؤكدة استعدادها للوساطة من أجل التسوية.

ونقلت وكالة "سبتوتنبك" الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تستخدم كل الإمكانيات المتاحة لحث جميع الأطراف في ليبيا على الامتناع عن التصرفات التي من شأنها أن تؤدي إلى إراقة الدماء.

وأضاف بيسكوف أن "الجانب الروسي يستخدم كل الإمكانيات المتاحة له لحث جميع الأطراف على التخلي عن أي أعمال قد تثير معارك دامية وتؤدي إلى مقتل مدنيين".

وفي الإطار ذاته، أعرب وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، اليوم الأربعاء، عن تفاؤله بشأن الإعدادات الجارية لمؤتمر برلين الخاص بليبيا، والذي من المقرر أن ينعقد مطلع العام المقبل.

دي مايو قال :"جلسة إحاطة برلمانية أمام مجلس النواب عقب زيارته لليبيا نحن متفائلون بالعمل المُنجز في مجال التحضير لمؤتمر برلين، الذي سمح لنا بالتوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ بشأن نص الاستنتاجات".

وأضاف نتوقع أن يتم تحديد الموعد على الفور وأن القمة يمكن أن تعقد في بداية العام الجاري.

برلين تجد نفسها أمام تحديات إستثنائية هذه المرّة،من بينها تقريب وجهات نظر الدول الأوروبية المتضاربة الأهداف والمطامح في ليبيا، وخصوصا فرنسا وإيطاليا، ولدى برلين ما يكفي من المؤشرات لإقناع الشركاء الأوروبيين بخطورة تداعيات الصراع الليبي على مصالح أوروبا، لاسيما فيما يتعلق بالهجرة الشرعية عبر ضفتي المتوسط.

كذلك تعول ألمانيا على التوصل إلى تفاهم بين محوري الإمارات - مصر وتركيا - قطر، وهو ما إن حدث فسوف يشكل خطوة حاسمة نحو نجاح المؤتمر الذي يوصف بـ"الفرصة الأخيرة" للحل السلمي وإيقاف النزيف الليبي.