تعتبر  بني وليد مركز قبائل ورفلة أكبر قبائل ليبيا الى جانب ترهونة ، حتى أنه يقال لا حرب ولاسلام دون القبيلتين ، وتقع المدينة  في الشمال الغربي من ليبيا وتبعد عن طرابلس بحوالي 180 كم باتجاه الجنوب الغربى ويبلغ عدد سكانها حوالي 90  آلف نسمة ، بينما يتجاوز تعداد ورفلة المليون نسمة موزعين على كامل التراب الليبي.

وتعرف بني وليد بأسماء عدة منها الرصيفة ووادي دينار ،وقال  القائد العسكري الإيطالي غراتسياني في كتابه« نحو فزان » أن «الزعيم التاريخي عبدالنبي بلخير أراد أن يطلق على وادي بني وليد الذي يحمي مداخل البلدة اسم دردنيل طرابلس الغرب الذي تتحطم عليه قواتنا الزاحفة نحو الجنوب، وإنه إذا سقط وادي بني وليد سيفتح الطريق نحو الجنوب»

وكانت آخر المدن التي نجح الإيطاليون في إختراقها في ديسمبر 1923 أي بعد 12 عاما من الغزو الإيطالي. 

حافظت بني وليد على ولائها لنظام العقيد الراحل معمر القذافي ، وكانت آخر المدن التي دخلها الثوار في 17 اكتوبر 2011 ، رغم أنها لم تكن بني وليد محظوظة في عهد القذافي ، وشهدت محاولة لإغتيال الزعيم الراحل في أوائل التسعينيات مما عرضها لعقاب جماعي ، ومع ذلك وقفت إلى جانبه في 2011 ورد سكانها ذلك الى رفضهم التدخل الأجنبي مهما كانت خلافاتهم مع النظام. ويؤاخذ أهالي بني وليد على المشير خليفة حفتر أنه كان من بين الضباط الذين قادوا المسلحين  في إقتحامهم للمدينة بإسم ثورة 17 فبراير ، حيث تعرضن أنذاك الى نهب وسلب وتخريب متعمد وإعتقال وتهجير عدد كبير من أبنائها.

وفي أكتوبر 2011 تعرضت المدينة الى هجوم من قبل ميلشيات مصراتة وطرابلس وبعض المدن الأخرى ، بتهمة إيواء أزلام النظام السابق ، وفق ما سمي بالقرار رقم 7 الصادر عن المؤتمر الوطني العام الخاضع لسلطة الإخوان والجماعة المقاتلة ، ما أدى الى مقتل العشرات من الأطفال والنساء والمسنين ، وتهجير الألاف من السكان المحليين ، الى جانب أسر عدد من شيوخها وأعيانها ، وإعدام بعض أبنائها دون محاكمة في مصراتة 

وجاء القرار رقم 7 بعد أن إتهمت سلطات طرابلس أنذاك مسلحين من بني وليد بإعتقال وتعذيب شعبان هدية أحد مسلحي مصراتة ممن ساهموا في قتل القذافي في 20 أكتوبر 2011 بسرت ، وتوفي هدية لاحقا في أحد المشافي الفرنسية ، بينما إعتبرت بعض ميلشيات مصراتة الهجوم ثأرا لبطلهم التاريخي رمضان السويحلي الذي قتل في المدينة  في 24 أغسطس 1920 على يد مجاهدين ضد الإحتلال الإيطالي إتهموه بالخيانة الوطنية

تعتبر بني وليد نفسها قد واجهت ذلك العدوان منفردة حيث تخلت عنها بقية القبائل  في أكتوبر 2012 ما عدا بعد المقاتلين الذين إلتحقوا بجبهات القتال دون تنسيق قبلي ، كما حافظت بني وليد على مواقفها الداعمة للمصالحة الوطنية  بقيادة سيف الاسلام القذافي وعلى ولائها لنظام القذافي ولم تعترف بالعملية السياسية معتبرة أن الحل لا يكون إلا ليبيّا ليبيا ،

وإختارت بني وليد الحياد في الصراع القائم بين الجيش الوطني و قوات السراج ، فهي لم تنس مشاركة حفتر في الهجوم عليها في 2011 ولا دور الميلشيات في الهجوم عليها في 2012 ، ورغم ذلك توجد بها كتائب عدة تابعة للقيادة العامة للجيش الوطني ،وفي يناير 2019 توجه المبعوث الأممي غسان سلامة بالشكر للشيخ محمد البرغوثي عضو المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة وبني وليد على دوره في وقف القتال جنوب طرابلس بين اللواء السابع من ترهونة وقوة حماية طرابلس. ومنذ أيام أعلنت قوات مدينة بني وليد ، إنضمامها الى الجيش الوطني الليبي في معركة تحرير طرابلس من الميلشيات والجماعات الإرهابية 

وجاء في بيان مصور أن الكتيبة 52 التابعة للقوات المسلحة الليبية كلفت من القيادة العامة الخميس الماضي بالاستعداد لتنفيذ المهام الموكله اليها الى جانب قوة حماية مطار بني وليد التي تتمركز في مطار بني وليد منذ ثلاث سنوات ،و قوة الردع فرع بني وليد والتابعة الي القوات المسلحة الليبية وتعتبر من القوات المساندة لعمليات الجيش الليبي ويشارك أفرادها في محاور القتال بطرابلس.

ويرى المراقبون أن إنضمام بني وليد الى عملية « طوفان الكرامة » يعطي المعركة رمزية خاصة بإعتبارها ضمت الى صفوف الجيش الوطني أبناء أهم وأكبر ثلاثة قبائل في ليبيا وهي ورفلة وترهونة وورشفانة ، وبذلك يكون قد إكتمل نصاب القبائل والمدن الداعمة للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.