وصف الكاتب والمحلّل السياسي التونسي فوزي النّوري، تركيا بأنها "عاصمة الإرهاب والتوحّش"، وأنها تسعى لتدمير الدولة الوطنية في البلدان العربية.

وقال النّوري- في ورقة تحليلية خص بوابة إفريقيا الإخبارية بنسخة منها، وجاءت تحت عنوان (تركيا عاصمة الإرهاب والتوحّش ودورها في مسار تدمير الدولة الوطنيّة في البلدان العربيّة) - قال، "تمثّل تركيا قاعدة عسكريّة متقدّمة للناتو ومنصّة سياسية أساسيّة لصنّاع السياسة الدوليّة في الشرق الأوسط وما تبقّى من التوصيفات للنظام التركي فهي من باب الدجل والشعبويّة والديماغوجيا العثمانيّة الأكثر تحيينا. رجب طيّب أردوغان الذي تتلمذ على أجهزة المخابرات وأصبح خبيرا في المغالطة والتلاعب بالمزاج العام مستغلاّ تدني الوعي السياسي في المنطقة العربيّة تحوّل بقدرة CIA والموساد والإدارة الأمريكيّة... إلى بطل قومي في عيون الشوفينيين الأتراك وحلفائه من الإخوان الذين يأكلون من مائدة الخليفة وما تبقّى من شعوبنا من السذّج الطيّبين. أردوغان الذي سيحرّر الأقصى ويعيد اللّاجئين يرتبط بعلاقات استراتيجيّة بإسرائيل (اتفاقية التعاون العسكري، اتفاقية التجارة الحرّة بين البلدين لسنة 2000) وفي الحقيقة فإنّ الدور الذي أسند لأردوغان هوّ تفتيت القوى الفلسطينيّة وتعميق الصراع بينها وتقديم ما تيسّر من المعلومات للكيان الحليف".

وتابع النّوري، :"تركيا الجار الطيّب والخجول للعراق الذي رفض على الملأ إقلاع الطائرات الأمريكيّة من قاعدة أنجرليك لضرب العراق لم يتردّد في تقديم الدّعم اللوجستي والاستخباراتي وتأمين خطوط الإمداد وانتداب المرتزقة وببساطة كلّ ما ينقص القوّات الأمريكية والتحالف الدولي لسحق العراق ولم يبخل في مرحلة لاحقة على العراق بآلته التدميريّة الجبّارة داعش التي لم تبخل على صانعيها بنفط العراق ومال العراق وآثار العراق لتنهي ما تبقّى من العراق العراقيّة. تدخّل أردوغان بكلّ ثقله في سوريا بدواعشه وجيشه النظامي ومخابراته وحلفائه لإعادة انتاج تجربة العراق في سوريا وكان في انتظاره منافسه الإقليمي المباشر ومعادله الموضوعي: إيران التي نزلت على الأرض بكلّ ثقلها للأهميّة الاستراتيجية للمعركة كما كان في انتظار تركيا وحلف الناتو الجيش الأحمر وكان أحمرا بالفعل بما سمح لروسيا بالعودة بقوّة كلاعب رئيسي في السياسة الدوليّة في الشرق الأوسط. وفي المحصّلة تماسك النظام السوري ولم ينجح الأتراك هذه المرّة في المهمّة التي تكفّل بها نيابة عن الناتو كما لم يبق له في العراق الايرانيّة ثقل يذكر ولم يصمد".

وأضاف النّوري، :"أردوغان الحليف الخدوم والمطيع للناتو بعد أن تلاشى حلمه الأكبر: الانضمام للاتحاد الأوروبي وخسارته لمجاله الحيوي أمام غريمه الإقليمي إيران لم يبق له سوى استلام أسواق مناولة سياسيّة للاعبين الدوليين في شمال إفريقيا ولم ينجح في مصر القويّة والمتماسكة، وانتكس في تونس لتنتهي العمليّة بعزل حليفه: النهضة سياسيا وشعبيّا لتنضاف إلى قائمة هزائه. يراهن أردوغان اليوم على السيطرة على ليبيا لإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة برمّتها بإسناد حلفائه في ليبيا الاسلام السياسي والمرتزقة التابعين له لكنّ الواقع على الأرض ينبئ بخسارة آتية لا محالة للأتراك بأيادي وطنيّة ليبيّة تشكّلت في تنظيمات وطنيّة وهي الآن تستعدّ للمعركة بإسناد من القوى الوطنية في المنطقة برمّتها وفي النهاية سيجد الأتراك أنفسهم محاصرين بين المصريين والليبيين والتونسيين. لقد آن الأوان لطرد الأتراك بسفاراتهم فظاعاتهم من شمال إفريقيا، وليتمّ ذلك لا بدّ من إسناد القوى الوطنيّة في ليبيا وعلى رأسها الجبهة الوطنية الشعبيّة الليبية لإنهاء دور الأتراك الجيو سياسي في المنطقة وأضغاث أحلام استعادة الإمبراطورية المريضة فكرا وسلوكا".