أعلن مكتب الاتصال بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، مساء أمس الخميس، فتح بحث مؤقت للوقوف على ظروف وملابسات اندلاع حريق بمقر حزب حركة النهضة.
وأفاد مكتب الاتصال بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، في بيان، بأنه نتج عن الحريق حالة وفاة وأضرار بدنية لحقت بعض المتواجدين بالمقر، وعهد بالبحث في ذلك إلى أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس.
وأوضح مكتب الاتصال بالمحكمة الابتدائية، أن التحريات الأولية تفيد بأن "الهالك، وبعد الدخول إلى مقر النهضة، وبوصوله الطابق الأول، أضرم النار في جسده"، مشيرا إلى أنه تم تعهيد الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالبحث في الواقعة.
وأعلنت وزارة الداخلية أن الحريق الذي نشب بالمقر المركزي لحركة النهضة أسفر عن العثور على جثة متفحمة لشخص داخل مقر الحزب، فيما تم نقل 18 مصابا لتلقي العلاج.
وأضافت الداخلية التونسية أنه تم التعرف على هوية صاحب الجثة، التي تعود إلى شخص من مواليد سنة 1970 (قاطن بحي التحرير بالعاصمة)، عمل سابقا كعون استقبال، مشيرة إلى أن من بين المصابين، 16 شخصا تعرضوا لاختناق بسيط، بالإضافة إلى تعرض أحد المصابين لحروق متفاوتة الخطورة (في إشارة إلى عبد الكريم الهاروني) وتعرض مصاب آخر لكسور متعددة (في إشارة إلى علي العريض)، بعد إجلاء كافة المتواجدين بالمبنى والسيطرة على الحريق.
أما حركة النهضة فقد أفادت في بيان بأن الحريق الذي اندلع ظهر الخميس بالطابق الأرضي لمقرها المركزي "لم تتضح أسبابه بعد، ونجم عنه حسب بعض الشهود العيان وفاة أحد مناضلي الحركة"، مضيفة أن الحريق "خلف كذلك أضرارا متفاوتة لدى عدد من المناضلين المتواجدين بمكاتبهم، نتيجة النيران والدخان المتصاعد في الطوابق العليا".
أما رئيس الحركة راشد الغنوشي فقال، في تصريح إعلامي، إن الشخص الذي أضرم النار في جسده وتسبب في اندلاع حريق في المقر المركزي للحركة ''هو شهيد آخر من شهداء النضال من أجل تحرير تونس من الظلم الدكتاتورية والفساد والتهميش وضحية أخرى من ضحايا الفقر".
وأضاف الغنوشي بقوله: "رحم الله سامي لقد أمضى أكثر من 10 سنوات في السجن مناضلا ضد الاستبداد لكنه إلى اليوم لم ينل أي تعويض ولم ينل الحد الأدنى من الكرامة رغم أن مؤسسة الحقيقة والكرامة والعدالة الانتقالية أصدرت مقررات لصالحه لكنها ظلت حبرا على ورق ولم تفعّل".
واستنكر الغنوشي تعرض المناضلين لحملة كبيرة من السخرية، قائلا: "البعض أصبح يسألهم عن ثمن الكيلو من النضال".
وتابع الغنوشي: "سامي هو ضحية من ضحايا الحرب الإعلامية الظالمة على المناضلين وتجريمهم رغم أنه وبعد 10 سنوات من الثورة لم يحصل على أي تعويض.. ما حدث ثمرة من ثمرات الإعلام الظالمة على النهضة وشبابها ومناضلي الثورة".

وأكدت النيابة العمومية في تونس أن الشخص المتوفى في الحريق الذي اندلع الخميس بالمقر المركزي لحركة النهضة أضرم النار في جسده بمجرد وصوله الطابق الأول من المبنى.