مرة أخرى يخرج المفتي الليبي المعزول الصادق الغرياني بتصريحات مستفزة لليبيين موظفا الفتاوى الدينية في مسائل سياسية فيها خلافات بين عدة أطراف ليبية، بعد أن عاد إلى الزيارة التي أداها وفد من الجيش الليبي إلى طرابلس للتباحث في قضايا مصيرية على رأسها توحيد المؤسسة العسكرية والمصالحة الوطنية.

ففي تعليق غاضب على الاجتماع الذي نظمته اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) يوم الأحد الماضي بالعاصمة طرابلس، برئاسة وزير داخلية حكومة الوحدة المكلف عماد الطرابلسي، وبحضور رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا عبدالله باثيلي، ضم أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية بالمنطقتين الغربية والشرقية، خرج الغرياني في منصته الإعلامية "التناصح"، بالزعم أن القيادات العسكرية الحاضرة تمثل أطرافا "لم تتب إلى الله" وبالتالي المصالحة معها "غير جائزة".

ودعا الغرياني، المشاركين في اجتماع طرابلس من المنطقة الغربية إلى التراجع عن الاتفاقات مع وفد القيادة العامة والعودة إلى ما سماه "الجهاد الثابت"، لأن الجلوس مع الوفد القادم إلى طرابلس مضيعة للوقت.

وعلى الرغم من أن الغرياني دائم الخروج بـ"خطب" تحاول إدارج مصطلحات الجهاد والقتال والكفر والقصاص وغيرها في توظيف غريب للمعاجم الدينية لأهدافه وولاءاتع السياسية، لكن أن يبقي على هذا التوظيف حتى أمام أهداف سامية يحلم بيها الليبيون منذ عشرية كاملة مثل المصالحة والوحدة ونبذ القتال، فذلك يستوجب موقفا حتى من الأطراف التي تعطيه "يد الطاعة" باعتباره يجعلها أمام حرج المخاتلة أو التقية في الملفات التي تعقد لأجلها تلك الاجتماعات وعدم إصدار موقف مما يقوله قد يدخل الشك في بعض المجتمعين بأنهم يتبنون نفس موقفهم وما الحضور إلا تسجيل نقاط أو العمل على هدف خفي.

وعلى ضوء مما أصدره المفتي المعزول، يتبين لليبيين أن هناك مواقف متطرفة من جماعات الإسلام السياسي مازالت لم تتغير ولا نية لها لا في المصالحة ولا في بناء دولة مستقرة وموحدة، بل كل هدفه التمكين لمشروعها بأي طريقة كانت، مرة بقوة السلح متى أمكن لها ذلك ومرة بفتاوي "شيخ" موضوع في زاوية ويفتي في مسائل تؤجج الفتنة ويفترض أن تناقش خارج دائرة التكفير والتشوية.