علق عضو مجلس النواب جاب الله الشيباني، على إعلان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج عن رغبته في تسليم مهام منصبه لسلطة جديدة في موعد أقصاه نهاية أكتوبر القادم. 

وقال الشيباني في تصريح خاص لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، :"لا شك أن زميلنا السابق السراج أضاع فرصة نادرة لن تتكرر له، وربما حتى لغيره، حيث الدعم الدولي المنقطع النظير الذي فتح أمامه كل الأبواب التي تقود إلى النجاح الشرعي وغير الشرعي، سمحوا له بتشكيل حكومة مفوضة مخالفة للدستور في سابقة ما سبق لها أحد من العالمين، وتربع على ثروة الشعب الليبي البلد النفطي، وهدر المليارات بدون رقيب ولا حسيب، ودون أن تستفيد منها البلاد والعباد شيئا، وتم استقباله بحفاوة بالغة في أغلب عواصم العالم كممثل وحيد للشعب الليبي وهو في حقيقته ممثل للإرادة الدولية، سمحوا له بتجاوز البرلمان السلطة التشريعية المنتخبة في ضربة قاضية للمسار الديمقراطي الوليد في بلادنا، سكت المجتمع الدولي عندما أعلن غسان سلامة أن ما يجري في ليبيا ليس فساد مالي فقط بل نهب ممنهج لثروة البلاد، غضوا الطرف عنه عندما تجاوز الاتفاق السياسي في أغلب بنوده وأهمل الترتيبات الأمنية وتبنى الميليشات وحاول شرعنتها وانفرد بالسلطة وقام بتوقيع القرارات والاتفاقيات دون اجماع المجلس الرئاسي كما ينص الاتفاق السياسي، واخر "ذهاب الشيرة" والتهور والتطاول هو "الاتفاق الغبي" وترسيم الحدود البحرية مع تركيا التي أغضبت الاوروبيين وعجلت بنهايته دوليا، أضف إلى ذلك الفشل الذريع في إدارة شؤون المنطقة الواقعة تحت سلطته حيث تدني مستوى الخدمات وتفاقم الأزمات للحد الذي أشعل اضطرابات ومظاهرات غاضبة من سوء المعيشة تم قمعها بقوة السلاح"، بحسب تعبيره.

وتابع الشيباني، :"خرج علينا السراج الليلة البارحة في مناورة سياسية، فضحتها لغة الجسد، وطريقة الحديث، ليرمي بالكرة في ملعب لجنة الحوار والمجتمع الدولي، ويحدد موعد تعجيزي لاستقالة مشروطة بالنجاح في التفاهم وتشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة، وهو بذلك يهدف إلى الخروج من المشهد بماء وجهه في حالة نجاح لجنة الحوار التي يشك في نجاحها أو البقاء في السلطة دون أن يقع عليه اللوم، كان بإمكانه أن يقدم استقالته للأمم المتحدة التي جاءت به ويترك الأمر لأحد أعضاء المجلس الرئاسي ليصبح لتسيير الأعمال إلى حين تشكيل حكومة"، على حد قوله.

وأضاف الشيباني، :"السؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل بقى للسراج شيئا في جعبته يستطيع أن يقدمه للشعب الليبي، أم مزيدا من الانهيار والتردي، لعله الآن يحصد الندامة، وتأنيب الضمير على ما أقترفت يداه، وانصحه كزميل بالاعتذار من الشعب الليبي وطلب العفو والصفح والتسامح ومغادرة المشهد إلى الأبد وعند الله تلتقي الخصوم"، بحسب وصفه.