انتقد الصحفي والإعلامي الليبي سالم الزيادي، موقف السنوسية تجاه ما وصفه بـ"طمس" تاريخ الجهاد لشيخ الشهداء عمر المختار. 

وقال الزيادي، في تدوينة نشرها عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، :"متقمصا دور أحد شهود الزور، وهو يخرج علينا بأباطيل وأراجيف أخرى عبر فضائية (ليبيا الحدث) ليكذب على التأريخ، مدعيا أن الشيخ / عمر المختار كان نائبا (للأمير إدريس السنوسي) في برقة، بل هو الذي كلفه بقيادة الجهاد ضد الطليان، بعد ذهابه إلى مصر أو بالأحرى هروبه. إذن، (يا استاذ مادة التاريخ) قل لنا: لماذا الملكية السنوسية طمست تاريخ عمر المختار، وأبعدت جهاده، بل واقصته من لوائح التكريم مثلما فعلت مع بشير السعداوي وبقية الرموز الوطنية الليبية الأخرى؟. ولماذا لم يقابل عمر المختار الإنجليز و( Mi5 و Mi6 ) أو أي من الدوائر الاستعمارية الأخرى، ولماذا لم يحتضنوه كما احتضنوا السنوسية والإخوان اليوم؟"، بحسب تعبيره.

وتابع الزيادي، :"يا (أستاذ) .. الليبيون عرفوا أول تخّليد لاستشهاد شيخ الشهداء /عمر المختار منذ يوم 1969 /09 /18 من فوق أحد منصات بنغازي، عندما اختارته ثورة الفاتح كرمز لتقدم من خلاله أجندة برنامجها التحرري، الذي افضى لاحقا إلى إجلاء كل الوجود الأجنبي عن ليبيا، وليس مثل ذاك الخطاب البائس الذي ألقى أيضا من بنغازي وحاول دغدغة عواطف الليبيين الجنسية   بدعوتهم إلى الزواج بأربع - فشتان بين التحرر والنكبة-. العالم لم يعرف المجاهد الشهيد / عمر المختار  إلا من خلال تجذير جهاده وترسيخه عبر المؤلفات والمناهج الدراسية، وعبر "مركز جهاد الليبيين" تلك القلعة العلمية التاريخية الضخمة التي أسستها ثورة الفاتح. عرف المختار من خلال إطلاق اسمه على الجامعات والشوارع والميادين، وطبع صورته على عملتنا. العالم عرف تاريخ عمر المختار من خلال فيلم ضخم حشدت له ثورة الفاتح الأموال ولعب دوره أعظم ممثلي السينما العالمية. عرف العالم (إبن) عمر المختار عندما أجْبر برلسكوني على تقبيل يده ..  هذه فقط بعض الأدلة والبراهين القليلة. ولكنك في المقابل لم تخبر الليبيين عما فعلته السنوسية لشيخ الشهداء /عمر المختار. لا شيء، ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لأنكم اختزلتم تاريخ جهادنا في شخص واحد عندما قلتم لليبيين - زورا وبهتانا - : (فقط) (حيوا إدريس سليل الفاتحين إنه في ليبيا رمز الجهاد)".