عقد الكاتب الصحفي عبد الرزاق الداهش مقارنة بين مناظرات ليبيا ومناظرات تونس.

وقال الداهش في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "لم تكن المسافة بين مرشح للرئاسة التونسية، ومرشح اخر الا بضعة سنتمترات، فلا سواتر ترابية، ولا متاريس، ولا خنادق. اصطفوا جميعا على مسافة متساوية بعضهم، وكأنهم في مسابقة معلومات عامة. لا أحد رفع بندقيته على الآخر، ولا يده على الاخر، ولا حتى صوته، وكأنهم في أمسية قصصية، وليس اشتباك سياسي حول قصر قرطاج. لم يخرج أيا منهم بأطروحة أنا ومن بعدي الطوفان، أو بخطاب أنا أو لا أحد. كان السؤال الأساسي هو ماذا لو صرت رئيسا لتونس، وتوزع هذا السؤال على أسئلة فرعية حول ملفات متعددة تتعلق بالصحة، والزراعة، والجيش، وحماية البيئة، وباقي مشتقات الشأن العام. حاولت منشطة المناظرة ان تنقل مشاغل الناس، وأسئلتهم، إلى كل مرشح، أو كل متقدم لوظيفة رئيس الدولة. حاول كل مرشح ان يكسب قلوب الناخبين لأنهم هم الحكم، في ساعة الحقيقة، عندما يكونوا في تلك الخلوة الشرعية مع صندوق الانتخابات. ستنتهي لعبة الكراسي، بوصول شخص واحد لقصر قرطاج، بينما يعود الباقي إلى بيوتهم، لا كم قتيل؟ ولا كم جريح؟ ولا كم نازح؟ صحيح سوف يخسر خمسة وعشرين مرشحا السباق على رئاسة تونس ولكن في الحقيقة لم يخسروا لأنهم كسبوا تونس؟ فمتى نحاول نحن في ليبيا العمل من أجل كسب ليبيا، بلا حروب، بلا ضغينة، بلا أكفان. فاتورة ليبيا ليست عالية، وليست باهظة، لا تكلفنا الا حبها. أما المناظرات على الطريقة الليبية فواتيرها دم ليبي أغلى من أي سلطة"، بحسب تعبيره.