قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني خلال أشغال المجلس الحكومة،  ان المملكة استطاعت خلال هذه المدة  الماضية من تجنب الأسوء وتحقيق العديد من النجاحات في مواجهة هذه جائحة كورونا، مشهود لها وطنيا وإقليميا ودوليا. بذلك، مشيرا الى جملة من الإجراءات الاحترازية الاستباقية التي اتخذتها الحكومة والتي ساهمت في الحد من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للجائحة، ومنها بحسب رئيس الحكومة ،كون المغرب سبّاق لدعم عدد من الفئات الهشة خصوصا تلك التي تضررت بسبب الحجر الصحي.
كما تم تقديم الدعم  للنهوض بالاقتصاد الوطني بفضل قرارات جريئة أمر بها  الملك وقامت الحكومة ببلورتها، وتنفيذها على أرض الواقع لدعم المقاولات، خصوصا الصغرى منها والمتوسطة ودعم المهنيين والحرفيين والتعاونيات.
 ووفقا لرئيس الحكومة ،فقد سجل المغرب لما يقرب من 9000 وفاة منذ بداية الجائحة، وأنه لولا الإجراءات التي اتخذت في الوقت المناسب وبطريقة استباقية لوصل عدد الوفيات عشرات الآلاف بشهادة الخبراء.
واعتبر ان الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا التي أطلقها المغرب منذ شهرين ونصف، جاءات بعد ان استطاعت المملكة توفير حدا معقولا من اللقاحات، فرغم التنافس الحاد بين دول العالم،  كانت من أوائل الدول التي بدأت عملية التلقيح، وهذا إنجاز يحق للمغاربة الافتخار به، حيث فاق عدد الملقحين بالجرعتين 4 ملايين، مؤكدا أن "عملية التلقيح مستمرة في بلادنا إلى غاية الوصول إلى المستوى الذي يسمح بالتخفيف من الإجراءات".

وأوضح السيد رئيس الحكومة أنه مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تم القيام بعمل دؤوب لمدة أسابيع لدراسة الوضع الصحي بالتعاون مع الجهات المعنية واللجنة العلمية باعتبارها المعتمد الأساس، لأن الخبراء المتخصصين هم المرجع فيما هو طبي وصحي ووبائي يتوجب الرجوع إليهم، معلنا أن قرارات المغرب لا تستنسخ من أي بلد آخر، لأن "لدينا خبراء ومسؤولين، وقطاعات تصوغ بخبرتها وحنكتها قرارات وطنية مغربية صرفه"، وشدد على ضرورة الاعتزاز بالخبراء المغاربة سواء في المجال الصحي أو الوبائي، أو على مستوى السلطات الأمنية والإدارات الترابية، وفي الاستشراف أو في التأطير الديني لرئيس المجلس العلمي الأعلى.
 وخلص إلى انه" لا يمكن توقع المستقبل في ظل ازدياد نسبة ملئ أسرة الإنعاش لهذا فإن قرار لجنة القيادة والحكومة باستمرار الإجراءات الاحترازية طيلة شهر رمضان الكريم، وفرض حظر التنقل الليلي من الثامنة ليلا إلى السادسة صباحا، فرضته الضرورة رغم أنه قرار صعب، لأن الحكومة لا تريد تقييد حركة عموم المواطنين، خصوصا أن للمغاربة طقوسا خاصة في رمضان".
 وأضاف رئيس الحكومة أنه كان من الضروري اتخاذ هذا القرار لتفادي ارتفاع عدد الوفيات في صفوف المواطنين، داعيا للثقة في الخبراء والمسؤولين، متأسفا في الوقت نفسه لترويج عدد من الأخبار الزائفة ساهمت في تسجيل نوع من التراخي والتهاون في الإجراءات.  
واعلن أنه نظرا لصعوبة الإجراءات المتخذة، وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية، فإن الحكومة قامت بعدة خطوات عملية من قبيل استمرار استفادة العاملين في بعض المهن والقطاعات من الدعم، مشيرا إلى أن الحكومة أصدرت مراسيم تهم ثماني فئات لازال مستخدميها يتلقون إلى الآن الدعم وفق الشروط المنصوص عليها، وستواصل الحكومة العمل في هذا الاتجاه بتنسيق مع القطاعات المعنية، التي تدرس مع لجنة اليقظة الاقتصادية الوضع وتتخذ القرار اللازم، بالموازاة مع الإنصات لشكايات المهنيين والتفاعل معها.