تمكنت عناصر الجيش الليبي من إلقاء القبض على مقاتلين تركيين يقاتلون في صفوف الميلشيات التابعة لحكومة الوفاق في معارك العاصمة طرابلس.

وتحصلت "بوابة إفريقيا الإخبارية" على جوازات سفر المعتقلين التي كانت بحوزتهم أثناء القاء القبض عليهم من قبل قوات الجيش.


** أجانب في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق:

ليست هذه المرّة التي يثبت فيها تورّط "مرتزقة" أجانب في القتال ضمن الميلشيات التابعة لحكومة الوفاق، فقد أعلن الناطق الرسمي بإسم القيادة العامة للجيش الليبي العميد أحمد المسماري، يوم أمس الخميس، العثور على كرسي الطيار والباراشوت ومتعلقات الطيار، أثناء فحصها لحطام طائرة الميراج اف 1  التي تم اسقاطها  قبل يومين. وتضمنت المتعلّقات بعض الطعام وشارة الاسم كتب عليها اسم "بوريس رايس "وهو طيار من دولة الإكوادور يقاتل بجانب المليشيات . 

وفي ذات السياق نشر المسماري أمس الخميس فيديو لما قال إنّه "مسلحون أجانب يحاربون مع المليشيات الإرهابية في طرابلس" يظهر جنود يتكلمون بالإنجليزية يشاركون في معارك العاصمة الليبية طرابلس ضمن قوّات حكومة الوفاق الوطني.

كما تواجه حكومة الوفاق إتهمات بتوظيفها لمقاتلين تشاديين، خاصة في معارك الجنوب الليبي أو في هجومها الأخير ضد قاعدة تمنهنت الذي جاء لتخفيف الضغط على جبهة طرابلس.

كما نشرت تقارير إعلاميّة عدّة، محليّة وأجنبيّة، مشاركة عناصر من المعارضة التشاديّة سابقا في هجوم القوّة الثالثة التابعة لحكومة الوفاق على قاعدة برّاك الشاطئ العسكريّة التي راح ضحيتها عشرات المجندين والمدنيين في مجزرة مروعة.

ويأتي القبض على عناصر أتراك ضمن ميشيات حكومة الوفاق الليبي، ليعمّق الإتّهمات لتركيا في التورّط في دعم الميشيات والإرهابيين في ليبيا، ولتكشف الدّور الكبير التي تلعبه أنقرة في تعميق الأزمة الليبية وإطالة أمد الأزمة ونشر الفوضى في البلاد.


**دور تركي خطير وكبير في دعم الإرهاب في ليبيا: 

على لائحة المطلوبين للنائب العام الليبي تظهر العديد من الأسماء التي تحظى برعاية تركية، حيث تحتضن أنقرة عددا كبيرا من المطلوبين في جرائم إرهابية في ليبيا. وهذا ليس سوى جزء من دور تركي أكبر في دعم الإرهابيين في البلاد.

تركيا التي تراهن على قوى الإسلام السياسي وعلى الحركات الجهاديّة لفرض سياستها التوسعيّة في الدّول العربيّة، تمثّل منصّة خلفيّة لكل الجماعات الإسلامية السياسية والحركيّة الجهاديّة.

وتحتضن تركيا أهم رؤوس الإرهاب في ليبيا، وأبرز المطلوبين من قبل القضاء الليبي بتهم التورط في جرائم عنف وإرهاب والإضرار بالأمن القومي الداخلي، كما تأوي عددا من قيادات الصف الأول لجماعة الإخوان المسلمين الذين كانت لهم أدوار مشبوهة في قيادة الفوضى بليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

فقد قدمت تركيا الحماية للقيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج، الملاحق من القضاء الليبي وأحد أبرز الشخصيات المطلوب اعتقالها، بعد ثبوت تورطه بعدة هجمات على منشآت عمومية ليبية وارتكابه لجرائم زعزعت استقرار ليبيا.

كما تقيم في تركيا قيادات من مجلس شورى بنغازي المصنّف "تنظيما إرهابيا"، أبرزها طارق بلعم وأحمد المجبري، اللذان منعت السلطات البريطانية، في نوفمبر 2017 دخولهما إلى أراضيها بتهمة التطرف، وقامت بترحيلهما إلى تركيا، التي منحتهما إقامة دائمة.

إلى ذلك، يوجد على الأراضي التركية عدد من قيادات جماعة الإخوان الذين يتمتعون بحماية النظام التركي، من بينهم عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته "محمد مرغم"، الذي سبق أن طالب بضرورة تدخل تركيا عسكريا في ليبيا ضد الجيش الليبي.

هذا الدّعم التركي للجماعات الإرهابية في ليبيا لا يتوّقف عند إيواء القيادات المتورطة في الإرهاب وجرائم في حق الليبيين، وفي قضايا فساد مالي وقضايا جنائيّة، بل توفّر أنقرة كذلك الغطاء الإعلامي الأهم لهذه الجماعات.

وتنتصب في تركيا العشرات من وسائل الإعلام الدّاعمة للجماعات الإرهابيّة، بتمويل قطري وتركي، حيث توفّر هذه المنصات الإعلامية منابر هامة لهذه الجماعات في معركتها ضد قوّات الجيش، وفي إطار مشروعها لتأبيد حالة الفوضى والإنفلات التي تتمعّش منها هذه الجماعات والميليشات وتوفّر لتركيا مناخا خصبًا لتنفيذ أجندتها في المنطقة.

** مقاتلون وأسلحة.. اليد التركية تعبث بأمن ليبيا:

لا يتوقّف الدّعم التركي لهذه الجماعات في توفير الحماية والغطاء الإعلامي بل تتعدّى إلى التورّط المباشر في الدّم الليبي، من خلال توفيرها للأسلحة والقطع الحربيّة لهذه الميليشيات التي تمارس مختلف أنواع الإرهاب والجرائم في البلاد.

فقد كشفت عشرات التقارير الإعلاميّة، المحليّة والدّوليّة، في عديد المرّات عن جرّافات تركيّة تحمل الأسلحة والذخائر للجماعات الإرهابية في ليبيا، نحو بنغازي ودرنة ومصراتة وطرابلس.

فمنذ إنطلاق "عمليّة الكرامة" في مدينة بنغازي في العام 2014، تتالت التقارير الإعلامية عن البواخر التركيّة المحمّلة بالأسلحة المتجهة نحو الجماعات المسلحة في ليبيا.

فقد أعلن الجيش الليبي منذ العام 2014 في عديد المرات عن قصفه لسفن تركية محملة بالسلاح للميليشيات المسلحة التكفيرية. كما اليونان في العام 2015 عن سفينة أسلحة تركية متجهة إلى ليبيا.

ومنذ أشهر قليلة أعلنت الجمارك الليبية في الخمس عن ضبطها لشحنة أسلحة تركيّة في ميناء المدينة.


** العاصمة تحت سيطرة الميليشيات: 

وتشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ الـ4 من شهر أفريل الجاري معارك قوية في عدّة محاور بعد إطلاق عمليّة "تحرير طرابلس" من قبل الجيش الليبي ضد الميشيات التي تسيطر على عاصمة البلاد منذ العام 2011. 

وقد تحدّثت عدّة تقارير إعلامية غربية عن دور الميلشيات في تقويض الأمن في العاصمة وتأثيرها الكبير على الوضع الإقتصادي وسيطرتها الفعلية على السلّطة في عاصمة البلاد وعلى حكومة الوفاق الوطني.

ونشرت صحيفة Die Tageszeitung (يومية ألمانية) تقريرا بعنوان "الميليشيات المسلحة أسياد طرابلس" قالت فيه بأنّ هذه الميليشيات هي القوّة الحقيقية في طرابلس" مضيفة بالقول أنّ "السلطة فقدت منذ فترة طويلة السيطرة على طرابلس. إنها الميليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة".

وقالت تقرير الصحيفة الألمانيّة "وزير الداخلية لديه 23000 رجل تحت قيادته، لكن لا يستطيع أن يعطيهم الأوامر. الأسياد الحقيقيون في المدينة، هو الميليشيات".