توجت زيارة الدولة التي قام بها رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إلى الجزائر في الفترة الممتدة من 5 الى 7 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بإصدار بيان مشترك للدولتين، تناول أهم النقاط التي اتفق عليها الجانبان وكذا مواقف البلدين من القضايا العربية والدولية الراهنة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وكان قد انهى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زيارة الدولة التي قادته الى الجزائر، مساء اليوم الثلاثاء، حيث كان في توديعه الرئيس عبد المجيد تبون، متجها الى الجمهورية التونسية.

 

وفيما يلي نص البيان كاملا:

"تجسيدا للروابط التاريخية والعلاقات المتميزة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والفلسطيني, وبدعوة كريمة من السيد عبد المجيد تبون, رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية, قام فخامة السيد محمود عباس, رئيس دولة فلسطين, بزيارة دولة إلى الجزائر من 05 إلى 07 ديسمبر 2021, على رأس وفد هام.

وقد رحب الرئيس عبد المجيد تبون بداية بأخيه الرئيس محمود عباس وأثنى على هذه الزيارة التي تأتي لتعبر مجددا عن علاقات الأخوة والتضامن والنضال التي طالما ميزت دوما مسيرة الشعبين الشقيقين الجزائري والفلسطيني.

ومن جهته, عبر الرئيس محمود عباس عن سعادته الغامرة بوجوده في الجزائر, البلد الذي احتضن بقوة وثبات القضية الفلسطينية منذ 1963 أي قبل إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية, وقدم لها كافة أشكال الدعم, منوها إلى أن الشعب الجزائري يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الوطنية الأولى.

خلال الزيارة, أجرى الرئيسان محادثات معمقة على انفراد لتتوسع بعدها إلى الوفدين, تناولت مجمل القضايا العربية والدولية التي تهم البلدين الشقيقين وعلى رأسها القضية الفلسطينية, حيث أكد الرئيس تبون على تضامن الجزائر الحازم مع الشعب الفلسطيني ودعمها الكامل لحقوقه المشروعة وعلى رأسها الحق الثابت غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

و أكد أن القضية الفلسطينية مسألة تهم كافة الشعوب العربية والإسلامية والمحبة للسلام والعدل وتخاطب الضمير الإنساني الحي لنصرة الشعب الفلسطيني, كما شجب الممارسات القمعية التي تمارسها إسرائيل ضد أبناء فلسطين.

من جانبه, أثنى الرئيس عباس على المواقف الجزائرية الداعمة للقضية الفلسطينية في المحافل العربية والإفريقية والدولية وبخاصة تصديها لمحاولات إسرائيل الأخيرة اختراق الاتحاد الإفريقي بمساعدة بعض الدول الحليفة لها, كما قدم عرضا لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال.

كما تناول الرئيسان مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية و اتفقا على ضرورتها وإنجازها في أقرب وقت, وفي هذا الصدد, أبدت الجزائر استعدادها لاحتضان مؤتمر جامع لمختلف الفصائل الفلسطينية لتجسيد هذا الهدف النبيل وتوحيد الصف الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية.

وقد ثمن الرئيس محمود عباس عاليا هذه المبادرة التي تشكل استمرارية لمبادرات مماثلة تقدمت بها الجزائر و أفضت إلى قرارات فلسطينية مصيرية على غرار إنشاء دولة فلسطين المستقلة في نوفمبر 1988 بالعاصمة الجزائر.

بخصوص القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر في شهر مارس 2022, أكد الرئيسان على أملهما أن تكون قمة موحدة وجامعة, تهدف للم الشمل العربي ورص الصف حول القضايا المصيرية للأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية, ورفع التحديات التي تواجه الشعوب العربية خاصة في هذه الظروف الحساسة والمحملة بالمخاطر والتهديديات.

في موضوع التعاون بين الشعبين الشقيقين, سجل الرئيسان بارتياح كبير لما وصل إليه, و اتفقا على تكثيفه والرفع من مستواه, في هذا المجال, شكر الرئيس عباس الرئيس تبون على قراره تقديم مساعدة مالية بمبلغ مئة (100) مليون دولار لفلسطين والرفع من عدد المنح المقدمة للطلبة الفلسطينيين لتصل إلى 300 منحة.

كما كلف الرئيسان وزيري الخارجية في البلدين متابعة موضوع إنشاء لجنة مشتركة.

وخلال الزيارة, قام الرئيس تبون بتوشيح الرئيس عباس بوسام "أصدقاء الثورة الجزائرية". ومن جانبه, وشح الرئيس عباس الرئيس تبون ب"القلادة الكبرى لدولة فلسطين", وهي أرفع وسام فلسطيني.

وفي الأخير, جدد الرئيس محمود عباس شكره و امتنانه على ما لقي والوفد المرافق له من حفاوة الاستقبال منوها بالنتائج الجيدة التي توجت زيارته للجزائر الشقيقة".