يواصل مترشحو الأحزاب السياسية والأحرار، لتشريعيات 12 يونيو القادم، جهودهم لاستمالة أصوات المنتخبين للظفر بمقعد في البرلمان الجزائري، ومع دخول الحملة يومها السابع لا تزال أغلب اللوحات المخصصة الانتخابية خالية، في وقت فضل فضل غالبية المرشحين اللجوء الى الحملات الافتراضية، شكلت مصدرا للسخرية و الانتقاد للعديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن منظور أستاذ علم الاجتماع السياسي نور الدين بكيس، فإنه من السابق لأوانه الحديث عن تعليق الملصقات الانتخابية، نظرا للسياق الذي أتي فيه الاستحقاق المقبل، معللا ذلك، الى أن انطلاق الحملة الانتخابية تزامن مع منع مسيرات الحراك، و الذي قد ينتج عنه جو من التشنج، قد يؤدي الى وجود تصور فكرة وجود ردود أفعال عنيفة من بعض المواطنين، مثل تمزيق الصور ونزع اللافتات، و هو ما دفع المترشحين الى التريث في تعليق ملصقاتهم.

 وفي تعليقه على أسباب اللجوء إلى الحملات الافتراضية، اعتبر بكيس "أن تواجد أزيد من 20 مليون جزائري على شبكات التواصل الاجتماعي يعني ان الجمهور المستهدف موجود في العالم الافتراضي، و يمكن مخاطبته بسهولة و دون تكلفة، كما أنه يمكن إيصال الرسالة و دفع الآخرين للانتباه للمترشح  أكثر من الصورة المعلقة في الأحياء التي قليلا ما تجذب الانتباه''.

ويضيف ان إمكانية تكثيف الرسائل و التنويع في الصورة، الأماكن و الفضاءات عبر شبكات التواصل الاجتماعي يُمكن من التأثير بأشكال متعددة، و يسمح بالتفاعل في ظل وجود خاصية التعليق، و الرد على التعليق، و إنشاء مجموعات خاصة و صفحات الأحياء،  فالحركية المتاحة على مواقع التواصل تغني بشكل كبير -حسبه- عن الصور المعلقة.

وفي تفسيره  لخلفيات انتشار  لافتات  ''غريبة'' في شكلها او مضمونها ، قال المتحدث ''ان عملية الانتخاب كان ينظر إليها خلال الانتخابات السابقة، على انها مقتصر على فئات كبيرة في السن،  و مع دخول الشباب بقوة في الاستحقاق المقبل من الطبيعي ان ينعكس هذا النوع من الخطاب على شبكات التواصل الاجتماعي لمحاولة جذب اكبر قدر من الناخبين عبر  صور و شعارات تعكس شخصية المترشح و الجمهور الذي يستهدفه و لا تنسجم بالمقابل مع فئات أخرى.

ورغم كل الخاصيات الافتراضية، يؤكد المتحدث أن الرهان يكون في الظروف العادية على العمل الجواري و الاتصال المباشر  الذي يسمح بتواصل أفضل عن طريق لغة الجسد و التعبير عن المشاعر  وهي خاصيات غير متاحة في التواصل الافتراضي و بالتالي التفاعل المادي أكثر تأثيرا من التواصل الافتراضي.