أجرت جريدة الحركة المغربية، حوارا مع سليمان البيوضي المرشح لرئاسيات ليبيا، استعرض مختلف التحديات التي تواجه ليبيا في ظل استمرار صراع الشرعيات وتصخم السلطة وتنازعها فيما بينها، وخلص المحاور من نهاية الحوار الى أن الليبيون، استفادوا من التجربة المؤلمة، وأن من يراهن على اي خيار ضد إرادة الليبيين ستخسر في النهاية.

نعيد في موقع البوابة نشر الحوار كاملا، تعميما للفائدة.

نص الحوار:

تشهد ليبيا بعد فشل تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، نهاية ديسمبر الماضي، مرحلة اخرى من الخلافات السياسية، يأمل المجتمع الدولي ألا تودي الى اندلاع صراع عسكري داخلي جديد بين الاطراف المتصارعة حول السلطة.

 وبينما يعترف الفاعلون السياسيون وقوى المجتمع والاطراف الدولية المتدخلة، على أن الانتخابات هي المخرج للازمة الليبية والالية الشرعية والمعترف بها لانبثاق سلطة ذات شرعية شعبية، تظل الاطراف المتنازعة حول السلطة على خلاف حول القواعد القانونية والدستورية التي يمكن التوافق حولها لأجراء الاستحقاقات الانتخابية بشكل متوافق حوله وينال رضى كافة المتدخلين.

البرلمان الليبي في الشرق، اعتبر ان حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، والمنبثقة عن الحوار الوطني، انتهت مهامها بانتهاء المدة التي حددها الحوار الوطني لأجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وان لم تجري تلك الاستحقاقات، فتم انتخاب رئيس وزراء جديد فتحي باشاغا، بينما المجلس الاستشاري المتواجد بالغرب الليبي، أن حكومة الدبيبة، لازالت بشرعيتها، ولا يحق للبرلمان تنصيب حكومة جديدة.

 في حوار التالي نناقش مع فعاليات ليبية الوضع ومألاته.

 في الحوار التالي مع الاستاذ سليمان البيوضي أحد المرشحين لرئاسيات 24 ديسمبر الماضي، والذي شكر المملكة المغربية على دورها الحيوي في رعاية الحوارات الليبية، وعبر عن وتطلعه لمساندتها من اجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال.

 *الحركة: هناك تضخم للسلطات في ليبيا واعترفات من عدة جهات دولية بتلك السلطات، لكن كلما زادت سلطة لا تلغي سابقتها مما أزم الوضع اكثر، ماهو تعليقكم؟

**البيوضي  : تبدو الآمور أكثر بساطة من هذه التوصيات، لدينا تدخلات سلبية دولية وكل طرف معزز بها، لكن لا يوجد شرعية وطنية حقيقية لأي طرف، ولذلك ستبقى الأمور على هذا النحو، الليبيون واضحون هذه المرة يريدون الإنتخابات وذهب 2.5 مليون واستلم بطاقاتهم الإنتخابية، وكانوا واضحين بأنه لا تراجع عن هذا الخيار وخرجو للتظاهر وآصدروا البيانات، وكل القوى الدولية التي ستختار المضي ضد إرادة الأمة ستخسر في النهاية، لأن دعم سلطات الأمر الواقع المتخمة بالفساد هو تحدي لإرادة الليبيين وفرض إملاءاتها، وهذه مواقف تبقى في ذاكرة الأمم. 

* الحركة: يراهن المجتمع الدولي على عدم الرجوع لمنطق القوة، لكن الواقع يكشف أن المليشيات المسلحة هي من يحكم ويفرض استمرار هذا الواقع المشتت وغياب الشرعية الشعبية والدستورية' كيف السبيل لحلحلة هذا الواقع؟

**البيوضي: أعتقد أن الأمر ليس بهذا الحجم من التأويل ومنطق القوة تفرضه ديناميكيات التفاعل مع الأحداث، مرت ليبيا منذ اتفاق الصخيرات ومن بعده جنيف بفترة من الاستقرار النسبي، لكن التدخلات السلبية مع منظومة الفساد، اختارو اللجوء للخيارات المؤلمة لإعادة ترتيب الأوراق، ومن الواضح أن الليبيين يستفيدون من التجربة المؤلمة، والآن كل الأبواب موصدة والحل واضح الذهاب لإنتخابات رئاسية وبرلمانية دون تأخير. 

* الحركة: برأيك ما هي مٱلات هذا الوضع وانعكاساته على المنطقة ككل؟

**البيوضي : الحديث عن المنطقة سيجرنا للبحث عن حقيقة المواقف والمصالح التي تحكم حركة الدول تجاه ليبيا، وكل طرف سيقيمها وفقا لمنظوره ولا أحد سيعطي التشخيص العقلاني، في النهاية الأمر برمته سيخضع للأهواء والنزعات الشخصية، لكن المؤكد أن استقرار ليبيا مهم لكل المنطقة ولعبت بعض الدول أدوارها وفقا لحساباتها، وأعتقد أننا بحاجة لأن تتحد جميعها لمساندة إجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية وتحقيق آمال وطلعات أبناء الأمة الليبية. 

* الحركة : ربما سينشغل العالم عن الوضع الليبي المأزوم بسبب الصراع الروسي الاوكراني وبالتالي يزداد   الامر سوءا، ما مدى صحة ذلك؟

**البيوضي: في القضايا الدولية الكبرى تصبح القضايا الصغرى أكثر أهمية، لأنها تتحول لملفات توضع على الطاولة وكل طرف سيحاول حسم الأمر أو الضغط بكل الأوراق التي يمكنه أن يستخدمها، لذا فإن ليبيا اليوم من ضمن الملفات الرئيسية وأدعو الله أن لا تتحول لساحة لتنفيس المعارك الميدانية، وسيكون دور دول الإقليم مهما لتحييدها عن الصراع، ولذا فإن الدفع بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية سيكون أكثر الوسائل سلمية لتحقيق توازنات جديدة. 

* الحركة: كيف نربط بين هذا الوضع وتزايد توسع ما يسمى بحركات " التطرف والعنف" في المنطقة والمحيط؟

البيوضي: الإرهاب لا تخلقه فقط الأزمات السياسية، بل مشاريع البطالة والتهميش والإفتراس والتفقير وانفلات الخطاب الديني واستدعاء الشعارات القيمية وهو ما يخلق بيئة خصبة لنموه، ويبقى الأزمات السياسية أن توفر له بيئة التوسع والتمدد، والحد منه ومواجهته يحتاج لإدارة وطنية ومؤسسات شرعية وتعاون مشترك بين الدول، وخلاف ذلك فإنه سيبقى متاحا للنشوء وسيتحين الفرص للبزوغ وإعلان نفسه. 

*كلمة أخيرة.

**شكرا لكم لهذا الحوار وأوكد على أهمية الشراكة مع المملكة المغربية ودورها الحيوي في رعاية الحوارات الليبية، ونتطلع لإسناده إرادة الليبيين بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال.