انضم أربعة عشر شابًا وشابة من مختلف أنحاء ليبيا إلى خبراء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من قسم مراقبة وقف إطلاق النار يوم الأربعاء في طرابلس لمشاركة أفكارهم وتوصياتهم حول كيفية دعم الشباب لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.
وبينت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنه جرى خلال المناقشات تناول القضايا التي يطرحها استمرار انعدام الأمن على الصعيدين العسكري والسياسي، وتأثير ذلك على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. كما أشاروا إلى أن "الشروع في تنفيذ وقف إطلاق النار عام 2020 أفضى إلى بيئة أكثر استقرارًا، لكن السلام لا يزال هشًا بسبب استمرار الانسداد السياسي".
ودعا أحد المشاركين في الورشة القادة الساسيين إلى "العمل على توحيد المؤسسات للحفاظ على وحدة البلاد وتفادي ترسيخ الانقسامات بسبب انعدام الأمن". واعتبر أن "الانتخابات هي الطريقة الوحيدة لحل الأزمة، لكن لا شك أن وجود المقاتلين الأجانب والمرتزقة يجعل هذا الأمر صعبًا ويسهم في تأجيج النزاعات".
وخلصت المناقشات في مجموعات العمل إلى جملة توصيات منها تسريع عملية توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية وإطلاق حوار وطني شامل دون شروط مسبقة لتطوير خارطة طريق للخروج من الأزمة وسحب جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد ودمج المقاتلين الليبيين في المجتمع من خلال برامج تدريب شاملة وبرامج نفسية اجتماعية.
كما أوصى المشاركون في مجموعات العمل بتطوير وتنفيذ برامج للحد من العنف المجتمعي ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وتعزيز الفرص التعليمية والوظيفية للشباب لتقليل جاذبية الانضمام إلى الجماعات المسلحة وتشجيع الشباب على إعادة الاندماج في المجتمع ورفع الوعي لدى الشباب والمجتمعات، وخاصة الأمهات، بشأن عواقب انضمام الشباب إلى الجماعات المسلحة وتعزيز مراقبة وقف إطلاق النار وفرض عقوبات في حال رصد أي انتهاكات.
كما أوصى المشاركون في مجموعات العمل ببناء قدرة منظمات المجتمع المدني لتمكينهم من التأليف بين المجتمعات المحلية من خلال مبادرات بناء السلام والتربية المدنية وتدريب الشباب ومنظمات المجتمع المدني لدعم اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في تنفيذ وقف إطلاق النار ودعم منظمات المجتمع المدني لتنفيذ حملات مناصرة حول كيفية دعم تنفيذ وقف إطلاق النار والإبلاغ عن الانتهاكات وتطوير منصة رقمية تتيح للناس الإبلاغ عن انتهاكات وقف إطلاق النار والمساعدة في مراقبة تنفيذ الاتفاق والعمل بشكل أوثق مع منصات التواصل الاجتماعي لمكافحة خطاب الكراهية في ليبيا وتعزيز الوعي حول اتفاق وقف إطلاق النار ومنع خطاب الكراهية والعمل بشكل أوثق مع وسائل الإعلام للحد من انتشار المعلومات المضللة وتعزيز معرفتهم بالمواضيع الرئيسية.
ومن بين التوصيات إنشاء مجموعة مناصرة للشباب تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعمل بشكل تعاوني على القضايا الرئيسية وتنظيم مهرجانات ثقافية وأنشطة في المجتمعات المتأثرة لجمع الناس وبناء الثقة بين المجموعات الاجتماعية المختلفة .
وتعد الورشة واحدة من سلسلة ورشات تنظمها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كجزء من برنامج "الشباب يشارك" #YouEngage، الذي يستهدف انخراط 1000 شاب وشابة من جميع أنحاء ليبيا. وسيتم جمع التوصيات المقدمة من الشباب في جميع الورش ونشرها في تقرير في يونيو 2025، يفصل ما يوصي به الشباب لمستقبل ليبيا في مختلف القضايا الرئيسية. وقد تناولت الورش السابقة قضايا عدة من قبيل العدالة الانتقالية، وتعزيز الفضاء المدني، والتغيرات المناخية، وتطوير الفضاءات الرقمية الشاملة.