لازالت الحرب الدائرة حاليا بالعاصمة تحصد الاخضر واليابس الارض والشجر والعمران ،وقد تسببت في مشاكل عائلية واجتماعية كبيرة كانت السبب في الفرقة والتشتت. 

حرب تحرير العاصمة لازالت مستمرة في حصد الأرواح شيبا وشبابا نساء وأطفال أرقام مخيفة وصلت لل1600 روح كانت تنبض تحت سقف البيت آمنة مطمئنة وجاءها قدر الحرب لتحصدها وتسجيلها ضمن عداد الموتى نتيجة حرب طائشة لادخل لنا فيها الا اننا من سكان العاصمة. 

100 الف عائلة نازحة، آلاف البيوت هدمت في الخلة والقصر وعين زارة ووادي الربيع وطريق المطار. هذه الحرب الطاحنة التي يرفع فيها الأخ الكلاشن كوف في وجه أخيه ويعتبره عدوا. خلفت آثارا نفسية واجتماعية وسياسية بين الشرق والغرب بين من كان يحمل بطاقة  هوية ليبي. البوابة أجرت استطلاع لتأخذ آراء الطلبة والأساتذة والدكتورة والمواطن رب الأسرة.

عبدالمهيمن طالب جامعي التقينا به بجانب كلية العلوم الاجتماعية حيث حدثنا الحرب لها آثار نفسية بالطبع هناك نازحين وطلبة محرومين من الدراسة وإجراء الامتحانات بيوت حرمت من الماء والكهرباء والسيولة انا طالب ولنا ادخل للدراسة تنقطع الكهرباء اترك دفاتري وأخرج من البيت. وحسب وجهة نظري ستبقى الآثار النفسية حتى بعد انتهاء الحرب وستظل في نفسية المواطن لوقت طويل.

اما قصي ابوغرارة قال الحرب لها آثار كبيرة انظر للجامعة والحركة فيها اغلب الطلبة متغيبين عن الحضور يجب أن ينصلح حال البلاد والعباد حتى تذهب هذه الآثار.

الدكتور احمد القايدي قال لهذه الحرب آثار من مختلف النواحي هناك قتل واغتصاب  تهجير وسرقات وتهديم للبيوت كل هذا يؤثر على الناس. الحرب لم تكن الحل في كل الأزمنة هذه الحرب أثرت على الرجل والمرأة على حد سواء يجب أن نتفاهم ونتحاور حتى تنتهي كل الآثار النفسية.

الدكتور أحمد قال هناك آثار كثيرة جدا منها القلق على المستقبل والخوف من عدم الأمان هناك أحداث صارت جديدة منها القتل اليومي صوت الرصاص أصبح المواطن يشتكي من قلة الإمكانيات كانت متوفرة له الماء والكهرباء وأعتقد بأن الرجل يتأثر أكثر بهذه الحرب لأنه المسؤول الأول عن البيت لأنه  هو من يأتي باحتياجات البيت وحماية الأسرة من كل سوء.
وأعتقد بأن ليبيا دخلت في حلول عديدة منها العسكري والسياسي والاجتماعي وان هذه الآثار ستبقى إلى حين تأهيل المتأثرين نفسيا اجتماعيا.

الدكتورة حميدة البوسيفي..  من أمام مبنى رئيس الجامعة بجامعة طرابلس حيث قالت  وعرفت بنفسها.. عضو هيئة تدريس جامعة طرابلس بكلية العلوم الاجتماعية. نعم هناك آثار نفسية نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد والتي أثرت بشكل مباشر وبشكل عام وانعكست بشكل مباشر على الطلبة الذين يمتحنون هذه الفترة هذه الانعكاسات جعلت عدم التوافق النفسي والاجتماعي للطالب خلال إجرائه للامتحان كذلك الظروف ومتابعتها من أزمات وهذه الأزمات سواء كانت احتياجاته الأساسية  اليومية بداية من الأسرة واستقرارها الهدوء والطمأنينة وكذلك الشخص عندما يكون لديه خوف وقلق وارق هل تتوقعه أن يدخل الامتحان براحة لا. كذلك انقطاع الكهرباء لساعات طويلة. الآثار النفسية تؤثر على المرأة أكثر من الرجل لأن الرجل دائما خارج البيت أما  مشغول في العمل أو مع أصدقائه فالمرأة دائما ملاصقة للأولاد داخل البيت. لايمكن أن تذهب الآثار النفسية سريعا في الفترة الماضية أشرفت على رسالة في الماجستير للطالبة أسماء بن زينة  تحت عنوان. الانعكاسات  الاجتماعية الناجمة عن النزعات المسلحة على الأطفال.. ومن النتائج التي وصلت إليها هذه الدراسة انه يمكن أن تظل الآثار لفترة طويلة وتظهر آثارها بعد خمسة سنوات.

بمنظمة السياسات والاستراتيجيات نشرت الأستاذة سمر كمال أبو السعود تقرير حول الآثار النفسية للحرب في ليبيا والذي جاء فيه... يتناول هذا التقرير لمحة عن وضع الرعاية النفسية في المجتمع الليبي وقراءة للإحصاء السنوي, لسنة 2016 للحالات المترددة على عينة من المستشفيات والعيادات الحكومية التي تقدم خدمات ورعاية نفسية مجانية, في كل من المدن التالية: بنغازي   مصراتة طرابلس ,. ومقارنة للإحصائيات السنوية من سنة 2009 حتى النصف الأول من سنة 2016 لعدد الحالات المترددة على العيادة الخارجية في مستشفى الرازي / طرابلس . 

وتوضح هذه الإحصائيات أنها غير دقيقة ولا تعكس الصورة الواقعية لوضع الصحة النفسية في ليبيا. من خلال القراءات والملاحظة وتجميع لمجموعة من الدراسات والتقارير السابقة حول وضع الرعاية النفسية في ليبيا بعد الحرب استنتجنا التالي: أن حجم الضرر الذي خلفته الحرب لم تتمكن أي منظمة من تقديره بشكل دقيق, وهذا نظرا لانعدام توافرالبيانات والإحصائيات والدراسات المحلية والعالمية السابقة حول هذا الشأن. كما أن النزاعات القائمة في مناطق مختلفة في أرجاء البلاد تعتبر عائقا كبيرا للحالات المرضية التي تسعى لزيارة المراكز النفسية وتلقي العلاج وهذا يقلل من إمكانية وصولهم للمراكز الصحية وتلقيهم العلاج, وهي عائق يمنع المنظمات الأجنبية أن تتواجد على الأراضي الليبية التي كانت تساعد في توفير الأدوية النفسية وتساهم في تدريب وتنمية المعالجين والعاملين في هذه المراكز. كما أن هذه الصراعات والمعارك تمنع الباحثين من إقامة دراسات وبحوث دقيقة تتناول هذا الشأن نظرا للصراع السياسي القائم بين هذه المدن وعدم توافر البيانات التي تدعم هذه الدراسات والبحوث. إضافة إلى القصور الواضح والعجز التام من وزارة الصحة في توفير الأدوية النفسية المتعارف على أنها باهضة الثمن للمواطن البسيط. 

كما أن عدم تواجد عدد كافٍ  من المراكز الصحية النفسية التي يتوافر بها الطبيب والمعالج النفسي في الأحياء السكنية  في مختلف مناطق المدن الليبية ساهم في سوء الحالة الصحية للمرضى الذين يفتقرون للوعيّ بأبسط شروط الصحة النفسية وينتهي بهم الأمر هم وعائلاتهم بالتكتم عن حالتهم حتى يتمكن منهم المرض وتصبح حالة شديدة يصعب علاجها حتى تنقل| عند الضرورة بالإسعاف.

أما موقع نون بوست فقد نشر تقريرا مفصلا حول الآثار النفسية التي تخلفها الحروب على الأطفال في العالم وليبيا من بينهم وجاء فيه.. في خضم الحروب والاقتتالات الدموية عادة ما يُجبر الأطفال على عيش تجارب قد تعد الأسوأ على جميع المعايير، حيث تشير الإحصائيات إلى أن هناك ملايين الأطفال الذين تعرضوا لمواقف تفوق في قسوتها أسوء الكوابيس التي يمكن للبالغين تخيلها، ففي سراييفو مثلاً، هناك طفل واحد من كل أربعة أطفال على الأقل عانى من إصابات نتيجة الصراع الذي كان قائمًا هناك، فبعد المسح الذي أجرته اليونيسيف على الأطفال الذين شهدوا المعارك التي كانت دائرة في سراييفو في صيف عام 1993 والذي تضمن 1.505 طفل، تبين أن هناك 97% منهم كان قد شاهد مناطق تقصف بالقرب منه، وأن 29% شعر بحزن لا يطاق، و20% منهم كانوا يعانون من أحلام مرعبة أثناء الليل، وحوالي 55% منهم تعرضوا لإطلاق نار من قِبل قناص، و66% كانوا في وضع اُعتقد معه بأنهم قد ماتوا.

ويبين مسح آخر جرى عام 1996 في أنغولا، أن 66% من الأطفال كانوا قد شهدوا حوادث قتل متعمد، وأن 91%منهم رأوا جثث لموتى، و67% رأوا أشخاصًا يتعرضون للتعذيب والضرب أو الأذى، وبالمجمل فقد واجه ما يقارب ثلثي الأطفال حوادث تحدوا معها الموت.

كما أن الأحداث التي تعيشها بلدان العالم العربي والتي تعرضت لمآسي وأهوال الحرب، مثل ليبيا والعراق وسوريا، والتي لم تتبين آثارها النهائية بعد، قد ألقت بظلالها على شبان وأطفال ونساء هذه الدول بشكل خاص، وعلى الرغم من أنه لا توجد إحصائية رسمية حتى الآن تبين الآثار النفسية التي عانى ويعاني منها الأطفال، إلا أن الاحصائيات غير الرسمية تشير إلى أن الآثار النفسية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال هي آثار بالغة، وتتراوح ما بين مراحل الصدمة والإنكار وآثار ما بعد الصدمة، كما أن المشاهد التي تُعرض يوميًا على الشاشات الإخبارية والتي تظهر توريط واستخدام الأطفال كأدوات في النزاع المسلّح، وبث الأفكار الرجعية والتخلفية والأصولية في أذهانهم، ستلقي بظلالها على مستقبل الأمم العربية والغربية في المستقبل القريب.

إن هذا النوع من الأحداث الدموية يمكن أن يترك آثارًا كارثية، ينتج عنها مجموعة من الأعراض النفسية لدى الأشخاص الذين عاشوها وذاقوا طعم مرارتها، حيث تعرف هذه الاضطرابات في مجال علم النفس باسم اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD-Post Trauma Stress Disorder) .
يكون تأثير اضطرابات ما بعد الصدمة أكبر بشكل خاص لدى الأطفال، حيث يشير الدكتور ألبرت نامبتجي، وهو عالم في الطب النفسي السريري في المركز الوطني لمعالجة الصدمات، أنه بعد الإبادات الجماعية يعاني الأطفال من العديد من الأعراض التي تتجلى بالكوابيس، وبالصعوبة في التركيز والاكتئاب والشعور باليأس بشأن المستقبل، كما أظهر تقرير لجنة الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان، أن الأطفال الذين يكونون ضمن دوامة الأحداث الدموية تبقى ذكريات الأحداث معهم، وتسبب لهم كوابيسًا شديدة، وتتداخل مع مجريات حياتهم اليومية وكأنها تحدث الآن، كما أنها تسبب لهم الخوف وانعدام الأمن والمرارة.

من المعروف طبيًا أن التجارب المروّعة تسبب قلقًا شديدًا وغامرًا، لدرجة أن الأطفال الذين يتعرضون لها قد يحاولون قمع ذكرياتهم السيئة عنها بدلاً من مواجهتها، ولكن العديد من الباحثين يعتقدون أن قمع ذكريات الصدمة، يسبب معاناة أكبر للأشخاص الذين يتعرضون للصدمة، وذلك على المدى القصير أو الطويل.

إن الزمن لا يشفي من الصدمات، لذلك يجب مساعدة الأطفال على التعبير عن معاناتهم ومواجهة الذكريات السيئة، وذلك بتوفير الدعم والتوجيه اللازم لهم، وهذا الدعم يُفترض أن يتم من خلال الأشخاص المختصين لتقديم العلاج للأطفال بهدف متابعة حياتهم بشكل طبيعي، ولكن في استحالة عرض الطفل على الأطباء أو المؤسسات.