بينما تغلي الساحة السياسية في اسبانيا، بالرغم من الإجراءات الأمنية التي إتخذتها حكومة بيدرو سانشيز و في خضم أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد ،تواصلت موجة توافد مهاجرين  نحو مدينة سبتة المحتلة  وغالبيتهم من الشبان مغاربة،  وتم تقدير عدد العابرين للمعبر الفاصل بين  مدينة الفنيدق  ومدينة سبتة ،بنحو ثمانية آلاف مهاجر ، وذلك رغم  نشر اسبانيا العشرات من جنود مكافحة الشغب الإسبان على طول شواطئ سبتة ، بينما تجري سفينة لخفر السواحل دوريات مراقبة لحمل المرشحين للهجرة سباحة على التراجع.
وكانت الحكومة الاسبانية قد نشرت الأمس ، خمسين عنصرا إضافيا لتعزيز 200عنصر من قوات الأمن الإسبانية تم إرسالهم من قبل، بينما تم وضع 150 آخرون في حالة تأهب استعدادا للتدخل.
ووعد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال زيارته امس للمدينة “بإعادة النظام” ، واصفا الوضع “بأزمة خطيرة بالنسبة لإسبانيا ولأوربا أيضا”.
واعلن رئيس وزراء اسبانيا خلال جلسة برلمانية اليوم ،بإعادة ما يقارب 5000مهاجر الى المغرب ،واعترض جنود إسبان فجر الأربعاء، مجموعة صغيرة من المهاجرين بمجرد وصولهم سباحة إلى شاطئ سبتة، ورافقوهم نحو فريق طبي قبل أن يعادوا بالقوة إلى المعبر الحدودي مع المغرب ،كما أطلقت القوات الإسبانية غازات مسيلة للدموع لحمل المرشحين للهجرة على التراجع.
داخليا تستمر الانتقادات لحكومة رئيس الوزراء الاشتراكي بيدور سانشيز ، اذ حملته  صحيفة “أ بي ثي” الإسبانية، المسؤولية في انهيار علاقات المغرب واسبانيا،  بسبب ما تعتبره الصحيفة  “أخطاء لا تغتفر” في حق المغرب “الحليف الاستراتيجي”.
وقالت اليومية الإسبانية في افتتاحيتها أن “إسبانيا ارتكبت خطأ فادحا من خلال المخاطرة بعلاقاتها مع المغرب”، عندما سمحت رئاسة الحكومة لنائب الرئيس السابق للحكومة بابلو إغليسياس بالتحدث عن سيادة الصحراء، والتملص بالتالي من دعم الولايات المتحدة للمغرب.
ولاحظت اليومية أن هذا الموقف “كشف عن أوجه الضعف في دبلوماسيتنا والسطحية التي يتعامل بها رئيس الحكومة بيدرو سانشيز مع السياسة الخارجية للبلاد”، مؤكدة أن استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو “حتى دون إبلاغ المغرب كان خطأ جسيما آخر”.
وسجلت أنه “في الدبلوماسية، تعتبر المواقف الرسمية حاسمة مثلها مثل المصالح الخفية. ومع ذلك، لم يحسب  سانشيز ثمن ازدراء المغرب بهذه الطريقة، والذي يجب دائما اعتباره حليفا استراتيجيا، مهما كانت خطورة التوترات”، معتبرة أنه “من العبث أن تغض الحكومة الطرف دون التوصل إلى نتائج موضوعية ودون الانكباب على الأسباب الحقيقية” التي أدت إلى هذا الوضع مع المغرب.
وخلص كاتب الافتتاحية إلى أن “السيد سانشيز يتحمل مسؤولية عجزه المتكرر عن إدارة العلاقات مع الرباط”.
كما شهدت جلسة مجلس النواب الإسباني، صباح الأربعاء، تراشقا لفظيا عنيفا بين رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ، ورئيس الحزب الشعبي المعارض بابلو كاسادو، حيث اعتبر  زعيم الحزب الشعبي، أن حكومة سانشيز  فشلت في تدبير الأزمة بسبب حالة الفوضى التي تسود بين مكوناتها، مؤكدا أنها ارتكبت أخطاء دبلوماسية فادحة ، وفقدت مكانتها في الساحة السياسية الدولية ، "ولهذا السبب لا يرد الرئيس الأمريكي بايدن على مكالمات رئيس الحكومة"، يقول زعيم الحزب الشعبي.
فيما اتهم سانشيز، كاسادو بممارسة النفاق وانعدام الولاء للدولة، كاشفا أنه تلقى منه اتصالا هاتفيا يوم أمس الثلاثاء، أعرب فيه عن تضامنه مع الحكومة في هذه الفترة الحرجة، واليوم يستخدم ملف أزمة سبتة لمحاولة الإطاحة بالحكومة.
وتابع سانشيز أن المعارضة تستخدم الأزمة مع المغرب، لتحقيق مكاسب سياسية، معتبرا أنهم لن ينجحوا في تحقيق مسعاهم.
  اما زعيم انفصالي كاتلونيا كارليس بودجيمون، الحاصل على اللجوء السياسي ببلجيكا، ،فقد نشر تغريدتين على حسابه في تويتر، حذر من خلالهما الاتحاد الأوروبي من مغبة التمادي في دفاعه عن القومية الإسبانية، معتبرا أن سبتة ومليلية هما في الأصل مدينتان إفريقيتان ولا تنتميان إلى القارة الأوروبية، وأن ما يجمعهما بالاتحاد الأوروبي حاليا هو إرث استعماري، سمح للأوروبيين بالحصول على أراضي خارج قارتهم.
وقال بودجيمون ، أن للمغرب كل الحق في الدفاع عن سيادته، وأنه من الضروري عودة الرباط ومدريد إلى طاولة الحوار لمعالجة التدهور الكبير في العلاقات بين البلدين.