يعتبر فيلم عمر المختار أسد الصحراء من أبرز أفلام السيرة الذاتية عربيا وعالميا وتدور أحداثه حول البطل الليبي عمر المختار الذي يقف ضد الاستعمار الإيطالي ويقود الثورة الليبية فيضطر موسولينى إلى إرسال الضابط رودولفو غراتسياني من أجل التصدي للثورة هناك، ليحاول القضاء على زعيمها عمر المختار.

1) بعد نجاح فيلم «الرسالة» طلب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من المخرج العالمي مصطفى العقاد إنجاز فيلم عن أحد رموز الجهاد الليبي، وقد تم الاختيار في البدء على شخصية رمضان السويلحي، ثم ألغيت الفكرة بسبب بعض المواقف التاريخية التي كان القذافي يرفض الخوض فيها، فتم الاتجاه لشخصية عمر المختار.

2)  حمل الفيلم اسم «أسد الصحراء» (بالإنجليزية: Lion of the Desert) وسميت النسخة العربية منه باسم "عمر المختار"، أنتج في عام 1981 م من بطولة أنتوني كوين والذي قام بأداء دور عمر المختار في محاربة جيش موسوليني قبيل الحرب العالمية الثانية.

3) بلغت ميزانية الفيلم حوالي 35 مليون دولار أمريكي.

4) بدأ تصوير الفيلم في 4 مارس 1979 م في منطقة صحراوية تبعد 64 كم عن مدينة بنغازي في ليبيا، وأيضا في منطقة الواحات بالقرب من مدينة أوجلة وفي الجبل الأخضر شرقي ليبيا علما بأن معظم مواقع التصوير كانت هي مواقع الأحداث الحقيقية، وانتهى في 2 أكتوبر من نفس العام.

5) تم أول عرض عالمي للفيلم يوم 4 أبريل 1981 م في دولة الكويت، كما عرض في نفس الشهر في الولايات المتحدة الأمريكية وأجزاء أخرى من العالم.

6) اشترك في الفيلم ما يقارب 250 ممثلاً، من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليونان ويوغسلافيا واسبانيا ومالطا ومصر ولبنان وتونس والسودان وليبيا وسيرلنكا، بالإضافة إلى أكثر من 5000 من الممثلين المساعدين.

7) تدخل القذافي في بعض أجزاء من سيناريو الفيلم حيث رفض الإشارة الى الخيانة التي تعرض لها المختار من قبل بعض المقربين منه والتي كانت وراء الكمين الذي وقع فيه، وقال إن ذلك سيسيء إلى ليبيين، ولب من المخرج الاكتفاء بإظهار غراب يحلق أثناء القبض على المختار مما يشير الى الخيانة ولكن دون الإفصاح عمن يقف وراءها

8) ما لا يعرفه الكثيرون أن مقولة «نحن لا نستسلم نموت أو ننتصر» لم يقلها عمر المختار في الحقيقة وإنما أضافها القذافي الى النص، وهي غير مذكورة في أي نص أصلي يروي سيرة شيخ الشهداء، كما أضاف مشهد الطفل الذي يلتقط نظارات عمر المختار في المشهد الأخير في رمزية تدل على أن الجهاد الليبي سيستمر في الأجيال القادمة.

9) أغنية «يا أمة العرب» التي وردت في الفيلم من كلمات الشاعر: عبد الرحمن الأبنودي. وألحان محمد الموجي وغناء نجاح سلام.

10) قام بدور مساعد مخرج الفيلم الممثل الليبي علي أحمد سالم المعروف بأدائه دور بلال بن رباح في فيلم «الرسالة» 

11) من بين نقاط ضعف الفيلم التي علّق عليها نقاد غربيون، أن الذي وضع حبل المشنقة في رقبة عمر المختار لم يكن من بين الفاشيست الإيطاليين كما ظهر بالفيلم، بل كان واحدا من أهالي البلاد يدعى محمود كان يعرف بلقب اللونقو "الطويل"، وهو زنجي سكير مات توفي بضاحية البركة في مدينة بنغازي، كما يروي أحد شهود العيان الذين عاصروه وعرفوه. 

وعن هذه النقطة قال العقاد: لا يعنيني من وضع حبل المشنقة حول رقبة الشهيد، فهو واحد؛ فسواء كان الجلاد الحقير هو محمود السوداني السكير أو غيره من المتعاونين مع الفاشيست الإيطاليين، فالتاريخ لن يرحم أولئك الذين كانوا يتقربون من رودلفو جراتسياني سفاح ليبيا؛ فالذي يهمنا هنا أنه ساعد على توضيح بعض الجوانب الخفية في تاريخ ليبيا

12) من الأخطاء الأخرى التي وقع فيها المخرج أنه استخدم نوعا من السيارات الحربية أثناء محاصرة عمر المختار لاعتقاله لم تكن القوات الإيطالية في أفريقيا قد استخدمتها في ذلك الوقت

وقد رد العقاد على ذلك بالقول إنه استعان بخبراء في ذلك وإنهم قطعا لم يكونوا يستطيعون توفير العربات التي استخدمها الإيطاليون بالفعل، وإن الضرورة اقتضت ذلك، وهذا لا يعد خطأ وإنما أمر فرضته الضرورة.

13) منعت الحكومة الإيطالية هذا الفيلم من العرض في إيطاليا نظرا لاعتباره يشوه صورة الجيش الإيطالي والحكومة، حتى عام 2009، عندما عرض التلفاز الإيطالي الفيلم يوم الخميس 11 يونيو 2009 على قناة "سكاي سينما" الإيطالية، بعد أن تمت دبلجته إلى اللغة الإيطالية.

يذكر أن بث الفيلم جاء بعد يوم واحد من الزيارة التي قام بها معمر القذافي إلى إيطاليا، وهي الزيارة الأولى له إلى المستعمر السابق لليبيا، حيث حظيت بترحيب كبير من المسؤولين الإيطاليين ووصفت بأنها تاريخية.