إضافة الى قناة « الجزيرة » التي أنطلق بثها من الدوحة في العام 1996 ، أطلقت قطر عددا من القنوات التليفزيونية الفضائية ذات المرجعية الإخوانية ، والتي تبث من عدد من عواصم ومدن مختلفة ، معتمدة الخطاب التحريضي ضد الدولة والحكومات والشعوب وكل من يختلف مع اجندات الاسلام السياسي في المنطقة العربية ، والترويج لخطاب الحقد والكراهية وتمزيق المجتمعات لدوافع وغايات حزبية وأيديولوجية مرتبطة عضويا بالتطرف والإرهاب 

فمنذ أكثر من 10 أعوام ، وتزامنا مع تدشين مشروع « التغيير » في العالم العربي ، والذي تبنته الدوحة بعد أن تم التخطيط له في دهاليز أجهزة المخابرات ومراكز الدراسات الأجنبية تحت إشراف مباشر من الإدارة الإمريكية السابقة ، ظهرت مجموعة من القنوات الفضائية الموجهة بخطاب إخواني صرف ، الهدف من وراءه تقديم الجماعة الإرهابية كبديل للأنظمة السياسية المستهدفة ،ثم إرتفع عدد تلك القنوات بشكل ملحوظ بعد عاصفة ما سمي ب« الربيع العربي » ، حيث ظهرت فضايات إخوانية تبث من تركيا وقطر وليبيا ومصر وتونس وانجلترا  ولبنان وغيرها 

وبعد الإطاحة حكم المرشد في مصر على إثر ثورة 30 يونيو 2013 ، إتسعت دائرة فضائيات الإرهاب القطري التي تبنت العداء المباشر للدولة المصرية ومؤسساتها السيادية ، وإختار أغلبها إسطمبول منطلقا للبث بتمويل مباشر من الدوحة ، وذلك في إطار التحالف العقائدي التركي القطري الإخواني 

وفي المساحة التالية ، وقفة عند أهم القنوات الإخوانية الممولة قطريا والتي لا تزال تنفث سمومها الى اليوم 

الحوار 

يديرها القيادي  بالتنظيم الدولي للإخوان عزام التميمي، وهو بريطاني من أصول فلسطينية ، وبدأت بثها من لندن في عام 2006، أى بعد عام واحد من انتخابات برلمان 2005 فى مصر، الذى حصد فيه الإخوان 88 مقعداً، ما دفع التنظيم، حسب عمرو عمارة، أحد شباب الإخوان المنشقين، إلى تدشين هذه القناة لتواكب الوضع السياسى الجديد للإخوان، ومساندة التنظيم إعلامياً، كما تزامن اطلاقها بداية حراك الدوحة ضمن ما أصطلح على تسميته بمشروع التغيير في المنطقة ، وفي ابريل 2008 حصل  أول صدام بين «الحوار» والسلطات المصرية  حيث أوقفت إدارة «نايل سات» بث القناة  رداً على الهجوم المستمر من جانب القناة على النظام المصرى. 

تبنت القناة خطابا تحريضيا ضد  أغلب الأنظمة العربية ، وأظهرت عداء خاصا لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر ، وكان لها دور بارز في بث الأكاذيب من أجل توسيع ظاهرة الاحتجاجات في الوطن العربي التي انطلقت من تونس في ديسمبر 2010 ، وفي تسجيلات مسربة ، تحدث عنها أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأنها مفتوحة لأي صوت معارض للنظام السعودي 

وتشير تقارير اعلامية الى إن حجم الأموال المهدورة داخل ادارة القناة  غير طبيعى، و أن المخصصات المالية لهذه القناة تسهم فيه قطر ورجال أعمال فلسطينيون، ويذهب أغلبها الى مقربين من التميمي 

وفي مارس الماضي قضت  محكمة جنح القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار هيثم الصغير، وأمانة سر ناصر عبد الرازق بحبس مذيع قناة الحوار الإخوانى أسامة جاويش 5 سنوات مع الشغل بتهمة نشر واذاعة أخبار كاذبة تضر بمصلحة الوطن.

وكانت النيابة العامة، أحالت المذيع الأخوانى أسامة جاويش للمحاكمة الجنائية بتهمة التحريض ضد مؤسسات الدولة، وإلحاق الضرر، بمصلحة البلاد عن طريق بث برنامجه عبر قناة الحوار الإخوانية التى تبث من تركيا، مما تسبب فى تكدير السلم والأمن العام، وحصوله على تمويل خارجى.

المغاربية 

تأسست قناة المغاربية في نوفمبر 2011 بالعاصمة البريطانية لندن ،وبدأت في بث برامجها يوم 16 ديسمبر 2011 ، حيث أعلنت أنذاك  انها قناة موجهة بنسبة 50 إلى 60 في المئة من شبكتها الرمجية للمشاهد الجزائري ، مع إهتمام خاص بمخاطبة بقية الدول المغاربية والعربية بوجهة نظر إخوانية صرفة 

ومؤسس القناة هو سليم مدني، ابن رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، عباسي مدني، والذي يعيش في الدوحة  رفقة والده وتم تمكينه من الجنسية القطرية كما كلف برئاسة  مجلس إدارة شركة ''قطر إينرجيكو سولار '' وشركة ''قطر للطاقة الشمسية'' التي تأسست في 1998 بالإضافة إلى امتلاكه عددا من الأسهم في شركات مختلفة ومتخصصة في المعلوماتية·

وكان سليم مدني المتورط رسميا في تفجير مطار هواري بومدين بالجزائر  في العام 1992 و الذي خلف مقتل 9 أشخاص وإصابة 128 آخرين ،  قد غادر بلاده الأصلية  سنة 1992 إلى ألمانيا، لينتقل بعد ذلك إلى قطر ويطلب الجنسية القطرية التي منحت له في 2002 ، وفي العام 2009 إعتقله الأمن الهندي عندما كان قادما من ماليزيا بعد العثور على إسمه ضمن قائمة المطلوبين للشرطة الدولية وفق مذكرة جاب جزائرية ، لكن السلطات القطرية قامت بمساع لدى سلطات نيودلهي أنتهت بالإفراج عنه 

وكانت محكمة جزائرية قضت بإعدام المتهمِين الرئيسيين في قضية تفجير مطار هواري بومدين المتهم فيها سليم مدني إلى جانب حسين عبد الرحيم ورشيد حشايشي وسوسان سعيد ورابحي محمد، ونفذ حكم الإعدام فيهم عام 1993

واليوم ، يجعل  مدني من « المغاربية » منصة اعلامية للترويج للأجندات الإخوانية والقطرية والتحريض على العنف والفوضى وكذلك لتلميع صورة نظام الدوحة وخاصة في نظر المشاهد بدول المغرب العربي 

مكملين 

انطلقت فضائية مكملين في 6 يونيو عام 2014 من تركيا بتمويل قطري وتحت إدارة الاعلامي المصري محمد ناصر ، حاملة شعار "رابعة" وتبث القناة برامج تحريضية ضد الجيش والشرطة وتصف ما حدث في مصر في 30 يونيو بالانقلاب، وهناك دعوى قضائية منظورة أمام القضاء تطالب بوقف بث القناة، أقامها الدكتور سمير صبري المحامي، الذي أكد  أن القناة تبث بذاءات في حق قضاء مصر والشرطة المصرية والقوات المسلحة والصحافيين والإعلاميين، كما تبث أخباراً كاذبة ومضللة ضد مصر، الغرض منها تأجيج التظاهرات وتحريض الطلاب للتظاهر والقيام بأعمال العنف لإعاقة العملية التعليمية كذلك للتحريض على تهديد أمن واستقرار الوطن مقدماً 10 مستندات مؤيدة لدعواه.

وتعتمد القناة على مشاهد مصورة تتم فبركتها في قطر وتركيا للإساءة الى الدولة المصرية ، كما تقوم بالتحريض المباشر على كل القوى الداخلية والخارجية الداعمة لثورة الثلاثين من يونيو 2013 ، وبالدفع المستميت عن أجندات الإرهاب القطري الاخواني 

وفي 6 مايو الماضي ، اعلنت وزارة الداخلية المصرية  إحباط عملية تهريب أجهزة بث مباشر لصالح قناة “مكملين” الإخوانية، وقالت  إنه تم التعامل الفوري مع العناصر التى حاولت دخول البلاد عن طريق الموانئ الجوية وتم القبض على المدعو يحيى نبيل محمد زناتي وبحوزته أجهزة تمرير مكالمات دولية .

رابعة 

انطلق بث قناة "رابعة" الإرهابية من تركيا  وبتمويل قطري في ديسمبر 2013 بعد الإطاحة بحكم المرشد في مصر، وحملت إسمها  بعد فضّ اعتصام الإخوان في ميدان "رابعة العدوية" وقيام الرئيس التركي أردوغان بإطلاق إشارة 

 "رابعة".

وكانت القناة  حاولت ان تفتتح مكتبها في بيروت، لكن تم رفض طلبها من جانب السلطات المصريين. 

وفور انطلاقها، لاحقتها السلطات القضائية المصرية حيث قضت محكمة القضاء الإداري "دائرة الاستثمار"، برئاسة المستشار حسونة توفيق نائب رئيس مجلس الدولة، بوقف بث القناة، وقالت المحكمة إن القناة تحرض على القتل والعنف وإزهاق الأرواح، وقد خانت الأمانة الإعلامية وابتعدت عن الحياد وأخذت على عاتقها بث أكاذيب بعد ثورة الشعب على حكم الإخوان.

الشرق

تساهم دولة قطر في تمويل قناة  "الشرق" التي انطلقت في أبريل 2014، من تركيا ، ويديرها حاليا أيمن نور ، القريب من جماعة الإخوان الإرهابية ، وكذلك من المخابرات الأمريكية ، بعد أن كان وراء تأسيسها القيادي اإخواني باسم خفاجي 

تبث القناة عدة برامج تحريضية ضد الجيش والشرطة المصرية والتحق بها عدد من الإعلاميين والضيوف المصريين المعارضين للنظام، والمدرجة أسماؤهم بقوائم ترقب الوصول لسابق اتهامهم بالتحريض على القتل، كما وسعت القناة مجال إهتماماتها لكامل المنطقة العربية تحت شعار مواصلة ثورات الربيع العربي المدعومة من قبل حكام الدوحة 

وفي العام الماضي  كشفت مصادر أمنية عن سيطرة المخابرات التركية على أيمن نور رئيس مجلس إدارة قناة الشرق، ووضعها شروطا لاستمرار بقائه على الأراضى التركية وتمويل القناة ،وقالت  المصادر إن أبرز الشروط التى وضعتها المخابرات التركية من أجل الإبقاء عليه وعدم طرده هى إخطارها بأى لقاءات يعقدها نور مع  أي من العناصر  الأجنبية وخاصة العناصر المخابراتية  الأمريكية، فى إطار التصعيد التركى ضد الإدارة الأمريكية بعد هجومها على سجل حقوق الإنسان فى أنقرة، وانتقادها تورط أردوغان وشخصيات مقربة منه بحزب العدالة والتنمية فى عمليات فساد واسعة وممنهجة، بالإضافة إلى إعداد التقارير اللازمة والتى تضم كافة التفاصيل التى تتم مناقشتها خلال تلك اللقاءات 

اليرموك

تعد قناة "اليرموك" الناطقة باسم حركة الإخوان المسلمين الأردنيين  من أوائل القنوات التي كانت تحوض على الفتنة في البلاد العربية والتحريض على الحكومات ، كما عرفت بالترويج لشعارات تنظيم داعش الإرهابي ،  وتعرضت  القناة لهجمة تشويشية على تردداتها من خلال هجوم إلكتروني شنها الجيش المصري الإلكتروني، بعد أن قامت في العام 2013 بنقل جميع فعاليات اعتصام الإخوان ومناصريهم في ميدان "رابعة"، كما أبدت تعاطفا كبيرا مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي 

وفي يونيو 2026  قال أمجد القاضي رئيس هيئة الإعلام الأردنية إن "الهيئة أصدرت قرارات بإغلاق ست قنوات فضائية تبث من المملكة ، من بينها قناة اليرموك التابعة لجماعة الإخوان المسلمين".

وأضاف القاضي إن "الهيئة أغلقت تلك القنوات، كونها غير مرخصة"، مشيرا إلى أن "قانون هيئة الإعلام، الذي أقره البرلمان قبل أشهر، ينص على إغلاق المحطات الفضائية غير المرخصة، ومصادرة أجهزتها".

وأشار أمجد القاضي إلى أنه مع إقرار البرلمان للقانون قامت عدة محطات فضائية بتصويب أوضاعها، إلا أن عددا منها لم يفعل ومنها قناة اليرموك الفضائية، ما استوجب إغلاقها بالشمع الأحمر 

التناصح

قناة فضائية تمولها قطر وتبث من تركيا ويديرها سهيل الغرياني ابن الإرهابي الصادق الغرياني مفتي ليبيا المعزول ، وقد تخصصت في التحريض على الجيش الوطني ومؤسسات الشرعية الليبية ، وبث فتاوى مباشرة لمفتي الإرهاب يدعو من خلالها الى سفك دماء الليبيين 

ورد إسما القناة  ومديرها ضمن لائحة الشخصيات والكيانات الإرهابية الصادرة عن مجلس النواب الليبي ، بينما أشار المركز الليبي لحرية الصحافة في تقريره الثاني الصادر في 15 يونيو 2017،حول "رصد خطاب الكراهية في القنوات التلفزيونية" الى أن  قناة التناصح تصدرت الأكثر إخلالات في تغطية النزاعات المسلحة والإرهاب، بالإضافة لخطاب الكراهية والتحريض بنسبة بلغت 41 % ، 

ويحمل مسؤولون ليبيون القناة مسؤولية سفك دماء الليبيين في مناسبات عدة حيث حرضت على قتل المخالفين وإعتبرت ممتلكاتهم غنائم لميلشيات الاسلام السياسية المرتبطة بقطر ، كجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة اررهابيتين 

النبأ 

 قناة إخبارية في ليبيا مملوكة لرجل قطر الأول في ليبيا الإرهابي عبد الحكيم بلحاج القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة وهي محسوبة على تيار الإخوان المسلمين في ليبيا. انطلق البث الرسمي لها  في اغسطس 2013 وظلت ضمن القنوات القليلة التي تعمل في العاصمة طرابلس بعد طرد مليشيات فجر ليبيا كافة القنوات الخاصة وإغلاقها، وخاصة منها الموالية لشرعية البرلمان المنتخب والمساندة للجيش الوطني 

تخصصت قناة « النبأ » في التحريض على العنف وتمليع صورة الجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وجبهة النصرة  وبتبنيها الكامل للإجندات القطرية والتركية داخل ليبيا وخارجها ،وفي 30 مارس 2016 تم اغلاق القناة إثر مداهمة مقرها  من قبل مسلحين في العاصمة طرابلس، حيث توقف بث القناة تماما بعدما ظهر على شاشتها خبر كتب فيه "عاجل: أبناء مدينة طرابلس وثوارها يوقفون قناة النبأ، قناة الفتنة والتحريض وكل من يشارك في القناة بعد فتحها سيتعرض للسؤال من ثوار المدينة".

وفي مارس 2017 توقفت قناة “النبأ” عن البث مرة أخرى  بعد تعرضها لهجوم بقذائف الأر .بي . جي, بمنطقة “زناتة” بالعاصمة طرابلس ،وأظهرت صور منتشرة لمقر القناة أشتعال النيران في المبنى 

وفي يونيو 2017 إعتبر مجلس النواب الليبي القناة كيانا إرهابية ضمن لائحة بالشخصيات والكيانات المتهمة بالإرهاب في ليبيا