تدخل الحرب الدائرة بين قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي أسبوعها الثاني وسط تحذير دولي من كارثة إنسانية قد تتفاقم في القطاع إذا ما لم يتم التوصل لاتفاق لإدخال المساعدات بشكل عاجل.

وتقود القاهرة جهود الوساطة بين طرفي الصراع لخفض التصعيد وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين الذين يدفعون ثمن التوتر القائم بين حركة حماس والاحتلال الاسرائيلي.

وحذر المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة من سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها اسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدا في الوقت ذاته أن تصريح الرئيس أبو مازن بأن أفعال حماس لا تمثل جميع الشعب الفلسطيني موجه أساسا للرأي العام الدولي للتفريق بين المدنيين وبين حماس المسيطرة على القطاع.

ويضيف سوالمة أن الدعم الشعبي لعملية طوفان الأقصى خاصة خلال الساعات الاولى لا يعني وجود تحفظات وانتقادات لدى الشارع الغزي ضد استراتيجية حماس التي على ما يبدو فشلت في ادارة الاشتباك وفق القواعد المتعود عليها خلال السنوات الماضية.

وقال سوالمة أن الآمال في غزة معلقة على نجاح الوسطاء الإقليميين وعلى رأسهم مصر والأردن وقطر للتوصل لاتفاق لإدخال المساعدات بشكل عاجل ووقف التصعيد المستمر من آلة الحرب الاسرائيلية.

وذكرت منظمات انسانية في قطاع غزة إن خسائر القطاع تجاوزت كل الحروب التي تعرض لها غزة في السنوات السابقة محذرة من كارثة انسانية إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تصريح اعلامي إن الوضع على حافة الهاوية في كافة القطاعات، مطالبا بالسماح بدخول المساعدات دون ربطها بأي قضية أخرى.

وأوضح المسؤول أن هناك تكدسا لجثث الضحايا وخطرا محدقا بالمنظومة الصحية التي لم تعد قادرة على استيعاب العدد الكبير من المرضى والمصابين في ظل انقطاع الكهرباء، وقالت كلير ماغون مديرة منظمة أطباء بلا حدود في فرنسا، في بيان: "المستشفيات مكتظة... لم يعد هناك المزيد من مسكنات الألم الآن. يخبرنا موظفونا عن الجرحى الذين يصرخون من الألم، والجرحى، والمرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى المستشفى".

ويذكر ان هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل أكثر من 1400 اسرائيلي، بينما أدت الغارات الإسرائيلية التي استهدف مناطق واسعة في قطاع غزة إلى مقتل 2750 فلسطينيا وإصابة 9700، وفق آخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة في غزة.

وحقيقة الامر ان لم تؤتي الجهود الدولية لوقف التصعيد بثمارها في القريب العاجل فحينها سنكون امام كارثة إنسانية لم نشهد مثيل لها منذ الحرب العالمية، فقطاع غزة سار خارج نطاق الخدمة تماما، لا ماء ولا طعام ولا وقود ولا كهرباء ولا ادوية، لذلك التحدي الأكبر الان للفلسطينيين والوسطاء هو وقف الة الحرب الصهيونية أولا.