ذكرت صحيفة "تايمز اوف مالطا" الناطقة باللغة الإنجليزية، أن خبر استدعاء الدبلوماسيين المتبقَيين في سفارة مالطا بطرابلس إلى بلادهم، يبعث على القلق ويبرز مدى تدهور الوضع في ليبيا، وقد أعلنت وزارة الخارجية المالطية تعرَض الدبلوماسيين في طرابلس إلى ضغوط سياسية على مدى الأيام الماضية خلال ممارسة مهامهم الرسمية.

وأشارت الوزارة إلى أنه تم تحذير الدبلوماسيين المالطيين من قبل حكومة عبد الله الثني في طبرق من عدم التواصل بأية شكل من الأشكال مع الذين يمثلون المؤتمر الوطني العام في طرابلس.

ونظرا لهذا الوضع المتدهور، اتَخذ وزير الخارجية المالطي القرار المناسب باستدعاء الدبلوماسيين لأن سلامتهم الشخصية في خطر، وهذا يعني عمليا أنه لم يعد لمالطا سفارة في ليبيا، وهو ما سيجعل التواصل بين جانبي الصراع هناك أكثر صعوبة.

وبيَنت الصحيفة أن الوضع في ليبيا معقَد ومثير للقلق على حد سواء، فبعد ثلاث سنوات من سقوط نظام معمر القذافي، تعيش البلاد على شفا الهاوية، في ظل تزايد الانقسام والتناحر بين الحكومات المتنافسة في كل من طبرق وطرابلس.

في نفس الوقت، تعتبر المصالحة والحوار بين الطرفين السبيل الوحيد لحل الأزمة، وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بمزيد الجهد لتحقيق ذلك، حسب الصحيفة، ولكن للأسف يتمسك الجانبان بموقفهما ويعتقدان أنهما قادران على الفوز في هذه الحرب.

وقد أخبر عبد الله الثني، رئيس الحكومة في طبرق، المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون أن طرابلس "يسيطر عليها المتشددون وان عمليات القصف الأخير، لن تتوقف حتى يستسلموا"، من ناحيته، يقول عمر الحاسي، رئيس حكومة طرابلس، أن أنصار القذافي يسيطرون على حكومة الثني.

هذا ويسود اعتقاد قويَ بأن كل من قطر وتركيا تساعدان كتائب "فجر ليبيا" في طرابلس، فيما تساند كل من مصر والإمارات العربية المتحدة قوات طبرق، وهو ما يزيد من حدة الصراع.

واعتبرت الصحيفة أن احتمال وجود دولة فاشلة على مقربة من مالطا هو تفكير مزعج، فالنزوح الجماعي للاجئين وتحوَل ليبيا إلى ملاذ لتنظيم "القاعدة" أو ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" يبقى سيناريو محتمل، ستكون له عواقب وخيمة على أمن واقتصاد مالطا، فضلا عن كامل منطقة البحر الأبيض المتوسط.