بهجة العيد طالتها مخالب التضخم وشح السيولة ونالت من الاقتران بين عيد الفطر  والاطفال والملابس و الأحذية ،وعبثا يحاول رب الاسرة محدود الدخل  البحث عن سعر مناسب  ، انه عيد اخر يلقي بثقله المرير على الاسر البسيطة.

لم يتبق  الا ايام قليلة على الاحتفال  بالعيد والناس  يواجهون اسعارا تفوق مرتباتهم بكثير اضافة الى شح السيولة نقدية  وهي ما باتت عزيزة الوجود في ظل ازمة انعدام الثقة بين المصارف والمودعين وانقسام في المصرف المركزي  ،و اسعار الخدمات الالكترونية التى تعرضها المصارف بالاتفاق مع محلات تجارية  تضع فارقا كبيرا  لايتناسب والدخل البسيط  ، وهو ما  صعب وعقد بهجة الاستعدادات الاجتماعية المعتادة التي يقوم بها المواطن في كل عام من هذه الفترة.

كانت الاسر  تستقبل  دخول شهر رمضان المبارك، وما يتطلبه من الاستعداد، فتزدحم المتاجر لشراء لوازم الحلويات و تكتض محلات الملابس  في موسم بهيج لعيد الفطر المبارك لكن ذلك اليوم بات يتطلب دخلاً مالياً يفوق قدرة الموظف البسيط والعامل الكادح لشراء مستلزمات العيد للأسرة بحسب عدد أفرادها، تلك الاسر التى تفكر منذ الان  في موسم اخر سيبدأ بعد شهرين.

بعد اشهر سيبدأ الاستعداد للعام الدراسي الجديد وما يتطلبه من شراء مستلزمات المدرسة   وما تحمله القائمة من طلبات ، وقد اربكت الاسعار  دخل الأسرة التي تعتمد فيما تنفق على الراتب الشهري   الذي يكون قد قضت عليه اسعار اللحوم والخضروات ومائدة رمضان ،  ما انتج ضغوطات مادية متتالية على دخل متواضع  لا يعرف المواطن وهو ينفقه من أين يبدأ ، وكيف سينتهي  ؟.

اعباء مادية 

يقول  الشريف سعد  احاول تدبر امري بالعمل في اكثر من مكان لاوفي  الالتزامات المالية المستمرة لاسرتي  ،خاصة حينما يفكر رب الأسرة في أن يوفر الحياة المعقولة لأسرته، وليست المترفة، ففي الوقت الذي يحاول فيه  رب الأسرة أن يمنح فرصة لأولاده للاستمتاع بالعيد  اجد ان الامر  يحتاج إلى ميزانية  اكبر من مقدرتي ،  فاحتاج إلى مال للسكن والطعام والشراب والملابس ، والواقع ان  مصاريف شهر رمضان تحتاج إلى ميزانية خاصة لشراء المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها بشكل مخيف، حتى اضطررنا في العام الماضي للتقليل من بعض المواد التي اعتادت الأسرة على شرائها في شهر الصيام، ثم يأتي الاستعداد للعيد، والذي يضع الجيوب في مأزق، خاصة حينما يكون عدد الأسرة كبيراً فإن ميزانية الشراء استعداداً للعيد لا بد أن تكون كبيرة، خاصة مع استغلال التجار الذين أصبحوا يرفعون سعر القطعة إلى الضعفين، وحينما ينتهي موسم الشراء للعيد   يبدأ التفكير في   أزمة تكاليف المدارس واللوازم المدرسية جميعها   ضغوطات شديدة على ميزانية الاسرة ، خاصة بأنها تأتي متتالية لا يفرق بينها سوى أسابيع،  .

 ويرى عبدالحفيظ الجدي  بأن الأسرة عليها   التخطيط بشكل جيد لمقابلة الظروف المالية والالتزامات في هذه المواسم  ويقول ان المرأة لها دور كبير في الاتفاق مع زوجها بما يتناسب مع الدخل المادي، لتدبير شؤون الأسرة والبيت، مشيرا إلى الأسلوب الذي تستخدمه من أجل تجنب الغلاء الملاحظ في موسم الأعياد والاستعداد للمدارس، حيث تقوم مثلا بشراء الثياب المخصصة للعيد في موسم التخفيضات قبل شهر رمضان بشهر، حتى أصبحت تلاحظ بأنها توفرالكثير من المال دون النظر إلى البضاعة الجديدة التي تملأ الأسواق في العشرالأواخر من شهر رمضان، والتي يرفع التجار أسعارها إلى الضعفين، حتى أصبحت تشتري مستلزمات العيد قبل العيد بشهرين، وتحصل على التوفير، كما تقوم بشراء مستلزمات المدرسة من أقلام وكراسات وحقائب من أماكن التخفيض، والتي تأتي بأشكال مدهشة للأطفال وبأسعار قليلة  ،   حتى أصبحت تشعر بأن الالتزامات المالية والضغوطات قلت كثيراً، ففي الوقت الذي يتسابق الناس فيه على الأسواق بحثاً عن مستلزمات العيد تبقى هي في المنزل مرتاحة البال، دون زحام أو استغلال من قبل التجار.

وينتقد رجب الشكري الخدمات المصرفية  قائلا انها لم تكن حلا عمليا لمشكلة المواطن بل هي استغلال لحاجته فاسعارها اعلي  اضافة الى ما يخصم من الحساب 

لتفعيل هذه الخدمات فاسعار اللحوم تزيد بنسبة اربعين في المائة  وهي لم تقدم خدمة لحل السيولة ولكنها استغلت نقص السيولة فلا بأس من زيادة طفيفة وسنتقبل الامر لكن الزيادة كبيرة جدا وفوق قدرة صاجب الدخل البسيط