بعد صيحات الفزع التي يطلقها باستمرار آثاريون ومؤرخون ليبيون علاوة على مختلف المثقفين والمنظمات الأهلية كي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية حماية الآثار الموجودة في ليبيا وهي بالأساس تراث انساني عالمي قبل أن تكون خاصة بالشعب الليبي، بدأ عدد من الآثاريين في الغرب التحرك من أجل دعوة حكوماتهم للقيام بدور إيجابي في هذا الاتجاه.  في هذا الإطار، تحدث عالم الآثار الفرنسي فانسان ميشال على موجات اذاعة "أر أف اي" الفرنسية قائلا: "يجب أن نصغي لنداءات الاستغاثة هذه". وهو يقيّم الوضع في ليبيا بأنه لا زال غير كارثي ولكنه مرشح أن يحدث فيه أكثر مما حدث في العراق.

ويرى فانسان أن فيديو تدمير تماثيل متحف الموصل له "أثر الصدمة على المواطنين" ويخشى في المقابل أن يكون له "أثر العدوى بين التنظيمات الارهابية التي تنزع دائما في تقليد بعضها البعض" ويضيف أن "غياب الدولة لا يمكن الا أن ينعكس على رصيد التراث الليبي، إذ لا يمكن حماية الآثار الا عبر شرطة آثار وهو ما يعتبر اليوم ترفا لا يمكن الحديث عنه في ليبيا". كما يشير إلى أن ليبيا لها خاصية وهي أن معظم آثارها مازال مطمورا تحت الأرض وهو ما يحمي معظم الرصيد الأثري لليبيا.وتضم ليبيا 5 مواقع تصنفها اليونسكو من بين التراث العالمي معظمها يعود للحقبة الرومانية، ولا يقتصر الخطر على ليبيا وحدها فمعظم الدول العربية اليوم هي تحت تهديد الجماعات الارهابية سواء عبر عمليات الهدم كما حصل في الموصل أو عن طريق تهريبها لتمويل مشاريعها الارهابية.