توفيت، أمس الجمعة، عن 89 عاما، الكاتبة الروائية الأميركية هاربر لي، التي كتبت الرواية الكلاسيكية الأكثر شعبية في الولايات المتحدة "أن تقتل طائرا بريئا"، بعدما عاشت حياة عزلة إلى حد كبير على مدى عقود، وكتبت كتابا ثانيا بشأن الظلم العنصري في الجنوب الأميركي.

ونشرت رواية "أن تقتل طائرا بريئا" عام 1960 مع فورة في حركة الحقوق المدنية.

وأدى الأسلوب المحكم الذي تناولت به الرواية قضية الكراهية العنصرية في الجنوب إلى جعل الرواية مؤثرة على نحو خاص.

ويمكن تلخيص موضوع الرواية في النصيحة التي قدمها المحامي أتيكو سفينتش لابنته الصغيرة سكاوت "إنك لن تفهمي شخصا حتى تأخذي الأمور من وجهة نظره.. حين ترتدين جلده وتعيشين به."

وأفاد بيان صادر عن تويا كارتر، محامية لي في بلدتها مونروفيل بولاية آلاباما، إن لي "توفيت في وقت مبكر هذا الصباح أثناء نومها (..) وستقام لها جنازة يحضرها المقربون".

وبدا أن العمل الأدبي الوحيد للي سيكون "أن تقتل طائرا بريئا" لا سيما أنها أكدت أنها لن تكتب شيئا أفضل من ذلك الكتاب الحائز على جائزة بوليتزر.

وهذا ما جعل إصدار كتاب بعدها بخمس وخمسين عام افي يوليو 2015 حدثا غير متوقع ومثيرا للجدل على الساحة الأدبية. فقد أصدرت كتابها الثاني "اذهب ونصّب مراقبا" الذي يتناول موضوع العنصرية أيضا ويستكمل القصة التي تناولتها في الكتاب الأول.

وكانت لي على مدى سنوات عديدة امرأة خجولة لم تتزوج قط وعاشت في معزل وفي هدوء. ورفضت دوما طلبات إجراء مقابلات. وظلت تراوح بين العيش في شقة في نيويورك وفي مونروفيل حيث شاركت شقيقتها الأكبر أليس لي منزلا.

وبعد أن تعرضت لسكتة دماغية فقدت البصر والسمع وقضت أعوامها الأخيرة معتمدة على مساعدة الآخرين في مونروفيل.

وتحول الفيلم الذي يحمل اسم روايتها الأشهر "أن تقتل طائرا بريئا" واحدا من كلاسيكيات السينما الأميركية. وفاز الفيلم بجائزة أوسكار لأفضل فيلم عام 1963.