صعد وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الايطالي المتشدد ، ماتيو سالفيني، اليوم السبت ، من حدة موقفه في مواجهة مع مؤسسات خيرية لانقاذ المهاجرين. وبعد ستة أيام من رفض الموانئ الايطالية منح حقوق الرسو للسفينة "أكواريوس"، التي تقل 629 مهاجرا، تعهد سالفيني بمعاملة مماثلة للسفن التي تشغلها جمعيتا "سي.آي" و"ميشن لايفلاين" الالمانيتان.

وأضاف "يتعين أن يعرف هؤلاء الاشخاص أن إيطاليا لم تعد تريد التشجيع على عمليات الهجرة غير الشرعية، لذلك سيتعين عليهم إيجاد موانئ أخرى (غير إيطالية) للتوجه إليها". وتابع سالفيني أن المنظمتين غير الحكوميتين كانتا قد نشرتا سفنهما، قبالة الساحل الليبي، لانتشال "مجموعة من البشر، تخلى عنهم مهربون (في البحر)".

وكان رد منظمة "ميشن لايفلاين"، في تغريدة لها على تصريح سالفيني، بالتعليق "عندما يمنحنا الفاشيون دعاية" - قد زاد من غضب رئيس الوزراء الايطالي. وكتب زعيم حزب "رابطة الشمال" اليميني المتطرف، في تغريدة له على موقع (تويتر) " نحن الرؤساء في وطننا، الاوقات السعيدة( بالنسبة لكم) انتهت حقا، هل فهمتم؟.

وألغت "لايفلاين" تغريدتها الاولى، واستبدلتها بـ"لا(سالفيني) ليس بالطبع فاشيا. إنها زلة لسان من جانبنا". أما جمعية "سي.آي"، فقد كانت أكثر دبلوماسية في ردها. وقال المتحدث جوردن أيسلر في بيان، بالبريد الالكتروني "نفترض أن إيطاليا ستواصل تنفيذ التزاماتها الانسانية والدولية". وأضاف "لا يوجد وزير داخلية أوروبي فوق القانون" محذرا من أنه إذا أصر سالفيني على موقفه، يمكن أن يتعرض المهاجرون إلى مخاطر خطيرة".

ومع ذلك، يتفق 59 بالمئة من الايطاليين مع سالفيني في منع قوارب الانقاذ من الرسو في الموانئ الايطالية، طبقا لاستطلاع رأي نشرته صحيفة "كوريير ديلا سيرا". وكانت جمعية "ميشن لايفلاين" غير الحكومية قد أشارت أمس الجمعة في تغريدة لها على موقع (تويتر) إلى أن قاربها يتمركز قبالة الساحل الليبي وشارك في إنقاذ 118 شخصا. وكان المهاجرون، من بينهم 14 امرأة و أربعة أطفال ورضيع، على متن قارب مطاطي، يواجه محنة، وساعدتهم جمعية " لايفلاين" على الانتقال إلى سفينة الشحن السنغافورية، "فيكينج أمبر".

وكانت سفينة تابعة للبحرية الامريكية موجودة أيضا فى الموقع، لكن طبقا لجمعية "لايفلاين" الخيرية، أمر خفر السواحل الايطالي بوضع المهاجرين على متن سفينة الشحن، المتجهة إلى ميناء مصراتة الليبي. وقال اليكس ستير من جمعية "ميشن لايفلاين" في بيان عبر البريد الالكتروني "إننا قلقون للغاية بأن يتم إعادة المهاجرين إلى ليبيا، بعد إنقاذهم من خلال السفينة فيكينج أمبر".