قام وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا، مساء اليوم الأحد، بزيارة تفقدية لمشروع سد النهضة الإثيوبي المثير للجدل استغرقت 5 ساعات.وهبطت الطائرة، التي كانت تقل الوزراء والوفود المرافقة لهم، في مطار خاص بموقع سد النهضة، بحسب مراسل وكالة الأناضول.

وضم الوفد المصري 14 عضوا، على رأسهم وزير الري، حسام مغازي، والسفير المصري في أديس أبابا، محمد إدريس، فيما ضم الوفد السوداني 4 أعضاء، على رأسهم وزير الموارد المائية، معتز موسى، بينما ضم الوفد الإثيوبي، إلى جانب الوزير ألمايهو تجنو، السفير الإثيوبي في القاهرة، محمود درير.وعقب الزيارة عاد الوزراء والوفود المرافقة لهم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

ووصف السفير الإثيوبي في القاهرة، محمود درير، في تصريحات لوكالة الأناضول مساء اليوم، هذه الزيارة بـ"المهمة".ومضى قائلا إن "الزيارة تمثل خطوة إيجابية في إطار تحسن العلاقات وتطورها بين الدول الثلاث.. لقد شاهدوا السد على أرض الواقع".وتابع درير أن "مشروع سد النهضة هو مشروع مدني لخدمة المنطقة، ولاسيما شعوب الدول الثلاث (مصر، السودان، إثيوبيا) من أجل توليد الطاقة الكهربائية".

ومن المنتظر أن ينطلق صباح غد الإثنين اجتماع وزراء الري في الدول الثلاث، لبحث نتائج اجتماعات لجنة الخبراء الوطنيين التي سترفع توصياتها بشأن كيفية العمل المستقبلي للجنة، واختيار المؤسسة الاستشارية الدولية الخاصة بسد النهضة.ولجنة الخبراء الوطنيين تضم 4 خبراء من كل دولة، وتتولى وضع قواعدها الإجرائية مع اعتماد فترة 6 أشهر لإنجاز دراستين إضافيتين، كان قد أوصى بهما تقرير لجنة الخبراء الدولية بشأن موارد المياه ونموذج محاكاة نظام هيدرو كهربائية وتقييم التأثير البيئي الاجتماعي الاقتصادي لسد النهضة على دولتي المصب (مصر والسودان) وذلك باستخدام شركات استشارية دولية.ويأتي تشكيل هذه اللجنة، التي من المقرر أن تستعين بخبراء دوليين لحسم الخلاف، إثر اتفاق بين وزراء المياه الثلاث بعد يومين من المحادثات بالخرطوم، أواخر أغسطس/ أب الماضي.وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من المياه التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، في مقابلة مع وكالة الأناضول، الأسبوع الماضي، إن التخوفات المصرية ناتجة عن المفاهيم الخاطئة التي رسختها الأنظمة الحاكمة سابقا في مصر، وكذلك الإعلام الذي ينقل معلومات مغلوطة.وتابع أن إثيوبيا لا يمكنها وقف انسياب المياه في النيل الأزرق (حيث يقام سد النهضة)، أحد روافد نهر النيل.وأضاف أن العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا تطورت كثيرا منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي لسدة السلطة، في يونيو/ حزيران الماضي، وأن أديس أبابا تهدف إلى بلوغ مستوى "الشراكة" مع القاهرة.