كشف فريق علمي في هولندا، أمس الجمعة، عن دواء جديد يقلل أعراض الشيخوخة، أكدوا أنه أثبت نجاحا خلال تجارب معملية على الفئران.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن العلماء أن الدواء الجديد أظهر استعادة الفئران المتقدمة في العمر حيويتها، إضافة إلى نشاط إنبات الفرو الذي يغطي جسدها، وبعض الوظائف العضوية الأخرى.

ويعتزم فريق العمل التابع للمركز الطبي بجامعة إراسموس في هولندا، إجراء تجارب على البشر أملا أن تفضي الجهود إلى علاج للشيخوخة.

وتعتمد التجربة على إظهار الخلايا الهرمة أو التي أصيبت بالشيخوخة في الجسم وتوقفت عن الانقسام، وتتراكم هذه الخلايا بصورة طبيعية مع العمر، وتلعب دورا في التئام الجروح ومكافحة الأورام، لكن هذه الخلايا الهرمة بينما تبدو هادئة، فهي في الوقت ذاته تنتج إفرازات كيميائية تسبب التهابات وتسهم في حدوث الشيخوخة.

وابتكر العلماء دواء ينتقى تلك الخلايا ويقتلها من خلال إحداث اضطراب في توازن المواد الكيمائية داخلها.

وقال بيتر دي كيزر، عضو الفريق العلمي: «خضت التحدي، وأصر الناس على أنني مجنون في السعي لخوض التجربة، وكانوا على حق في المرات الثلاث الأولى، لكنني حصلت في المحاولة الرابعة على نتيجة تبشر بالنجاح».

وأجرى تجربته على فئران متقدمة في العمر مبرمجة وراثيا على الشيخوخة بصورة أسرع وأخرى تشيخ في العمر بعلاج كيميائي.

وأظهرت النتائج، التي نشرتها دورية «سيل» المعنية بالخلايا، أن وظائف الكبد استعادت نشاطها بسهولة وضاعفت الفئران المسافة التي تقطعها على العجلة الدوّارة.

وقال كيزر: «لم يكن في حسباننا شعر الفئران، لكنه شيء لا يمكننا إغفاله»، وأضاف أن الكثير من الفرو «الأشيب» للفئران بدأ يتحسن في بعض منها ولكن ليس في جميعها.

وحقنت الفئران بالدواء الجديد ٣ مرات في الأسبوع، واستغرقت التجارب نحو عام.

وقال «كيزر» إنه لا توجد أي علامات تشير إلى آثار جانبية لكن «الفئران لا تتكلم»، ويعتقد أن الدواء قد يكون له تأثير محدود أو ربما ينعدم تأثيره على الأنسجة الطبيعية.

وردا على سؤال يتعلق بما إذا كان هذا الدواء لعلاج الشيخوخة، قال كيزر: «أتمنى ذلك، لكن العبرة بالنتائج كما يقولون».

وبدوره، قال دوسكو ليك، عالم في الخلايا الجذعية بكلية كينجز كوليدج لندن، تعليقا على نتائج التجربة: «النتائج يستحيل إغفالها»، وأضاف: «لكن إلى أن يجرى بحث عالي الجودة، من الأفضل مراجعة النتائج».

ومن ناحيتها، دعت إيلاريا بيلانتونو، من جامعة شيفيلد، إلى إجراء المزيد من التجارب على «وظائف القلب والعضلات والأيض والمخ».