الزيارة الأولى لمطعم استثنائي في مدينة سمارانج الإندونيسية، تكشف مدى اختلافه عن مرافق تقديم الطعام الأخرى، ذلك لما يقدمه من دعم للسكان المحليين ذوي الفقر المدقع، والذين يكسب العديد منهم أقل من 25 دولارا في الشهر، عبر تزويدهم بوسيلة بديلة لدفع ثمن قوت يومهم.

يقع مقصف «غاز الميثان»، الذي يديره الزوجان، ساريمين وسوياتمي، في مكان غير متوقع، ألا وهو مكب للنفايات، حيث يمضي السكان المحليون من الفقراء، أيامهم، في تكسير قطع البلاستيك والزجاج بغرض بيعها. وفي الوقت ذاته، ينهمك الزوجان في الطهي، علماً بأنهما قد أمضيا 40 عاما في تلك المهنة قبل افتتاح المطعم.

وذكرت مواقع إخبارية أن ما يجعل المقصف، الذي يتسع لنحو 30 شخصا، مكاناً غير اعتيادي، بصرف النظر عن موقعه، هو ميزة عدم الحاجة للدفع النقدي لقاء وجبات الطعام. إذ يتاح للزبائن خيار الدفع عبر تقديمهم النفايات غير القابلة للتحلل بدلاً من العملة الصعبة.

وبالتحديد، يعمد الزوج ساريمين (56 عاما) لحساب وزن قطع البلاستيك لتقدير قيمتها، ومن ثم خصمها من تكلفة الوجبة، مع إعادة الباقي للزبون. ويبرز ذلك التعامل كجزء من الحلول التي يقدمها الزوجان العطوفان للمجتمع، للحد من النفايات في المكب من جهة، ولإعادة تدوير المواد البلاستيكية غير القابلة للتحلل، من جهة أخرى.

وصرح ساريمين في مقابلة مع قناة «أخبار آسيا» التلفزيونية، بأنه «يعتقد بأنهم يعيدون تدوير طن من النفايات البلاستيكية يوميا، وهو أمر ممتاز. وبهذه الطريقة، لا تتراكم النفايات البلاستيكية أو تنجرف أسفل النهر لتسبب الفيضانات»، مضيفاً «إنها خدمة لا تسدى للفقراء وحسب، بل تصب في صالح المجتمع بأسره».

وتكلف الوجبات ما بين 40 و 80 سنتا للواحدة، ومن بين الأطباق المعروضة: أرز المانغوت مع سمك السلور، حساء الخضروات، الأرز والبيض المسلوق، إلى جانب وصفات تقليدية أخرى.

ومنذ افتتح ساريمين وسوياتمي هذا المطعم ومدخولهما اليومي في زيادة متنامية.