تكشفت تفاصيل عن رسائل تودد أرسلها كبير موظفي جهاز المخابرات البريطانية  MI6 (القسم الخارجي) إلى نظيره الليبي بينما كان توني بلير يحاول التقرب من معمر القذافي.

أصبح السير مارك ألن، الرئيس السابق لجهاز مكافحة الإرهاب في  MI6، وموسى كوسا صديقين حميمين بينما كانا يعملان معا من أجل إعادة بناء العلاقات بين المملكة المتحدة وليبيا.

عمل كوسا في السفارة الليبية في لندن، ولكنه أُبعد من المملكة المتحدة بعد أن وجه في مقابلة صحفية تهديدات بالقتل لمعارضين .

وقد تم ربط اسمه بتفجير لوكيربي وبقتل الشرطة إيفون فليتشر في محيط السفارة الليبي

 العلاقات التي أقامها السير مارك مع الليبيين و مع كوسا على وجه الخصوص ، مهدت الطريق أمام توني بلير لزيارة القذافي في طرابلس عام 2004 وإقناعه بإبرام اتفاق التخلي عن أسلحة الدمار الشامل.

وكانت وثائق سرية للاستخبارات البريطانية والأمريكية والليبية متناثرة حول مكاتب حكومية محروقة ومهجورة وسجون ، وفي منازل المسؤولين بعد سقوط القذافي في عام 2011 .

والآن، تم الكشف عن تفاصيل رسائل التودد والضيافة التي حظي بها كوسا ، في الوثائق السرية الجديدة التي حصلت عليها الغارديان.

وتظهر الوثائق أن كوسا دعي إلى "مأدبة عشاء في فندق غورينغ" الفخم بالقرب من قصر باكنغهام في سبتمبر عام 2003.

"رحب رئيس الوفد البريطاني بحرارة ضيفه، معربا عن سعادته"، وفقا للمحضر الليبي للزيارة.

وظهرت هدايا من التمور والبرتقال من النظام الليبي في مقر MI6 القريب من نهر التايمز.

كما تمت دعوة كوسا مرة أخرى إلى المملكة المتحدة لعقد اجتماع لمدة 90 دقيقة في 20 نوفمبر في فندق باي تري، وهو فندق من فئة الخمس نجوم في كوتسولدز، بالقرب من راف بريز نورتون.

وفي ليلة عيد الميلاد، بعث ألين برسالة إلى كوسا، نقلها شخصيا ساعي المخابرات الليبية الذي وصل لتوه إلى لندن، ويحمل تمورا وبرتقال.

"لقد كان امتيازا حقيقيا أن أعمل معكم في هذا الوقت المخصص للسلام، وأنا أبدي لكم الإعجاب وكل التهنئة" ، تقول الرسالة المنقولة.

ويُزعم أن التعاون بين MI6 والليبيين قد أدى إلى اعتقال حكيم بلحاج، المعارض، في ماليزيا، ونقله إلى ليبيا.

ويزعم بلحاج وزوجته الحامل أنهما تعرضا للتعذيب واتخذا إجراءات قانونية ضد وزير الخارجية السابق جاك سترو.

ألين، الذي يتقن العربية ويهتم بصيد الصقور، أرسل إلى كوسا برقية بعد وصول الزوجين ، لتهنئته "بالوصول الآمن" لبلحاج.

وتابع السير مارك: "كان هذا أقل ما يمكن أن نفعله بالنسبة لك ولليبيا لإظهار العلاقة الرائعة التي بنيناها على مدى السنوات الأخيرة".

وفي رسالة أخرى ، أعرب مارك عن امتنانه لصديقه لترتيب زيارة تونى بلير للقذافي.

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة