اختتم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج زيارة تفقدية إلى مدينة جادو عقد خلالها عدة اجتماعات مع رئيس وأعضاء المجلس البلدي والقيادات الأمنية والعسكرية وجمع من الأعيان والمشايخ وأعضاء بمؤسسات المجتمع المدني كما اطلع خلال الزيارة على عدد من المشاريع والمرافق بالمدينة.

وبين المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي أن السراج وصل أمس الأربعاء إلى جادو يرافقه وفد من كبار مسؤولي حكومة الوفاق الوطني يضم وزيري الداخلية والتعليم ووكيل وزارة الصحة ورئيس الشركة العامة للكهرباء ورئيس هيئة الموارد المائية.

وفور انتهاء مراسم الاستقبال توجه رئيس المجلس الرئاسي والوفد المرافق لتفقد مشروع اعتمد على العمل التطوعي لنقل المياه من آبار الظاهر إلى التجمعات السكنية، كما عقد اجتماعا بمقر البلدية مع أعضاء المجلس البلدي وفعاليات المدينة ناقش خلاله ما تواجهه بعض المرافق من مشاكل وما تم انجازه من مشاريع في نطاق البلدية، كما زار السراج متحف الباروني الذي تعكس معروضاته الحياة الاجتماعية والثقافية بالمنطقة بالإضافة إلى تفقده مستشفى المدينة.

وأقيم خلال الزيارة حفل خطابي ألقيت فيه كلمات الترحيب بزيارة السراج وأكد رئيس المجلس البلدي وعدد من المتحدثين دعمهم وتأييدهم لما يبذله من جهد لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وعبروا عن تطلعهم لبناء دول مدنية ديمقراطية، وأشاد عميد البلدية في كلمته بتجاوب السراج السريع مع مطالب المجلس البلدي وإصداره التعليمات لحلحلة العديد من المختنقات والمشاكل.

وحدد السراج معالم الطريق لتجاوز الأزمة الراهنة بالقول " الطريق الآن أصبح واضحا جليا، يبدأ باحترام المسار الديمقراطي، بالاستفتاء على الدستور، ثم الانتخابات التي يختار الشعب من خلالها القيادات التي تنال ثقته، وتملك الكفاءة لتقود البلاد نحو دولة الأمن والاستقرار والازدهار".

وقال السراج إنه لا يلوم ولا يدين ولا يعتب، فالكل ملام ومدان بأشكال مختلفة ودرجات متفاوتة، مشيرا إلى أن كلمته هي رسالة يوجهها إلى كل الليبيين، ليدعوهم جميعا إلى تحكيم العقل وطي صفحة الخلاف والتناحر، والالتفاف حول هدف واحد هو بناء ليبيا.

وأبدى السراج تفاؤلا بقرب اجتياز الأزمة وقال " إن بوادر الحل تلوح في الأفق، وتبشر بقرب الانفراج كما أن دخل الدولة يتحسن، وعلينا ألا نضيع الفرصة، وأن تكون سنة 2018 هي سنة ترسيخ الاستقرار والبدء في مرحلة البناء والتنمية، تنمية كل الوطن بطريقة عادلة متوازنة، دون تهميش أو إقصاء أو إهمال".

وأكد أن "الأغلبية لديها رغبة جامحة في إنهاء الأزمة، وستجرف في طريقها القلة المعرقلة، التي تتعيش سياسيا وماديا من استمرارها".

وأضاف قائلا إن البلد يواجه تحديات مختلفة سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، مؤكدا أن بوسعنا حلها، إذا تضافرت الجهود، وتوفرت الإرادة، وارتفعنا جميعا إلى مستوى المسؤولية الوطنية التاريخية.

وشدد السراج في ختام كلمته على أن الوطن للجميع، يبنى بسواعد وعقول جميع أبنائه، والجميع مدعوون اليوم إلى كلمة سواء مضيفا أن على الجميع ان يدرك بأن "التنوع الثقافي هو إثراء لمجتمعنا تزهو به بلادنا وتفتخر".