قبل تسليمه السلطة لخلفه ، أزال أوباما بهدوء معقلا سابقا للمتطرفين في ليبيا من قائمة المناطق القتالية التي يؤذن فيها بشن هجمات أميركية بطائرات بدون طيار في إطار مكافحة الإرهاب ، دونما اتباع للقواعد الخاصة التي تهدف إلى منع وفيات وخسائر في صفوف المدنيين ، وذلك وفق ما أفاد به مسؤولون يوم الجمعة .

التغيير يعني أنه مع بداية رئاسة دونالد ترامب، ستستهدف الولايات المتحدة المتشددين الإسلاميين في ثلاث "مناطق معروفة من الأعمال العدائية الفعلية"، حيث لا تجري مراعاة مبادئ توجيهية صارمة لحماية المدنيين: أفغانستان والعراق وسوريا.

وفي كثير من أوقات عام 2016، كان هناك منطقة رابعة: توجد حول مدينة سرت، في ليبيا. وليس من الواضح ما إذا كان السيد ترامب سوف يبقي تلك القواعد لحماية المدنيين - والتي تسمى "السياسة التوجيهية للرئيس"، أو P.P.G. بالنسبة للغارات الجوية خارج مناطق الحرب الفعلية. هذه القواعد التي أصدرها السيد أوباما في عام 2013، فإنها تتطلب "ما يشبه اليقين" بأن القصف لن يقتل أي مدني، وأن الهدف يجب أن يكون مصدر خطر على الأميركيين - وليس فقط للمصالح الأميركية.

وكانت إدارة أوباما وضعت المبادئ التوجيهية ردا على انتقادات بأن الغارات الجوية تقتل الكثير من المدنيين، وتؤجج بالتالي العداء للولايات المتحدة وتساعد الإرهابيين على تجنيد أعضاء جدد.

لم يقل فريق السيد ترامب ماذا سيتم فعله بهذه القواعد 2013. لكن بيانا نشر على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض بعد أداء ترامب اليمين الدستورية في يوم الجمعة ، قال إن الإدارة الجديدة "ستتابع العمليات المشتركة مع قوات التحالف العسكرية الصارمة عند الضرورة" لهزيمة داعش.

في أغسطس الماضي، وبعد أن طلبت الحكومة الليبية الناشئة المساعدة في طرد مسلحي دعش من مدينة سرت، وضعت إدارة أوباما في هدوء ليبيا ضمن "مناطق الأعمال العدائية الفعلية"، حيث لا تجري مراعاة المبادئ التوجيهية لمنع وفيات ضمن المدنيين.

وأعطى هذا التغيير الجيش الأميركي المزيد من الحرية لاستهداف مواقع قتالية للمتشددين ومعداتهم. ووفقا لهذه القواعد القتالية العادية ، فإن "بعض الوفيات العابرة مقبولة إذا اعتُبرت ضرورية ومتناسبة".

في ذلك الوقت، لم تعلن الإدارة الأميركية أن السيد أوباما استثنى سرت من الضمانات الإضافية المحددة في لائحة عام 2013. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز هذا التغيير لأول مرة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني.

وبين أغسطس وديسمبر، قال الجيش الأميركي إنه نفذ 435 ضربة جوية لطرد داعش من سرت، في إطار حملة أُطلق عليها "فجر أوديسا" ، واختُتمت في 19 ديسمبر.

لكن السيد أوباما عاد هذا الأسبوع لفترة وجيزة إلى فجر أوديسا مرة أخرى، لتوسيع نطاقها الجغرافي ، مؤذنا بغارة جوية كبرى في 19 يناير ضد معسكرات تدريب مشتبه فيها لداعش في الصحراء على بعد 25 ميلا إلى الجنوب الغربي من مدينة سرت.

وقال الجيش إن الغارات قتلت أكثر من 80 متشددا. ولم يتم الإبلاغ عن أي حالة وفاة بين المدنيين، لكن واشنطن قالت إنها لا تزال بصدد تقييم النتائج.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة