مرة أخرى تعود إلى الواجهة الصعوبات التي تواجهها العاصمة الليبية طرابلس في ظل إنتشار الميليشيات المسلحة،التي لا تتوانى عن شن هجمات متكررة على المنشآت الرئيسية بهدف السيطرة أو إثارة البلبلة،وآخرها استهداف مسلّحين لمطار معيتيقة في العاصمة الليبية،الذي يعتبر الأهم في البلاد حالياً بعدد من الصواريخ.

وتعرض المطار لقصف صاروخي أصاب طائرة "إيرباص 320"،بالإضافة إلى صالة الوصول بالمطار الرئيس بالبلاد.وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تلفيّات بالمدرج وثقوباً في جناح وهيكل الطائرة.ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن قوة الردع الخاصة التابعة لحكومة الوفاق، التي تدير المطار،أن الصواريخ أطلقها موالون لزعيم جماعة مسلّحة يُعرف باسم بشير "البقرة".

ودفع الهجوم بإدارة مطار معيتيقة،إلى إعلان حالة الطوارئ، واستقبل مطار مصراتة الدولي، الخميس، 4 طائرات تابعة لطيران النفط، قادمة من مطار معيتيقة، تجنبا لتعرضها للقصف.وقال مسؤول مكتب الخطوط الجوية الإفريقية بمطار مصراتة محمد السبتي، إن: "تعليمات صدرت لاحتياطات أمنية بتوجه كافة الطائرات التابعة للخطوط الإفريقية والخاصة بالنفط والشحن من مطار معيتيقة إلى مطار مصراتة".

فيما أعلنت الخطوط الجوية الليبية، إلغاء رحلتين متجهتين إلى تركيا، بسبب خروج الطائرة 320 عن الخدمة،بعد إصابتها بشضايا القذائف.وأفادت الخطوط الجوية الليبية، في بيان لها،الجمعة، بأنه لأسباب تقنية وخروج طائرة الشركة 320 عن الخدمة قررت شركة الخطوط الجوية الليبية إلغاء رحلتيها القاصدتين مطار إسطنبول الدولي عبر مطاري معيتيقة ومصراتة الدوليين ليوم السبت 21-4-2018، وعليه تهيب الشركة بالسادة المسافرين أخذ العلم بذلك.

وفي ردود الفعل حول إستهداف المطار،أعربت مصلحة الطيران المدني ببنغازي،عن إدانتها لهذا الإعتداء من طرف الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون،مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تعرض أمن وسلامة، وحياة المدنيين المسافرين، والمقيمين بمحيط المطار للخطر وزعزعة الأمن والاستقرار،طالبت المصلحة، النائب العام بضرورة فتح تحقيق شامل وجاد والعمل علي تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة للعدالة ومحاسبتهم.

من جهتها، قالت بلدية سوق الجمعة إن عدة قذائف عشوائية سقطت خلال اليومين الماضيين على مطار معيتيقة وبعض المواقع الأخرى في طرابلس.وأضافت البلدية في بيان، أن القذائف طالت محلة الجلاء، ومسجد القدارة، والفندق العسكري، ورئاسة الأركان داخل القاعدة، والعيادات الخارجية بمستشفى معيتيقة.مؤكدة أن هذه القذائف روّعت المواطنين وتسببت بأضرار مادية ونفسية، دون أن يكون هناك أي رادع أو تحديد مطلقي القذائف وتحميلهم المسؤولية.

ودعت البلدية كافة الأجهزة الأمنية في طرابلس للعمل على تحديد هوية المتورطين في إطلاق القذائف واتخاذ الإجراءات الرادعة بحقهم.وذكرت البلدية أنها وأعضاء البرلمان وأعضاء مجلس الدولة من سوق الجمعة، والمجلس الأعلى للمصالحة طرابلس الكبرى، يستنكرون هذه الأفعال، مطالبة المجلس الرئاسي باتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط وردع المتورطين.

وتتجه أصابع الإتهام إلى بالوقوف وراء الهجوم إلي ميلشيا بشير خلف الله المُكنى بـ"البقرة"،التي تتمركز في منطقة تاجوراء في الضاحية الشرقية للعاصمة والقريبة من مطار امعيتيقة.والتي سبق لها أن شنت هجوما على المطار،في يناير الماضي،أسفر عن مقتل أكثر من عشرين شخصا وجرح حوالي ثلاثين آخرين وتسبب في ايقاف الملاحة الجوية من والى المطار.

وجاء الهجوم حينها بحسب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني،بهدف إطلاق سراح إرهابيين محتجزين في سجن، ينتمون إلى تنظيم "داعش" و"القاعدة".حيث يطالب قادة الكتيبة 33 التي تدين بالولاء لمفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني والجماعة الليبية المقاتلة، بإطلاق سراح أشخاص مقبوض في سجن معيتيقة بتهم الاٍرهاب.

ومطار معيتيقة،هو مطار دولي وقاعدة جوية عسكرية على بعد 11 كم باتجاه الشرق من قلب العاصمة الليبية طرابلس.وبعد إغلاق مطار طرابلس الدولي في يوليو 2014، بسبب الحرب الأهلية الليبية، أصبح مطار معيتيقة هو المطار الوحيد الذي يخدم طرابلس.حيث  تم تحويل الرحلات التي كانت تسير من مطار طرابلس ونقلها لتنطلق من مطار معيتيقة وقد اصبحت أغلب هذه الرحلات تشمل فقط رحلات لشركات طيران ليبية بعد انسحاب الشركات الاجنبية بالكامل بسبب الأوضاع الأمنية الغير مستقر.

وتشن الجماعات المسلحة التي تتقاتل من أجل السيطرة والنفوذ هجمات متكررة على مراكز النقل في طرابلس، مما يقوّض الجهود المبذولة في إقناع البعثات الدبلوماسية بالعودة إلى العاصمة.كما تواجه شركات الطيران صعوبة في الحفاظ على انتظام خدماتها والإبقاء على هذا البلد المنتج للنفط متصلًا بالعالم الخارجي، مع تضرر طائراتها بفعل الهجمات.

وفي هذا السياق،أكدت الشركة الليبية الأفريقية للطيران القابضة،أن شركات الطيران في ليبيا قد تكبدت أضرار بالغة نتيجة للأعمال العسكرية التي طالت الطائرات المطارات ومرافقيها وأن مثل هذه الأعمال تؤثر بكل بالغ على تقديم الخدمة وإرباك المسافرين وإلغاء الرحلات.وطالبت الشركة من خلال بيان لها، المؤسسات الرسمية للدولة بتحمل المسؤولية باتخاذ الخطوات الضرورية واللازمة لتأمين المطارات ومرافقيها.

وفي ظل الانفلات الأمني الذي تعانيه البلاد منذ سنوات،طالت فوضى السلاح أكبر مطارات المدن الكبيرة بليبيا التي تحولت إلى ساحة قتال بين الميليشيات المتصارعة وهو ما أدى الى خسائر كبيرة في البنية التحتيتة للمطارات وتضرر الطائرات والمنشآت والتي تندرج جميعا في اطار الخسائر التي لحقت بالمواطن الليبي منذ بداية الازمة.