أيد المشرعون الأمريكيون هذا الأسبوع بشدة المشاركة العسكرية الأمريكية المستمرة في ليبيا ، ووصفوا ذلك بأنه أمر حيوي لرص وحدة هذا البلد ومنعه من أن تصبح مركزًا للإرهاب.

وقال مشرعون أمريكيون في جلسة استماع للجنة الفرعية للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن جماعات داعش تنتعش في ظل فراغ السلطة في ليبيا.

النائب إليانا روس ليهتينن رئيسة إحدى اللجان الفرعية ، وهي جمهورية عن ولاية فلوريدا ، قالت بهذا الخصوص: "بعد ما يقرب من سبع سنوات من الإطاحة بالزعيم السابق القذافي، ليبيا ما تزال غارقة في حرب أهلية، وانقسام سياسي وانعدام للقانون وأزمة اقتصادية مع وجود إشارات ضعيفة إلى أي تحسن. داعش والقاعدة على الرغم من إضعافهما عادا لتجميع صفوفها".  

وردد كريستوفر بلانشار ، خبير الشرق الأوسط في مركز أبحاث الكونغرس ، مخاوف روس ليهتينن ، بالقول :  "قوة الجماعات المسلحة أمر لا مثيل له، وهناك جو من انعدام القانون الذي لا يزال قائما. المليشيات والمجرمون والإرهابيون، بما في ذلك بقايا داعش، ينشطون في ظل الإفلات من العقاب في بعض المناطق،".

وأضاف بلانشارد : "هذه المجموعات تطرح مشاكل ومخاطر ليس فقط في ليبيا ، ولكن في شمال أفريقيا وأوروبا وخارجهما."

الإنقسام ، فرصة لداعش

لم تحقق حكومة الوفاق الوطني المدعومة من قبل الأمم المتحدة ، الكثير من النجاح في التغلب على النزاعات التي أدت عمليا إلى تقسيم البلاد إلى جزر سلطوية منذ عام 2014.

وقال فريدريك ويهري ، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ، إن الجماعات المسلحة مثل "داعش تزدهر في مثل هذه الظروف الأمنية".

وتابع ويهري: "على الرغم من تشتت داعش في الصحراء ، إلا أنها ما تزال قوية. ويمكنها بسهولة استثمار الانقسامات السياسية في ليبيا وعدم استعداد الجماعات المسلحة لمواجهتها. لهذا السبب فإنه من المهم تحقيق المصالحة الوطنية ، و تحسين أمن البلاد".

من جانبها ، قالت أليس هانت فريند ، وهي زميلة كبيرة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ، إن موقع ليبيا الاستراتيجي وقربها من أوروبا يجعلها ساحة لحروب بالوكالة من جانب أطراف خارجية. وأكدت أن السياسة الأمريكية يجب أن تعترف بأن إنهاء التهديد الإرهابي يتطلب حلاً سياسياً : "إنهاء العنف الكبير وتثبيت السياسة الليبية إلى الحد الذي ستقبل فيه القوى الفاعلة بحكومة واحدة سيكونان الطريقة الأكثر استدامة لمواجهة الإرهاب والاستجابة للمسائل الإنسانية."

"لكن ، من المحتمل أن يكون الطريق إلى التوازن السياسي طويلاً. لهذا ، يجب على المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة أن يكون لديه نهج واقعي وصبور تجاه السياسة الليبية."

الحضور الأمريكي  

قال الميجور كارل جي فايست المتحدث باسم القيادة الأمريكية في إفريقيا :" إن الوجود العسكري الأمريكي في ليبيا محدود ومشتت" .

وقال فايست لـ "Voice Of America": "هناك دخول وخروج لعدد قليل من القوات الأمريكية في ليبيا لتبادل المعلومات مع القوات المحلية ، وسيواصلون القيام بذلك للمساعدة في التصدي للمنظمات المتطرفة العنيفة".

على المستوى السياسي ، يقول مسؤول أمريكي على دراية بموقف سياسة الحكومة الأمريكية ، إن الإدارة الأمريكية ما تزال تدعم بحيوية حكومة الوفاق التي تدعمها الأمم المتحدة : "إننا ملتزمون بثبات بالتشارك مع حكومة الوفاق الوطني لهزيمة داعش وغيرها من الإرهابيين ، وتعزيز الاستقرار المستدام على أساس المصالحة السياسية". "إن الولايات المتحدة تدعم بقوة العملية السياسية التي يقودها الليبيون والتي تسهلها الأمم المتحدة في ليبيا كطريق وحيد لتحقق الاستقرار والأمن في ليبيا".

لكن بعض المشرعين في الولايات المتحدة ، بمن فيهم روس ليهتينن ، قالوا إن على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لإظهار هذا الالتزام تجاه ليبيا.

وقالت روس ليهتينن :"لقد حان الوقت لتعيين سفير جديد في ليبيا ، وعلينا أن نفتح سفارتنا في طرابلس بمجرد ما يصبح ذلك ممكنا من الناحية الأمنية ، ونحن مستعدون للعودة إلى العمل على الأرض".

وأضافت :"أكثر من أي شيء ، وأكثر من المعونة العسكرية. ليبيا بحاجة إلى قيادة أمريكية. قيادة يمكنها أن توقف الدول التي تتدخل في ليبيا وتعزز العلاقات وتساعد في دفع عملية المصالحة السياسية قدما."

أما النائب تيد داتش ، وهو ديموقراطي عن بنسلفانيا ، فقال إن التعاون بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة أساسي لمساعدة ليبيا على التحرك في الاتجاه الصحيح : "هناك حاجة إلى تعاون متماسك بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة لدفع البلاد إلى الأمام في طريق النزاهة والاستقرار".

وكان التدخل الأمريكي في ليبيا قضية خلاف سياسي منذ أن أطلق الرئيس باراك أوباما العمل العسكري الذي أذنت به الأمم المتحدة في عام 2011. وأدى العمل إلى الفوضى السياسية التي استمرت حتى يومنا هذا. في أبريل الماضي ، قال الرئيس دونالد ترامب إنه لا ينبغي أن يكون للولايات المتحدة دور في هذا البلد بعد محاربة نشطاء داعش.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة