حضور هاديء مفعم بالتأمل,هكذا حين تلتقيها العين أول مرة,بسيطة ومفعمة بطفولة آسرة .

نجلاء محمد الشفتري فنانة تشكيلية بدأب وشغف تواصل تجربتها الفنية , تجرب تناوش الأفكار التي تنقر روحها فتحولها إلى أعمال فنية .

في حوار أنتجته بركات التقنية من خلال (الماسنجر ) كانت محاولة الإقتراب هذه من انسانة وفنانة تحاول الأمل وتواصل انهماكها في القول الفني من خلال العمل .

 

** بطاقة تعريف

 نجلاء تخرجت من كلية الفنون والإعلام قسم رسم وتصوير عام 2000/ 2001م ,ودبلوم عال فنون تشكيلية 2002.

ولكن هذه مجرد شهادة , مجرد ورقة رسمية , ولكنها  من خلال مشاركتها  ( منذعام 2002)في المعارض والمناسبات الفنية والثقافية نقشت اسمها كفنانة .

" لغة بلا أقنعة " هو عنوان معرض ثنائي شاركت به في رحاب دار حسن الفقيه حسن للفنون 2005, وخلال هذا العام شاركت في كثير من الفاعليات _ أيام طرابلس الثقافية _ والأسبوع الثقافي السوداني _.

(حينما تنام المدينة ) كان عنوان معرضها الشخصي الأول عام 2007, في قاعة عبد المنعم بن ناجي بدار حسن الفقيه

لتواصل انهماكها في المشاركة بالمعارض والفاعليات , نجدها في معرض الفنانين الليبيين دعما لغزة  الجريحة 2008.

وسيحتفي العام 2009م بمعرضها الخاص الثاني والذي اختارت أن يكون تحت عنوان , ( أشياء ... وأشياء أخرى ) .ولن تتوقف مشاركاتها في معارض هنا وهناك داخل وخارج ليبيا, من معرض الفنانات الليبيات ضمن نشاط ملتقى الفكر والفنون ابراهيم الأسطى عمر بمدينة درنة في دورته الثانية 2010, وحتى 2012م وملتقى الفنانين العرب بالقاهرة, وليكون معرضها الثالت والذي اختارت له عنوان (القراقوز ) وأيضا في رحاب دار حسن الفقيه للفنون 2014.

 

** تفاصيل وحياة يومية

نجلاء ترى الفن "كما كتبت ": جزء لايتجزأ من حياتي وتفاصيلي اليومية,لغة تترجم مشاعرنا واحساسنا بالأشياء وأثرها عليَّ كانسانة أو كبشر قبل أن أكون فنانة.

 العمل الفني بالنسبة لي هو احتياج ونص مكتمل لايقل عن قيمة القصيدة الشعرية والرواية,الحالة الفنية تستدعي البحث في تفاصيل الحياة ورسائلها الخفية,الفن ببساطة حياة .

 

* إذا نجلاء من خلال هذه الرؤية للفن تحاول التجريب .؟

_  نعم , ستجدين في أعمالي الجديدة هذا التجريب , تصوير(لُقى _ أشياء ) تواجهني بالطريق , بالنسبة لي هي إشارة,حوار خارج المحيط , أحيانا أمارس الضحك من نفسي,وكأن علاقتي بهذه الأشياء حالة توحد,التقنية التي أو الأسلوب الذي أجربه جديد وبعيد عن اللوحة التقليدية أحيانا  تصوير وتركيب أو برنامج رسم  رقمي , فأنا في حوار مع نفسي ومع الأشياء,هذا الحوار أحتاج أن أطرحه من خلال عمل فني , طبعا هذا التجريب والبحث مع الإشتغال والرسم بمواد مختلفة,لوحات بالقماش والورق وخيوط وحتى حديد وبيض نعام , فأنا أحب تجريب خامات مختلفة , وأحيانا الموضوع أو فكرة الموضوع هي من تأخذني لنوع المادة التي سأشتغل بها هذه الفكرة,فأحيانا ارسم  بخيوط رقيقة على (كلينكس ) , وبالنسبة لي قيمة العمل الفني تكمن فيه وليس بالمادة التي أنفذه بها .

 

* وأنت فنانة (امرأة _ أنثى ) أجدك في لوحات كثيرة مشغولة بهواجس المرأة .

_ لاشك في ذلك, تعبيري خلال لوحاتي  يمثلني كامرأة بشكل خاص وشبيهاتي في العموم,تفاصيل الحب والأمومة وتفكير المجتمع, عن القيود والحرية والحياة ببساطة,وحتى حين تكون لوحتي خالية من (امرأة _ أنثي ) وذات حضور ذكوري _شكلي إن صحت التسمية _ فإن ثمة رسالة تخص المرأة, وللأسف ياعزيزتي نساء بلادي كل يوم يفقدن حقا طبيعيا من حقوقهن ومساحة الحرية في تراجع رهيب.

وكانت آخر مشاركاتي في معرض جماعي بايطاليا  في مدينة  (pomeziaوتحصلت على تكريم خاص على (اسلوبي المتميز وتقنيتي )وشاركت في معرض بمدينة روما  بلوحة( المرأة ),

ربما من خلال البحث في تفاصيل اللوحة قد تجدين بعض ما أراه من انحسار مساحة الحرية, عن هذا الإنكسار وفقدان الشهية للحياة,لقد نالت هذه اللوحة تنويها وتقديرا .

* من خلال عنوان كل معرض شخصي , هل كان للعنوان علاقة برؤية ما تحاولين كفنانة إرسالها للمتلقي .؟

_ ( حينما تنام المدينة ) , هذا عنوان أول معرض شخصي _ربما طابع عام للمعرض وفي الغالب يكون العنوان ربط للحالة التي تكونت فيها أفكار المعرض , وهذا ما أحاوله خلال كل معرض في اختيار الاسم اسم المعرض ورغم اشتغالي لتكون ثمة رؤية أو معنى أو فكرة أو صورة ما تصل لعقل وقلب وروح المتلقي,فإن لكل متلق الحرية ليبحث عن معناه الخاص أو عمّا يراه , "حينما تنام المدينة " ستبصرين صورة أخرى خلف هذا القناع,وهذه الصورة تملكين أنت وحدك رسم تفاصيلها , أمّا (قراقوز ) فكل لوحاته تناولت تفاصيل هذه الشخصية واسقاطاتها وخاصة على المستوى الشعبي,و استخدمت (الحكواتي )لغرضين : اسقاط سياسي وتوظيف الشخصية لسرد بعض أحداث الواقع.