دعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لوقف إطلاق نار شامل وسحب المعدات الحربية من منطقة النزاع شرقي أوكرانيا، بعد مقتل مراقب تابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وقالت موغيريني في تصريحات خاصة لوكالة "إنترفاكس" قبل لقائها مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الإثنين في العاصمة الروسية موسكو: "لا يمكنني التأكيد بشكل كافٍ على مدى ضرورة ذلك".

وكان لغم قد انفجر لدى مرور سيارة تابعة للمنظمة بالقرب من مدينة لوجانسك في إقليم دونباس، ما أسفر عن مقتل مراقب وإصابة اثنين آخرين، ووفقاً للمنظمة فإن هذه الحالة تعد أول حالة وفاة تحدث بين أفرادها العاملين في شرق أوكرانيا، وقد تم نقل المصابين الاثنين إلى المستشفى.

وبحسب بيانات المنظمة، فإن القتيل مواطن أمريكي، وهناك حالتا إصابة آخرين، إحداهما من ألمانيا والآخر من التشيك، وتم نقلهما إلى مستشفى بمنطقة لوجانسك، وقال متحدث باسم الانفصاليين في لوجانسك إن حالتهم مستقرة.

وتوجه رئيس بعثة المنظمة في أوكرانيا، أرتوجرول أباكان إلى منطقة دونباس للاطلاع على الوضع في منطقة الجبهة شرقي أوكرانيا بعد هذا الانفجار المميت.

وقال متحدث باسم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ألكسندر هوج إن "الانفجار حدث على بعد كيلومترين تقريباً من منطقة الجبهة شرقي أوكرانيا"، وأكد: "ليس مسموحاً بألغام هناك مطلقاً".

واشتبه الانفصاليون الذين يتم حمايتهم من موسكو في أن قوات أوكرانية وضعت اللغم، ومن جانبها، طالبت القيادة في العاصمة الأوكرانية كييف بالتحقيق في الأمر.

يشار إلى أن هناك معارك بين قوات الحكومة الأوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا في منقطة دونباس منذ 3 أعوام، وباءت كثير من المحاولات لوقف إطلاق النار بالفشل.

وتراقب منظمة الأمن والتعاون النزاع القائم بين الجيش الأوكراني وانفصاليين موالين لروسيا بنحو 600 موظف تابعين لها، وذكرت كثيراً عن وقوع قصف في المنطقة.

وقال رئيس المنظمة ووزير الخارجية النمساوي زبستيان كورتس: "يتم غالباً إعاقة بعثة (المنظمة) من خلال تهديدات ورفض الدخول ومعلومات مضللة أو تدمير معداتهم التقنية"، مؤكداً أن ذلك غير مقبول.

ومن جانبه، قال الأمين العام للمنظمة لامبرتو زانير إن "هذا الحادث يظهر الخطر الكبير الذي يتعرض له مراقبو المنظمة يومياً"، ومن المتوقع أن يتوجه زانير إلى موسكو اليوم الثلاثاء من أجل إجراء مباحثات هناك.

وشددت موغيريني على ضرورة أن يتسنى لبعثة منظمة الأمن والتعاون التحرك داخل منطقة النزاع دون أية عوائق، وقالت في الوقت ذاته عن روسيا: "إن العودة إلى علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي ليست ممكنة فحسب، ولكنها مأمولة أيضاً ومرتبطة بالتوصل الى حل للنزاع شرقي أوكرانيا"، لافتة إلى أن هناك أيضاً إمكانات للتعاون في مكافحة الإرهاب مثلاً.

وقال وزير الخارجية الروسي في بداية اللقاء إن بلاده تأمل في تصريح من موغيريني عن كيفية تحسين العلاقات بين بروكسل وموسكو بشكل مباشر.

يشار إلى أن زيارة موغيريني لموسكو تعد الزيارة الأولى لها منذ عام 2014، ويذكر أن الاتحاد الأوروبي وروسيا فرضا عقوبات ضد بعضهما على خلفية الأزمة الأوكرانية.