أجرت "بوابة افريقيا الاخبارية" لقاءً خاصا مع رئيس الهيئة العامة للثقافة والمجتمع المدني في حكومة الوفاق حسن فرج أونيس، تناول من خلال الحديث عن كثير المواضيع من بينها كيف وصل لهذا المنصب وما الذي قدمه للثقافة خلال تواجده في هذا المنصب خلال الفترة الماضية.

السؤال: كيف أصبحت وزيرا للثقافة في حكومة الوفاق الوطني؟

تم اقتراحي وتكليفي لهذه المهمة من طرف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني

السؤال: هل كنت مستعدا لان تكون وزيرا؟

علاقتي بقطاع الثقافة ليست جديدة، وبدايتي كانت مع العام 2007 في المؤسسة العامة للثقافة – فرع مصراته، كما كنت مديرا للشئون الادارية والمالية للوزارة قبل ان أكلف بمهمة رئاسة هذا القطاع، وبحكم خبرتي وتجربتي في هذا القطاع أستطيع ان اقول لك بكل ثقة أني مستعد لإدارة هذا القطاع وأتولى رئاسته يساعدني في ذلك عدد من المستشارين المتخصصين ذوي القدرة والخبرة والكفاءة.

السؤال: ما هو البرنامج الذي عملت على تحقيقه عندما تقلدت مهمة وزير الثقافة؟

اعادة تنظيم القطاع وتوحيده بسبب التغييرات الهيكلية الحاصلة فيه وانقسام البلد بين حكومتين، حل مشاكل موظفي القطاع بما فيهم الموظفين الذين تم فصلهم لاعتبارات تتعلق بثورة 17 فبراير والموقف منها وتسوية اوضاعهم الادارية والمالية، تنشيط البرامج الثقافية المختلفة، توظيف الانشطة الثقافية في برنامج المصالحة الوطنية.

السؤال: ماهي اهم العقبات التي وقفت ومازالت تقف في وجهك؟

الوضع السياسي المرتبك يعرقلنا كثيرا عن اداء مهامنا وواجباتنا، الظروف المالية الصعبة للبلاد تلقي بظلالها على عملنا وتمنعنا من تنفيذ كثير من البرامج والفاعليات.

السؤال: هل تعتقد ان للثقافة دور مهم في إنقاذ ليبيا من الحالة السيئة التي تردت اليها؟

لا أخفى عليك ان انني أعتبر ان المشكلة الرئيسية في بلادنا هي مشكلة ثقافية، نحن في أمس الحاجة الى انسان ليبي يحب بلاده ويمتلك القدرة ان يتعايش مع اخيه الليبي المختلف عنه سياسيا وفكريا، نحن نحتاج الى ثقافة التسامح والمحبة حتى ننقذ بلادنا. انا أكره الاستبداد والديكتاتورية والحكم الفردي والنظام الشمولي الذي يقصي الاخرين، و في الوقت نفسه أنا مستعد ان اقف بكل قوة مع المخالف لي فكريا وثقافيا وسياسيا من اجل ان يعبر عن أرائه وافكاره بكل حرية كما يقول احد الفلاسفة، وكل المشاكل الاخرى يمكن تجاوزها اذا وصلنا الى انسان واع ومدرك وعلى مستوى عال من المسئولية تجاه بلاده ووطنه واستحقاقاتها وتغليب المصالح العليا والابتعاد عن الانانية والمصالح الشخصية، المشكلة مشكلة اخلاقية، والاخلاق قضية ثقافية بامتياز.

السؤال: يكثر الحديث عنك انه لا علاقة لك بالثقافة، كيف ترد على ذلك؟

من حق كل انسان ان ينتقد ويبدي ملاحظاته ولكن في حدود الادب والاحترام، والذين يشخصنون القضايا يبتعدون عن جوهر الموضوع، وحياتي الوظيفية بدأتها في قطاع الثقافة وانا مستمر فيها. انا احمل دبلوم في الادارة والمحاسبة من الناحية الاكاديمية، وهذا يؤهلني للعمل في قطاع الثقافة وغيره، اما الذين يقولون ان وظيفتي كانت جزار او صاحب محل لبيع اللحوم وما الى ذلك فانهم يكذبون رغم احترامي الشديد لمن يعمل في هذه المهنة او غيرها. أنا اتابع كل ما يكتب عني في وسائل الاعلام المختلفة، وفي وسائل التواصل الاجتماعي بقدر ما يسمح به وقتي، واستفيد من النقد الموضوعي والجاد واعمل بالملاحظات والآراء البناءة، وفي الوقت نفسه لا التفت الى المغرضين واعرض عن قول الجاهلين.

السؤال: تكاد تكون الشخصية الاكثر جدلية في وزراء حكومة الوفاق فكيف تفسر ذلك؟

انهم يتكلمون عن حسن اونيس ماذا يأكل وكيف يأكل ولا يناقشون ماذا يعمل، ويتكلمون عن حسن انه يذهب للمقاهي ويجلس مع الناس العاديين ويخالطهم في الشوارع وهذا أمر لا يضايقني ولكنه لا يستحق الرد، فكفار قريش عندما عجزوا عن مواجهة رسالة الاسلام ومشروع الحق اخذوا ينتقدون شخص صاحب الرسالة وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق؟ ورسول الله محمد عليه الصلاة والسلام كان يرعى الغنم وكان يعمل في التجارة لكن السماء اختارته ليكون صاحب أعظم رسالة سماوية وكلفته بمهامها العظيمة.  أنا أعمل وفق الامكانيات المتاحة، وفي أصعب الظروف، وبدون امكانيات احيانا، وكثيرون يحاولون اعاقتي عن العمل والحركة ويتهمونني كذبا وزورا بأشياء ليست حقيقية، لكنني مستمر في العمل بقوة من اجل هذا الوطن الذي يخصنا جميعا ومن اجل تقدمه وتطوره ورفعته وسيادته وتنميته، ولن اتوقف ولن اخاف من أحد الا من الله عز وجل، او الخوف ان ارتكب شيئا يضر ببلادي وشعبي، وغير ذلك لا يهمني مهما فعلوا ضدي او قالوا عني.

السؤال: المصالحة الوطنية هل هي مجرد شعار ترفعه ام أنها برنامج عمل حقيقي وجاد لوزارتك؟

لو سألتني ماذا يجب ان يكون عمل قطاعات الدولة في هذه المرحلة سأقول لك يجب ان توظف كل برامج الدولة في المصالحة الوطنية ولا شيء غير المصالحة، يجب ان تتوقف كل البرامج ما عدا البرامج التي تتعلق بخدمات تسيير مصالح الناس الحياتية الضرورية وبرامج المصالح الوطنية، انا شخصيا احرص في برامج قطاع الثقافة ان تكون ذات علاقة ومضامين بالمصالحة بين الليبيين، في المهرجانات والمعارض والاغاني وتأليف الكتب وغيرها. وهذا ما نعمله فعلا وليس من باب الدعاية، وليبيا لن تتقدم دون مصالحة بين كل الليبيين، وان كل يوم يمر دون مصالحة هو خسارة حقيقية.

السؤال هل لديكم مبادرات عملية للخروج بليبيا من أزمتها؟

على مستوى قطاع الثقافة بدأت بالعمل على تنفيذ العديد من المبادرات من اهمها اعادة جميع الموظفين الذين تم فصلهم من القطاع لأسباب سياسية او ذات علاقة بما حدث في ليبيا عام 2011 وصرف جميع مستحقاتهم عن السنوات الماضية، واهتم شخصيا بمتابعة احوالهم وظروفهم بما في ذلك الذين تم اعتقالهم وسجنهم ومنهم الاستاذ الفنان يوسف الغرياني (قزقيزة) والاستاذ الفنان محمد حسن على سبيل المثال وليس الحصر، كما اطالب بأطلاق سراح جميع المعتقلين خاصة الادباء والشعراء منهم الشاعر عبدالله منصور وغيره، وادعو لعودة كل الكتّاب والمبدعين من المهجّرين الى ليبيا، كما اني أعمل على رفع اي قيود على توزيع وتداول الكتب التي تتعلق بمرحلة النظام الجماهيري بما فيها أدبيات النظرية الجماهيرية، ولو كنت املك الصلاحيات الادارية لقمت بتوحيد المؤسسة الثقافية في ليبيا فورا، وأنا فعليا اضع امكانيات مؤسسة الثقافة التابعة لحكومة الوفاق تحت تصرف كل المثقفين والادباء والفنانين والشعراء في ليبيا من الشرق الى الغرب الى الجنوب، كما اننا نشارك في جميع الفاعليات التي يتم تنظيمها في المنطقة الشرقية وندعمها بما يتوفر لدينا من امكانيات، وعلاقتي بالأستاذ خالد نجم رئيس هيئة الثقافة في الحكومة المؤقتة وبكل المثقفين والادباء هناك ممتازة جدا.

السؤال: ما هي رؤيتكم لأفاق الحل في مستقبل ليبيا؟

الحل في ليبيا يصنعه كل الليبيين ولن يتم الا بكل الليبيين، وان اي حل لا يجمع الليبيين ليس حلا، ان اي حل في ظل انتشار السلاح والارهاب والرعب لن ينجح، ان اي حل دون مصالحة وبوادر حسن نية وتنازل لن ينجح، وإذا استمرت الاحقاد والعداوات والاطماع الشخصية لن يكون هناك افق مشرق لليبيا، ولا بد من توافق الليبيين اجتماعيا وسياسيا على دستور جامع وحكومة واحدة، بعد ذلك سنقول ان ليبيا بدأت تتعافى وتنهض من جديد بقوة أكبر، وعندها سوف يتحقق كل ما يتمناه شعبنا الطيب.