نعم لم تكن المباراة في دوري أبطال أوروبا كما حدث لبرشلونة بمواجهة سان جرمان، نعم كانت المباراة قبل 60 عاما تقريبا، ولم يكن نجمها سوى لاعب غير معروف في نهاية مشواره، لكنها ستظل واحدة من أعظم مباريات الكرة التي شهدت عودة "مستحيلة" في النتيجة، مما جعل البعض يصفها بأروع "عودة" في تاريخ الكرة على الإطلاق.

سيناريو المباراة، التي أقيمت 21 ديسمبر 1957 وحضرها 12 ألف شخص فقط في ملعب يتسع لأكثر من 70 ألفا بسبب برودة الطقس، جعل منها استثنائية رغم أن كل المؤشرات كانت تدل على أنها مباراة عادية في دوري الدرجة الثانية بإنجلترا بين تشارلتون وهادرسفيلد.

فريق تشارلتون لعب مباراة بطولية وقلب تأخره على أرضه بخمسة أهداف، إلى فوز مثير بـ 7 أهداف لستة في 27 دقيقة فقط قبل نهاية المباراة، علما أنه لعب 73 دقيقة طوال فترة المباراة بعشرة لاعبين، بعد إصابة القائد ديريك أفتون، حيث لم يكن من المسموح حينئذ إجراء تبديلات خلال المباراة.

بطل المباراة الحقيقي لاعب تشارلتون جوني سامرز، المهاجم الذي كان يلعب في الجناح الأيسر، الذي أحرز 5 أهداف وصنع الهدفين الآخرين لزميله في الفريق جون راين.

بداية العودة "المستحيلة" لتشارلتون كانت في الشوط الثاني عندما قرر المدير الفني جيمي تروتر بين الشوطين نقل سامرز من الجناح إلى مركز قلب الهجوم، وطلب من جميع اللاعبين إرسال الكرات إليه، ليقوم بمكافأة مدربه مدمرا جميع دفاعات الخصم.

المثير للدهشة في قصة خماسية سامرز، أنه أحرز كل أهدافه في المباراة بقدمه اليمنى الضعيفة التي لا يتقن اللعب بها، كما أنه قبل الشوط الثاني اضطر لتغيير الحذاء المفضل لديه بعدما لاحظ أنه لم يعد يصلح للاستخدام.

ومن الغريب أن مسيرة سامرز مع الفريق الأول لتشارلتون كانت على وشك النهاية بعد المستوى المتواضع الذي قدمه في المباريات التي سبقت مباراة هادرزفيلد، وهو ما أكده مدرب الفريق وسامرز نفسه الذي قال "اعتقدت أنني فقد لمستي، كنت على وشك الجلوس احتياطيا".

ومنحت هذه المباراة قبلة الحياة لمسيرة سامرز الكروية، لكن حياته انتهت بعدها بـ 4 سنوات تقريبا في عام 1962، عندما توفي في سن الـ 34 نتيجة إصابته بمرض السرطان.

ودخلت هذه المباراة تاريخ كرة القدم، بعدما أصبح هادرزفيلد الفريق الأول والوحيد حتى الآن، الذي يسجل 6 أهداف في مباراة احترافية، ويكون هو الطرف الخاسر.

ومن الطريف أنه بنهاية الموسم لم ينجح أي من الفريقين في الترقي للدرجة الأولى، حيث احتل هادرزفيلد المركز التاسع، فيما احتل تشارلتون المركز الثالث الذي لم يؤهله للصعود، بعدما خسر مباراته الأخيرة التي كان يحتاج للتعادل فيها.