سيصدر قريبا في تونس إصدار جديد تحت عنوان "معضلة الديمقراطية في ليبيا" عن دار "آفاق برسبكتيف للنشر" لمؤلفه رجل القانون و الكاتب السياسي التونسي ماجد البرهومي.

وبحسب الكاتب, فإن المؤلف "مهدى إلى جمهورية قرطاج التي امتد نفوذها في عصر ما إلى خليج سرت، والتي جعلت من هم ساكنة الأرض التونسية والليبية، شأنا مشتركا, و إلى كل شريف رفض استعمال تونس كقاعدة للتآمر على ليبيا و تدميرها و نهب ثرواتها و التلاعب بمصير أبنائها".

ويرى الكاتب السياسي التونسي ماجد البرهومي في مقدمته مؤلفه "معضلة الديمقراطية في ليبيا" أن "عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، والبكاء على أطلال ليبيا المدمرة لن يفيد، و لذلك فإنه من واجب كل شخص أن يسعى من موقعه إلى الحل في الأزمة الليبية". و يعتبر البرهومي أن "المفكر والباحث بإمكانه أن يشخص الأزمة ويقترح لها الحلول، كما أن السياسي قادر على جمع الفرقاء والوساطة حقنا للدماء، شأنه شأن نشطاء المجتمع المدني، والإعلامي قادر على التوعية والتحسيس بأهمية انخراط الليبيين في عملية البناء للمستقبل، وعلى إقناع التونسيين بأن الحل في ليبيا هو مصلحة تونسية أيضا، وكل من موقعه قادر على أن يساهم في الدفع ببلد عمر المختار نحو مستقبل مشرق"

كما يعتبر المؤلف أن كتابه يعد "محاولة بسيطة و متواضعة لفهم أسباب الفشل الذريع لعملية بناء نظام ديمقراطي في ليبيا (الجزء الأول)، لتدارك هذه المعوقات والعمل على تذليل الصعاب للبناء على بعض المعطيات, التي قد تساعد رغم كل شيء الليبيين, على النهوض والإنطلاق بقوة نحو بناء المؤسسات (الجزء الثاني)".

و يلفت الكاتب التونسي إلى أن الديمقراطية هي "موروث إنساني ساهم التونسيون في إرساء دعائمها في العهد القرطاجي, وكذا الليبيون الذين كانوا ضمن حدود هذه الجمهورية التي امتدت إلى خليج سرت، و بالتالي فهي ليست وافدا غربيا ثقيل الظل كما يروج لذلك البعض، ناهيك عن التشابه الكبير بين الديمقراطية وبين الشورى التي حث عليها الإسلام في أكثر من موضع.. كما أن البشرية، بحسب الكاتب، "لم تبتدع منذ نشأتها شكلا مثاليا للحكم، فحتى الديمقراطية، التي ينشدها الليبيون، فيها الكثير من المساوئ والهنات التي أطنب في الحديث عنها فقهاء وشراح القانون الدستوري وكذا المختصون في علوم السياسة والإجتماع، إلا أنها و بأشكالها المختلفة، والتي جوهرها حكم الشعب لنفسه بنفسه، و رغم كل النقائص التي يمكن تعدادها، تبقى أفضل ما توصلت إليه الإنسانية باتفاق أغلب الباحثين والمفكرين وحتى الساسة".