قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي، عبد الحكيم معتوق، إن الجماعة الليبية المقاتلة هي أحد أذرع تنظيم القاعدة، ومعظم قادتها انحدروا من أفغانستان، واعتادوا العيش في كهوف (قندهار)، ولهم سجل حافل في العمليات النوعية بالعديد من عواصم العالم والتي حصدت عشرات الأرواح من الأبرياء.

وأضاف معتوق في تصريح خاص لبوابة أفريقيا الإخبارية، أن جميع هؤلاء الإرهابيين من تلاميذ أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، لا يؤمنون بالأوطان، ويكفرون المنتمين لمؤسسات الجيش والشرطة، ويدعون إلى دولة الخلافة الإسلامية، والعودة بالمجتمع العربي والإسلامي، إلى عصور الظلام، مشيرا إلى أنه برز في المشهد الليبي رموز كثيرة منهم كـ عبد الحكيم بالحاج، وخالد الشريف، وسامي الساعدي، وعبد الباسط غويلة، وعبد الوهاب قايد، وإبراهيم تنتوش، وهم من كانوا وراء عسكرة ما وصفها بـ "الانتفاضة المطلبية" التي اندلعت في فبراير 2011.

وقال معتوق، "إن هؤلاء بدأو في 2011 بإطلاق النار على أفراد من الجيش والشرطة، وحرقوا المراكز الأمنية، وسرقوا أرشيف المخابرات الليبية، وقاموا بتسليمه إلى جهات خارجية، وهنا أذكر (قطر) على وجه التحديد الراعي والداعم الرئيس للإرهاب في المنطقة، وكذلك السطو على مصرف ليبيا المركزي"، بحسب تعبيره.

وأكد أن جميع الاتهامات السابقة، قاموا بالاعتراف بها بأنفسهم في حوارات متلفزة، مشيرا في الوقت ذاته، إلى الفتاوى التكفيرية الصادرة عن مفتي التنظيم العالمي للإخوان المسلمين (فرع ليبيا)  الصادق الغرياني، الداعية للقتل والتخريب.

وأضاف المتحدث السابق باسم الحكومة المؤقتة، أن عناصر الجماعات الإرهابية في ليبيا قاموا بالعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي الليبي من خلال "تلييب" مجموعة كبيرة من الإرهابيين العابرين للحدود والصحارى والقارات ومنحهم الرقم الوطني الليبي، والجنسية، ووثائق السفر الليبية لأحداث تغيير في الديمغرافيا الليبية، وذلك بدمج تلك المجاميع غير الليبية ولا حتى العربية، وذلك لعدة أهداف، منها الاستمرار في التغلغل بمفاصل الدولة بغية السيطرة عليها بشكل كامل، والحصول على حظوة انتخابية في حال ما توجه الليبيين إلى الانتخابات، وتقوية أذرعهم العسكرية استعدادا لمعارك جديدة مع الجيش أو القيام بعمليات انتحارية لترهيب الناس، وأحداث الذعر بين صفوفهم، قائلا "ولاشك بأنهم يتلقون دعماً مالياً، ولوجستياً خارجياً، وإلا ما كانوا استمروا بهذه القوة وتمددوا في مساحات جغرافية شاسعة بهذا الشكل من الأرض الليبية".

وقال معتوق، "إن من ضمن هؤلاء الإرهابيين من تم وضع أسمه في قوائم الإرهاب الدولي، وصدرت في حقه مذكرات جلب من الأنتربول، سواء في ليبيا، أو مصر، أو سوريا، أو العراق، أو تونس، ولكنهم لازالوا يتنقلون بحرية ويخرجون على الفضائيات ويحرضون ويبثون سمموهم للشعب الليبي"، معربا عن أسفه تجاه صمت المجتمع الدولي والبعثات الأممية في تلك الدول التي يشهد بعضها صراع على السلطة ونزاعات مسلحة، واستقبال رموز تلك الجماعات الإرهابية في عواصم الدول الغربية، والتحاور معهم على أساس أنهم شركاء في العملية السياسية الليبية، ولا سيما مثلما حدث في حوار (جنيف الأخير) الذي ضم شخصيات جدلية ليبية سجلها الأمني حافل بالخروقات الأمنية.

وطرح معتوق في ختام تصريحاته، مجموعة من التساؤلات قائلا "هنا يطرح السؤال المهم .. من يقف وراء هؤلاء؟ .. وهل ظهورهم بهذا الشكل المستفز يتم برعاية أجهزة استخبارات دول بعينها تريدهم إنهاء مهمتهم حتى سيطرتهم على مقاليد السلطة؟ .. أم أن الصحوة الشعبية والقبضة العسكرية هي من سوف يغير المعادلة .. وتتمكن من القضاء عليهم .. ووضع تلك الدول الداعمة لهم في حرج .. والأمم المتحدة على المحك .. والتي اعتادت تدوير هذه الأزمات وليس حلها، وإطالة أمدها من خلال استصدار القرارات.. والاكتفاء ببيانات الاستنكار، والشجب كلما وقعت مجزرة يكون ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ على يد تلك الجماعات!!"، وذلك بحسب وصفه.