جدل كبير حول الحركة الوطنية الشعبية الليبية والتي أصبح لها حضور فى المشهد السياسي الليبي من خانة المعارضة للوضع الحالي، وأغلب قياداتها وعناصرها من أنصار النظام الليبي السابق، وفي إطار الإقتراب ومعرفة الكثير عنها وأهدافها كان لبوابة أفريقيا الإخبارية حوار مع الأمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية "مصطفي الزائدي"، حيث تطرق في حديثه لأبرز نقط من بينها التواصل مع الجماعة الليبية المقاتلة وحوار سجن الهضبة، والمصالحة مع البرلمان ودعم الجيش الليبي، ومن هي الشخصية القادرة علي إيجاد وفاق داخل ليبيا.

السؤال : سنبدأ من صورة المشهد الحالي، هل سيكون لكم دور فى الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة ؟

الإجابة : أن ماجري في ليبيا، يعتبر مؤامرة مثلما جري على بقية الدول العربية الأخري وهي جزء من هذا المشروع التأمري، حيث كان التدخل الخارجي موجود من اليوم الأول، وإستبدال وفرض المجلس الإنتقالي من الخارج بقوة الدعم والتمويل الخارجي، بديلا عن السلطة الشعبية القائمة، وهكذا فإن ما بني علي باطل فهو باطل وكل التطورات الناتجة عن تلك الفترة أدت الي أوضاع سيئة، وأعتقد أن الغرب سيعيد قراءة المشهد الليبي لأن ما حصل فى البلاد هو خطأ إستراتيجي ليس خطره ليس علي ليبيا،  وإنما على العالم ودول المنطقة بالكامل.

ويتابع قائلا : عقب الإنتخابات التى أنتجت البرلمان الحالي، و الموجود فى شرق ليبيا، وسقوط الإسلام السياسي جري الإلتفاف من قبل المجتمع الدولي من خلال ما يسمي الحوار بين النواب والنواب المقاطعين، وتحول بقدرة قادر الي حوار سياسي بين مجموعات سياسية وهي الإسلام السياسي وبعض الأحزاب التى تدور في فلكه، وفرض بقاء وجود هذه القوة الإسلامية المتشددة فى المشهد السياسي وأيضا القوة المرتبطة مع المخابرات الغربية، ولهذا تم الإبقاء على شرعية المؤتمر الوطني العام، والحوار يعتبر فرض لسلطة الأمر الواقع من القوي المرفوضة فى عام 2011، ونحن لم يتم دعوتنا لهذا الحوار، وحتي إن جري دعوتنا له، فإننا لن نشارك، أنه حوار مصمم لإدارة الأزمة، وليس مشروعا لحلها بشكل نهائي، حيث تم إحضار شخصية ضعيفة برئاسة المجلس الرئاسي تتمثل في " فايز السراج "، وبدأ فى عمله قبل الشرعية الدستورية المعمول بها من خلال البرلمان فى شرق البلاد، إن الحركة الوطنية جزء من التيار الوطني الليبي، ومنذ اليوم الأول لتأسيسها كان الهدف حل الأزمة الليبية وليس الإبقاء عليها، والحركة ليست فى إطار تقاسم السلطة عبر الحوارات الداخلية أو الخارجية، ونحن لسنا طرف يُنازع علي السلطة ولا نسعي لها، نحن ندعو الي حوار ليبي.

السؤال : وماذا يعني حواركم مع البرلمان فى شرق البلاد ؟

الإجابة : الحوار مع مجلس النواب، كان الهدف منه توضيح عدد من النقاط التى يجب إعادة النظر فيها من جديد، من بينها قانون العزل السياسي المفروض على الليبين، وكانت الحاجة ملحة لقانون العفو العام، وكان خطابنا  للبرلمان يؤكد علي أن المصالحة تأتي بحوار بين الليبين حول أسباب الأزمة لحلها بشكل نهائي، من بينها السجناء والقمع والشهداء والمفقودين، وكان هناك توافق مع البرلمان وكان تفاعلهم معنا بشكل إجابي، حيث أصدر قانون العفو العام، ومن هنا أرفع التحية لأعضاء مجلس النواب.

يتابع قائلا : إن ما يجري فى شرق ليبيا هو نموذج لمصالحة حقيقية، وعن طريقها حُلت مشاكل عديدة، لقد تحولت الأزمة من دولية وأطراف داخلية إلي أزمة مجتمعية بين أبناء البلد الواحد، والآن تغيرت الأمور بعدما أصدر البرلمان قراراته الأخيرة، وأغلبية كبيرة من المواطنين الليبين عادوا إلي شرق البلاد، وجري إعادتهم لوظائفهم والإفراج عن مرتباتهم بدون قيد ولا شرط، ووجب التحية لأهلنا فى المنطقة الشرقية بإحتاضنهم الآف النازحين والمهجرين وتقاسموا معهم لقمة العيش، وعلى الصعي الشخصي زرت المنطقة الشرقية، وعقدنا إجتماعاً للحركة الشعبية بدون قيود ولا شروط، وكان للحركة لقاء مع رئيس مجلس النواب والمؤسسة العسكرية، وكل هذا ينبع من كوننا نملك رؤية واضحة منذ عام 2012، بأن حل الأزمة الليبية يكمن بعودة القوات المسلحة الليبية، لأن أي حل أخر يعد إستمرار الأزمة.

السؤال : هل هناك عناصر من قوات الجيش الليبي السابق متواجدين تحت شرعية المؤسسة العسكرية الحالية ؟

الإجابة : نعم فكل أفراد القوات المسلحة والموجودة فى شرق ليبيا قياداتها تدربت لعقود فى المؤسسة العسكرية الليبية، أنهم اليوم يقاتلون الإرهابيين والزنادقة، إضافة لتواجد قوات مسلحة فى أقصي الغرب وأخري فى الجنوب، وأبرزها في مدينة الشاطئ وغيرها، والقوات المسلحة لا يعني تبعيتها لفرد بعينه أي شئ، فاليوم يقودها خليفة حفتر وغدا يقودها ضابط أخر وهكذا، إنما الولاء لله والوطن، نحن نتكلم عن مؤسسة، ولا نتكلم عن تلك الميليشيات، التى عرف الليبيون حقيقتها وما ترتكبه من جرائم يومية.

يتابع قائلا : وهكذا فإن من بين شروط الحركة للحوار الليبي، يعتمد على أساس عودة الأجهزة الرسمية للبلاد، والإفراج عن السجناء، ويعتبر الوضع الذي أسسه مجلس النواب والقوات المسلحة ساهم فى تغيير الكثير من المفاهيم فى شرق البلاد، لدرجة أن الكثير من المعارضين لهم موجودين فى شرق ليبيا ولم يتعرض لهم أحد، ولديهم وجهة نظر وموقف من قيادة الجيش.

السؤال : وماذا يعني حواركم مع الجماعة الليبية المقاتلة ؟

الإجابة : حاول الكثير تشويه ما قدمه الأستاذ " محمد بلقاسم الزوي " ، وما جري ليس حوار وإنما إتصال، ونحن ليس لدينا موقف من الأشخاص لهويتهم، والليبية المقاتلة قياداتها كانت فى السجن، وفي إطار المصالحة الوطنية والتفاهم معهم تم الإفراج عنهم، وهم الآن من تواصل معنا وطرح فكرة الحوار بين " الإخوان والمقاتلة " مع أنصار الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وقلنا لهم، مثلما كنا نعاملكم، عاملونا بالمثل، وقياداتنا فى السجن يمكنكم الحوار معهم، والحديث مع الليبية المقاتلة هو وفق محددات، من بينها الإفراج عن السجناء، حيث في السابق كانت دولة، لكن هذه المجموعة ليست بدولة ولا يمكنها محاكمة هولاء الموجودين فى سجن الهضبة، وما جري فى سجن الهضبة هو ترتيب لحوار وطني، وإذ ما  كان لهولاء الإسلاميين النية فى التعايش مع الليبين هناك عدد من الإشتراطات وفق السلم المجتمعي والحديث والحوار يكون مع المعتقلين ، ونحن على ثقة في الشخصيات الوطنية من أمثال " أبوزيد دورة وعبدالله وعويدات غندور " وهم لا يخافون أبدا، ولابد من أن يكون الحوار كالنموذج الذي تحقق فى شرق ليبيا.

السؤال : نحن نحتاج شخصية جامعة مثل " مانديلا " يتفق عليها الكل لإنقاذ البلاد، هكذا طبيعتنا نحتاج قيادة وشخصية مرحلة بين الحزم والحسم ؟

الإجابة : مع إحترامي لمانديلا، إلا أنه أعطي أكثر وأكبر من حجمه، الحل فى جنوب لم يكن من قبل ما نديلا، إنما " فريدريك ويليام ديكليرك  " وهو من قرر التنازل للتعايش، ومن عمل إجراء الإفراج " بوتا "، و " مانديلا " أستفاد من هذه المصالحة، والتعايش فى دولة متعددة الألوان، لكن يحسب له أنه رفض الإنتقام، وهو ثائر عظيم، لكنه ليس المنقذ، والنموذج الأبرز الحقيقي الذي الأخذ به هو ما جري فى نيكاراغوا، وهكذا فإن الأبطال والزعماء التاريخيين، نوادر فى عمر البشرية،  فليس مع كل لحظة يولد الأبطال، ويعتبرون ظواهر نادرة.

السؤال : برأيكم من هم أطراف الحوار الليبي ؟

الإجابة : إذا ما كان الحوار يسعي لبناء الدولة وإنقاذها، من خلال نموذج سياسي يتفق عليه الليبيون، حينها نحن فى الحركة الشعبية سنتفق معه وحتي أنصار النظام الجماهيري.

السؤال : هل تفكرون فى عودة النظام الجماهيري ؟

الإجابة : لماذا تخافون من عودة النظام الجماهيري، فهناك من يطرح ويطالب بعودة النظام الملكي، ونحن فى الحركة رأينا سيكون مع ما يتفق عليه الليبيون، ولدينا رأينا.

السؤال : ما هو رأيكم في الحركة الوطنية الشعبية ؟

الإجابة : أن تكون دولة موحدة يُديرها الشعب الليبي بالطريقة التى يتفق عليها.

السؤال : إذا ما وصلنا إلي طاولة الحوار التي تتحدثون عنها وخلصنا إلي نتائج، هل سيبقي هذا الجسم السياسي " الحركة الشعبية موجود " ؟ وسيكون لكم مشاركة فى إنتخابات على سبيل المثال ؟

الإجابة : نحن لسنا حزب يسعي للإنتخابات والسلطة.

السؤال : إذا من أنتم وماذا تريدون ؟

الإجابة : نحن حركة ثورية جزء من الشعب الليبي.

السؤال : هل أنتم تمثلون حركة اللجان الثورية ؟

الإجابة : نتمني أن نمثلها، ولكن فى الحقيقة لا، اللجان الثورية مشروع، وجزء منهم موجودين فى الحركة ولكن ليس الكل، وحركة اللجان الثورية عبارة عن أفراد.

السؤال : حركة اللجان الثورية كانت متجسدة فى مكتب الإتصال ؟

الإجابة : هذا فهم سئ، الإسم يحمل دلالة المكتب وهو إتصال بين القائد واللجان الثورية، والحركة عبارة عن أفراد يحملون قناعات بالسلطة الشعبية، وهو موضوع ثقافي وليس سياسي، والحركة الشعبية تضم قيادات كثيرها من النظام الليبي السابق، وأخري قيادات الوطنية، وكذلك ممن كانوا في فبراير و لديهم تراجعات وهم شخصيات وطنية.

السؤال : طالما تملكون كل هذه القيادات من القديم والجديد وتملكون منظومة عمل، هل تملكون رؤية ومشروع حقيقي للبلاد " إقتصادي " على سبيل المثال ؟

الإجابة : نحن بكل وضوح في الحركة لدينا تصور كامل مكتوب لمعالجة الكثير من الأزمات فى البلاد، سواء كان إقتصادي أو سياسي وإجتماعي وحل للتنمية، وسنقدمها للشعب فى الوقت المناسب.

السؤال : هل هي رؤية من السنوات الماضية نابعة من العقود الأربعة السابقة، أم أنها خطة وبرنامج لمعالجة ما حدث مؤخرا من مستجدات على الساحة الليبية ؟

الإجابة : نحن لدينا عقول وخبرات لعقود طويلة، ولديهم إطلاع بالوضع الحالي، ولديهم رؤية للمستقبل.

السؤال : نريد على سبيل المثال معرفة رؤيتكم السياسية في الحركة الشعبية ؟

الإجابة : نحن مع ميثاق وطني حقيقي يكتبه الليبيون، وليس الدستور الذي يبني على ثقافة المنتصر والمغلوب، ومن الضرورة مراعاة القبائل والقوي الوطنية والإجتماعية، والقبيلة مظلة إجتماعية لايمكنها أن تكون أداة سياسية، وجزء من المأسي فى ليبيا فى ست سنوات الأخيرة هي القبائل ومعروفة، مثل ماجري من قبائل أولاد سليمان والزنتان ومصراتة وزليتن وغيرها من الصراعات، وحتي إن تم إستبدالها سيكون إعادة تدوير المشكلة لا غير.

السؤال : هل الشرق الليبي تجاوز مشكلة القبيلة ؟

الإجابة : طبعا، تجاوزها بشكل كبير، وهناك فرق بين السلطة في الشرق عن غربها وجنوبها، وهذا يعود لدور مجلس النواب وقيادة الجيش، حيث تعتبر المؤسسة العسكرية تُعني بحماية للجميع.

السؤال : كيف تتوقع رؤيتكم للعاصمة طرابلس مع التجاذبات الحالية ؟

الإجابة : " ربي يحفظ طرابلس "، معركتها سهلة وليست صعبة، والقوة المسيطرة عليها وجودها شكلي وليس حقيقي، لأنهم متعارضين فى المصالح ولا يملكون قاعدة شعبية، وستكون طرابلس أسهل بكثير من قنفودة.

السؤال : هل لديكم تواصل وإطلاع مع قيادات أمنية وعسكرية فى طرابلس ؟

الإجابة : الحركة الشعبية اغلبها فى الداخل وليس فى الخارج.

السؤال : في العاصمة طرابلس موجودين ؟

الإجابة : لدينا نعم.

السؤال : ما أقصده هل لديكم تواصل مع قيادات عسكرية وأمنية فى العاصمة ؟

الإجابة : لا نستطيع إعطاء تفاصيل، حتي لا يتم وضعهم فى السجن وملاحقتهم، وفي النفس الوقت نحن لا نعمل بعقلية تآمرية، نحن حركة سياسية تعمل بصيغة قانونية بكل وضوح، والحل في ليبيا هو سياسي عام، ونحن فى الحركة ليس لدينا مقاصد فى السلطة ولا فى الكراسي.

السؤال : هل لديكم ذراع عسكري في الحركة الشعبية ؟

الإجابة : نحن ندعم القوات المسلحة فقط، الذراع العسكري فكرة لدي الإخوان المسلمين للسيطرة علي ليبيا، وهاهي نتائج أفعالهم فى المحاولة للإستحواذ علي السلطة تخريب البلاد وتدميرها عبر ميليشياتهم، أنهم لم يستطيعوا فعل أي شئ.

السؤال: هل تدعمون القوات الموجودة فى شرق ليبيا ؟

الإجابة : نعم فى شرقها وغربها وجنوبها، إن إستقرار ليبيا على مدي أربعين عام كان بفضل تماسك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الملتزمة فى خدمة البلاد والشعب.

السؤال : ألم يكن الحرس الثوري ميليشيا تابعة لحركة اللجان الثورية ؟

الإجابة : الحرس الثوري ليس ميليشيا تابعة للجان الثورية، وإنما قوات حرس متطوعة لحماية القائد معمر القذافي، وفي فترة من الفترات تم سحب السلاح منهم، وهم متطوعين من كل فئات المجتمع لحماية الثورة والقائد، وهم جزء كبير منهم كانوا فى اللجان الثورية، ولكننا لا نفكر بعقلية ميليشياوية، والقوات المسلحة هي جيشنا، وليس القوي الموازية للأجهزة الأمنية أو العسكرية يمكن حماية البلاد من خلالها.

السؤال : بعيدا عن هذه الجدلية، هل لديكم رؤية إقتصادية للبلاد، ويمكنها مساعدة الحل الأمني بشكل كبير ؟

الإجابة : هناك حلول عملية لدينا وموجود لحل كل المشاكل والتى من أبرزها إدارة الأموال، وإدارة الطاقة، والتنمية، حيث أن البنية التحتية في البلاد دمرت بشكل كبير، والمرحلة القادمة تحتاج لخطة مدروسة وتطبيقها يجب أن يكون دقيق جدا، حتي يتم إعادتها لما كانت عليه فى 2011، والإستثمارات الليبية يتم اللاعب بها بشكل كبير.

السؤال : هناك جدلية كبيرة في من يمثل أنصار النظام الليبي السابق، جزء منهم كان مطلع 2011 ضدكم واليوم معكم ؟

الإجابة : المعركة كانت بين الشعب الليبي وأعداءه، الشهيد البطل معمر القذافي كان يدافع عن الشعب الليبي ولم يكن يدافع عن نفسه، والمنشقين عن النظام، هم منشقين عن مسيرة الشعب الليبي فى عام 2011، منهم جبن وخوف وعميل، ومنهم توقع أن يكون رئيسا على غرار عبدالرحمن شلقم، إنني أحذرهم، يجب أن يصمتوا، فهناك أطراف مصنوعين من أطراف خارجية، ويتم تسويقهم على أساس انهم ممثلين لأنصار نظام معمر القذافي للتوقيع علي أي إتفاق، وهولاء منشقين ومحسوبين على تيار فبراير وليسوا على سبتمبر، ذاكرتنا لازالت حاضرة عندما رأينا الكثير منهم عبر الشاشات مؤيدين لما جري فى 2011 واليوم يلبسون ثوب النضال وتمثيل النظام، وهو أمر غير صحيح بالمطلق، ولن يسمح لهم، وعلي الصعيد الشخصي لا يمكن أن أدعي تمثيل النظام الليبي السابق، والليبيون في الداخل لديهم القدرة على إفراز قيادتهم القادرة على الحوار، أن المدعين عبارة عن مأجورين وهم يمارسون فى الخيانة المزدوجة لإعطاء مشروعية لشئ غير شرعي، لإكمال مشروع 2011 فى نكبة فبراير.