مع انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ “كوب 22” في مدينة مراكش المغربية، الإثنين، اتجهت أنظار العالم وعدسات الإعلام الدولي نحو “المدينة الحمراء”، التي تستقطب على مدار السنة، أهم الموتمرات والملتقيات العالمية. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر حتى 18 نوفمبر الجاري، رؤساء عددِ من الدول، إلى جانب نحو 30 ألف شخص، بينهم 8 آلاف ممثلين للمجتمع المدني و1500 صحافي، بحسب المنظمين. ويرجع أصل اسم “مراكش” إلى الكلمة الأمازيغية “أمور ن أكوش”، وتنطق بالأمازيغية أموراكش، والتي تعني بلاد الله أو أرض الله، وهي دلالة لها بعد العالمية، والانتماء إلى الإنسانية جمعاء.

وكان اسم مراكش، يطلق على كل المغرب قديما، منذ أن تأسست كعاصمة للمرابطين إلى عهد الحماية الفرنسية في العصر الحديث، ومازالت هذه التسمية متداولة إلى حد الآن في كل اللغات، كـ“الفارسية” (مراكش)، والأسبانية (مارويكوس) والإنكليزية (موروكو). وتوصف مراكش بـ“المدينة الحمراء”، نظرا لأن معظم منازلها تم طلاؤها باللون الأحمر، وتزداد جمالا وإشراقا مع انعكاس ضوء الغروب على بيوتها. كما تعرف أيضا بـ“مدينة النخيل”، حيث تكثر فيها أشجار النخيل الباسقة بسبب موقعها الجغرافي فهي توجد في واحة قريبة من جبال الأطلس الشاهقة، وتتباهى بمشاهد طبيعية مثالية تجمع ما بين الشمس والثلج وأشجار النخيل.

وقال عمدة مراكش، محمد العربي بلقايد، إن “انتظاراتهم من القمة العالمية، هي الإشعاع العالمي الأكثر للمدينة السياحية الأولى في المغرب، لجلب زوار وضيوف أكثر”. وأضاف أن القائمين على القمة “بذلوا جهودا كبيرة لإبراز قيمة المدينة الحقيقية، التي يعرفها زوار المغرب من دول العالم”. وشدّد على أنهم “ينتظرون الإشادة والتنويه، لدقة التنظيم والإعداد لهذه التظاهرة العالمية التي استغرقت أكثر من 6 أشهر”. واحتضنت مدينة مراكش أبرز التظاهرات خلال السنوات الأخيرة، منها المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، الاجتماع الوزاري الرابع لأصدقاء سوريا، والقمة العالمية لريادة الأعمال بتنظيم مشترك بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية والولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن الموعد الفني السنوي الشهير، المهرجان الدولي للفيلم.

وبحكم القاعات والصالات ذات التجهيزات التكنولوجية العالية، أضحت المدينة وجهة و“حاضنة” للمؤتمرات والقمم ذات الصيت العالمي، لتكون ضمن الترجيحات الأولى عند مسؤولي البلاد. وتجذب المدينة العالمية “هوى” زعماء ورؤساء وقادة دول، حيث حظيت باستضافة عدة ملتقيات ومؤتمرات عالمية. وتتوفر “عاصمة النخيل” على معالم ومآثر تاريخية، في مقدمتها ساحة “جامع الفنا” التي تسحر زوارها (تم تصنيفها تراثا شفويا إنسانيا على لائحة منظمو اليونسكو منذ 1997)، و”حدائق ماجوريل” التي تحتوي على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس، و“جامع الكتبية”، و“حدائق المنارة” التي يتوسطها خزان المنارة الكبير.

وتصنف مراكش، ثالث أكبر مدن المغرب من ناحية عدد السكان، حيث يفوق تعداد سكانها المليون نسمة، من مجموع سكان البلاد البالغ قرابة 33 مليون نسمة، بحسب تقديرات رسمية. وتقدر مساحة المدينة بنحو 230 كيلومتراً مربعا، ووصفت بأنها “المدينة الحمراء، الفسيحة الأرجاء، الجامعة بين حَرٍّ حرور وظل ظليل، وثلج ونخيل”. واختيرت مراكش، كأفضل وجهة سياحية جديدة في العالم في 2015، في تصنيف أعدّه الموقع العالمي المتخصص في الأسفار “تريب أدفايزر”، حيث تفوقت مراكش على أعرق العواصم العالمية من ضمنها لندن، وروما، وباريس.

وحققت زهرة الجنوب، المركز الأول على المستوى الوطني، من حيث عدد سياح المدينة، برقم تجاوز المليون سائح عام 2014، احتلت من خلاله المركز السابع عربيا، في نتائج المدن التي شهدت أكبر عدد من الزوار، بحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية. وتعتبر مراكش، المركز السياحي الأول في المغرب، وتتوفر على بنية تحتية فندقية هامة، حيث تحتوي على أزيد من 1400 وحدة للإيواء، بما فيها أكثر من 170 فندقا مصنفا.

 

*المصدر: جريدة العرب الدولية